يوافق يوم الثلاثاء 27 ديسمبر 2016، الذكرى السنوية الثامنة للحرب الإسرائيلية الأولى على قطاع غزة، والتي استمرت 23 يومًا.
وأطلق الاحتلال على تلك الحرب "الرصاص المصبوب"، فيما أطلقت عليها المقاومة "معركة الفرقان"، ولم يتمكن الاحتلال من تحقيق أهدافه فيها.
وفي تمام الساعة 11:00 صباحًا من يوم السبت 27 ديسمبر 2008 قصفت نحو 80 طائرة عسكرية إسرائيلية من أنواع متعددة، وبشكل متزامن، مواقع للأجهزة الأمنية وأخرى مدنية ما أدى لاستشهاد نحو 200 فلسطيني معظمهم من عناصر الأجهزة الأمنية.
وكان من بين الشهداء في ذلك اليوم، اللواء توفيق جبر مدير الشرطة، والعقيد إسماعيل الجعبري مسؤول الأمن والحماية، ومحافظ الوسطى أبو أحمد عاشور.
وجاءت الحرب الإسرائيلية بعد انتهاء تهدئة دامت ستة أشهر توصلت لها الفصائل الفلسطينية والكيان الإسرائيلي برعاية مصرية، لكن "إسرائيل" خرقت التهدئة أكثر من مرة، واغتالت ستة من عناصر كتائب القسام الجناح المسلح لحركة "حماس"، ولم تلتزم برفع الحصار عن القطاع، وهو ما دفع المقاومة لعدم تمديد التهدئة.
الخروقات الإسرائيلية وعمليات الاغتيال، دفعت المقاومة للرد بإطلاق نحو 130 صاروخًا وقذيفة هاون على مناطق في جنوب الكيان الإسرائيلي.
تضليل المقاومة
وكسر الكيان الإسرائيلي "محرماته" حينما بدأ الحرب على غزة يوم "السبت"، وهو يوم مقدس للراحة بالنسبة لليهود، كما سعى لتضليل المقاومة من خلال إعلانه عن مهلة مدتها 48 ساعة لوقف إطلاق الصواريخ من غزة، وبدئه الحرب بعدها بـ24 ساعة فقط.
كما أبلغ مكتب رئيس وزراء الاحتلال في حينه أيهود أولمرت الصحفيين بأن الحكومة الإسرائيلية ستجتمع الأحد لبحث احتمال القيام بعملية مكثفة ضد قطاع غزة، لكن الحرب بدأت قبل موعد الاجتماع المفترض بيوم.
مجريات الحرب
على مدار ثمانية أيام، استمرت طائرات الاحتلال بعمليات قصف مكثفة على مختلف مناطق القطاع، فيما كانت المقاومة الفلسطينية ترد بقصف المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للقطاع.
واستهدفت الغارات الإسرائيلية مئات الأهداف المدنية، من منازل ومساجد، ومدارس حكومية، وأخرى لوكالة الغوث، وجمعيات خيرية، ومستشفيات.
وفي الثالث من يناير 2009، بدأت قوات الاحتلال اجتياحها البري للقطاع، حيث اشتركت مئات الدبابات مع الطيران في إغراق القطاع بالصواريخ والقذائف، وسط مقاومة عنيفة كانت تدور على جبهات مختلفة.
ولم تتورع آلة الحرب الإسرائيلية عن ارتكاب كل ما هو محرم دوليًا في سبيل تحقيق أهدافها، فبعد أن فشلت جميع محاولاتها بتحقيق أهدافها من خلال الأسلحة التقليدية كالطيران والدبابات، لجأت إلى استخدام أسلحة غير تقليدية ضد المدنيين كان أبرزها الفسفور الأبيض، واليورانيوم المخفف الذي ظهر على أجساد بعض الشهداء، وفق تقارير صادرة عن خبراء ومؤسسات أوروبية.
وبعد 23 يوما من بدء العدوان، أعلن أولمرت عن إيقاف إطلاق النار من جانب واحد دون الانسحاب من غزة، تلاه في اليوم التالي إعلان الفصائل الفلسطينية هدنة لمدة أسبوع، كمهلة لانسحاب الجيش الإسرائيلي، وهو ما حدث.
حصيلة العدوان
وأسفرت الحرب على غزة عن استشهاد نحو 1330 شهيداً غالبيتهم العظمى من المدنيين والنساء والأطفال، في حين أصيب 5500 مواطناً العديد منهم يعاني حتى الآن من إعاقات دائمة، أما بالجانب الإسرائيلي، فاعترف جيش الاحتلال بمقتل 13 إسرائيليا بينهم 10 جنود وبإصابة 300 آخرين، إلا أن المقاومة أكدت أنها قتلت أكثر من 100 جندي.
وأعلنت المقاومة عن إطلاقها أكثر من 1500 صاروخ وقذيفة على أهداف إسرائيلية خلال تصديها للحرب.
وكان من أبرز شهداء الحرب وزير الداخلية آنذاك الشهيد سعيد صيام، والقيادي بحركة حماس نزار ريان.
وأما على صعيد تحقيق الأهداف، أخفقت قوات الاحتلال بتحقيقها، وبقيت المقاومة تحافظ على قدراتها لا بل راكمتها، وهو ما ظهر خلال حربي 2012 و2014 على القطاع، فيما لازالت حركة "حماس" قوية في غزة.