أطلق الخبير الاقتصادي، مدحت نافع، يوم الأحد الماضي، مبادرة تدعو لتأميم أموال الإعلاميين، ممن يطالبون الشعب بالتقشف، ولاقت دعوته تفاعل كبير من جمهور السوشيال ميديا.
إعلاميون يطالبون الشعب بالتقشف
لم تأتِ الفكرة في بال مدحت نافع من فراغ، حيث أكد أن بعض الإعلاميين الذين طالبوا المواطن بالصبر وتحمل الظروف الاقتصادية الصعبة، يتقاضى كل منهم الملايين سنويًا.
من ضمنهم الإعلامية أماني الخياط، التي وصفت ارتفاع الأسعار الذي تشهده مصر بـ "اختبار من الله للمصريين"، كما أكدت خلال برنامجها "مباشر من العاصمة"، المذاع على شاشة "ontv"، السبت الماضي: "ربنا اختار لنا فكرة غلاء الأسعار دي مع ثابت مرتباتنا علشان يختبرنا"، متابعة: "الحقيقة أننا في الـ20 سنة اللي فاتوا اتعودنا كمصريين على ثقافة الاستهلاك ومفيش حد بقى عنده ثقافة الأولويات".
وسبق وطالب الإعلامي أحمد موسى، مقدم برنامج "على مسؤوليتي" على قناة "صدى البلد"، في أغسطس الماضي، المواطنين بتحمل غلاء الأسعار من أجل الوطن وإكمال مسيرة التنمية، بحسب قوله. مضيفًا أن دول الخليج، مثل الإمارات، التي تعتبر الدول البترولية، رفعت أسعار البترول ولم يغضب شعبها، مشيرًا إلى أن البعض يحاول إشعال المجتمع المصري من الداخل، ويروج الشائعات من أجل إيقاف مسيرة الوطن.
كما هاجم الإعلامي عمرو أديب، مقدم برنامج "كل يوم"، المذاع على فضائية "أون إي"، أول أمس الأحد، الحديث عن زيادة أسعار البنزين، قائلا: "اللي بيقولك البنزين أسعاره زادت طب ما زادت اتنيلوا اقعدوا في البيت إيه كل العربيات دي .. أنا عايز نبقى واقعيين".
عمرو اديب..الي بيشتكي من اسعار النزين يتنيل... من طرف masralarabia1
"نافع" لم يكتفِ بالمشاهدة
أثارت هذه التصريحات حفيظة مدحت نافع، الذي لم يكتفِ بالمشاهدة في صمت، بل كتب عبر حسابه الشخصي على موقع "فيسبوك": "أنا أطالب بتأميم ومصادرة أموال وممتلكات مقدمي البرامج الحوارية الذين ينهرون الشعب الفقير بزعم أنه شعب نمرود.. نريد اختبارهم في ذات ظروف الشعب كي يكونوا قدوة يحتذى بها".
بعدها شعر "نافع" بأن دعوته تجد إقبالا كبيرا، أحب أن يؤكد جديته ورغبته في تنفيذها، وكتب مرة أخرى من خلال حسابه: "بعد أن لاقت مبادرة الدعوة إلى تأميم ومصادرة أموال إعلاميي إهانة الشعب ومطالبة فقرائه بالتقشّف هذا الصدى المشجّع من حضراتكم.. أؤكد على أن الدعوة ليست عشوائية أو انتقامية لكن هؤلاء الإعلاميين اعتادوا تبكيت الشعب واستدعاء التجربة الناصرية واصطبار المصريين عليها".
وتابع: "لذا تأتي الدعوة إلى تأميمهم وبالطبع هذا القدر من فائض رصيد الوطنية الذي يحملهم على التشنّج على الهواء وهم يهينون الشعب سيحملهم على القبول طوعاً بتنفيذ تلك المبادرة ..أما من يرفض فنقول له ما يقوله أمثلهم طريقة: مع ألف سلامة".
زاد إقبال النشطاء على مبادرة الخبير الاقتصادي، وهو ما ولَّد لديه إصرار وتصميم كبيرين، جعلاه يسعى لتطبيق المبادرة بشكل ملموس على أرض الواقع، فعاد اليوم يتحدث بشكل أكثر جدية: "الأخوة والأصدقاء يطالبون بصفحة لمبادرة تأميم إعلاميي الهيصة والتبكيت.. لا أعتقد أن الصفحة تضيف شيئاً سوى أن تتحول إلى تعبئة وتجميع للمتفقين معنا في الرأي ونتحول إلى دائرة يخاطب أحدنا الآخر ونشتبك في حوارات عبثية.. لكن الانتشار والتويتات وتحويل هذه العبارة #مبادرة_تأميم_إعلاميي_تبكيت_الشعب إلى تريند في السوشيال ميديا هو الهدف الأهم فى تلك المرحلة",
وأضاف: "من خلال جهودكم المخلصة.. غايتنا تتلخّص فى تلك النقاط: 1- تنقية وتحسين الأداء الإعلامى ليخدم الشعب لا للإساءة إليه.. 2- عودة القيمة إلى القدوة بالأفعال لا الأقوال الفارغة.. 3- إيصال رسالة "سلمية" إلى متخذ القرار مفادها انهيار شعبية هؤلاء وتحوّل رسالتهم المنحازة إلى وبال على من يدعمونه".
نشطاء: "الراجل دة بيقول كلام زي الفل"
كان لمدحت نافع الدور في إيقاد شرارة المبادرة فقط، أما نشطاء "السوشيال ميديا" فكان لهم الدور في توهجها، فسرعان ما انتشر الخبر كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، وأيده النشطاء بعبارات من قبيل: "الراجل دة بيقول كلام زي الفل"، "فعلًا عندك حق"، عشان كلنا نتقشف زي بعض"، وغيرها من التعليقات المؤيدة للمبادرة.
هذا في حين تفاعل عددٌ من المشاهير أيضًا، على رأسهم الشاعر عبدالرحمن يوسف، الذي أعاد نشر الخبر عبر حسابه الشخصي على موقع "فيس بوك"، وعلّق عليه قائلًا: "أنا أدعم هذه المبادرة.. وكل مصري لازم يدعمها عشان خاطر مصر".
كذلك أطلق النشطاء "هاشتاجات" مختلفة لدعم المبادرة، أبرزها: "#الشعب_يريد_تأميم_أموال_الإعلاميين"، "#امموا_أموال_الإعلاميين"، "#مبادرة_تأميم_أموال_الإعلاميين".
لم تقتصر ردود فعل النشطاء على التعليقات والهاشتاجات فقط، ولكن أيضا بالـ"كوميكس".
في النهاية، سؤال واحد يفرض نفسه على القضية التي تشغل الرأي العام حاليا.. هل يستجيب الإعلاميون الذين يطالبون الشعب بتحمل ارتفاع الأسعار لمبادرة "نافع" أم تبادر الدولة بالتأميم.. أم سيكون التجاهل مصير المبادرة؟