ينامون في العراء بلا تدفئة ولا علاج ولا سبل الراحة والحياة، هذا ما يعيشونه النازحون عن مدينة الموصل منذ انطلاق عملية تحرير المدينة من قبضة داعش 17 أكتوبر الماضي، ولكن من ظل عالقا داخل المدينة يعيش أوضاعا أسوأ بكثير.
بلا كهرباء أو ماء أو مستشفيات أو غذاء أو علاج في ظل حصار المدينة من الأربع جهات، حيث لجأت القوات المشاركة لتضييق الخناق على المدينة بقطع كل من الماء والكهرباء للضغط أكثر على تنظيم داعش وهو ما يتأذى منه الأهالي أكثر.
ولا يزال مئات الآلاف منهم محاصرين في مناطق يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية، خاصة في أحياء غربي الموصل.
ومن لم يمت بسيف القصف على المدينة وافتقار مقومات الحياة واختفاء الأدوية قتل بسيف داعش والأسباب لذلك كثيرة.
إعدام لأهون الأسباب
فوفق ما كشفت منظمة هيومن رايتس ووتش فإن داعش، أعدت ميدانيا 13 شخصا على الأقل من بينهم صبيّان، إثر انتفاضة في قريتين في 17 اكتوبر 2016 مع انطلاق عملية استعادة مدينة الموصل.
محاولة الهرب من جحيم الحرب تهمة أيضًا بالنسبة لداعش تستحق الإعدام، فأقبل التنظيم 19 ديسمبر الماضي على إعدام أربعة أشخاص بينهم امرأة، في مدينة الموصل، بعد محاولتهم الهرب من سيطرته، حيث يستخدمهم كدروع بشرية لمنع تقدم القوات العراقية.
والجميع في الموصل عرضة للقتل بدعوى التعاون مع قوات الجيش العراقي أو تقديم المعلومات لهم فاليوم أعدم عناصر داعش سبعة مدنيين بتهمة التخابر مع القوات الأمنية في منطقة المهندسين شرق الموصل، وسلم التنظيم جثث المدنيين لمركز الطب العدلي بالموصل".
خيارات سيئة
القابعون في الموصل بين خيارات جميعها سيء فإما البقاء والموت بسبب نقص الاحتياجات الأساسية أو الإعدام على يد داعش أو الانتظار لتقدم القوات فيكونون عرضة أيضًا للقذائف أو القتل على يد الميليشيات الشيعية المتطرفة كالحشد الشعبي أو الخروج لمعسكرات تعاني الإهمال الحكومي والمعاملة الآدمية.
وتتوقع الأمم المتحدة نزوح ما يصل إلى مليون من أصل 1.5 مليون شخص، يقطنون في الموصل، المدينة الواقعة على بعد 400 كيلو متر شمال بغداد، وسط تحذيرات من "كارثة" قد تواجه النازحين في مخيمات النزوح.
وبدأت القوات المشاركة في عملية تحرير الموصل وقوامها 100 ألف جندي من القوات العراقية، وقوات الأمن الكردية، والحشد الشعبي التقدم من جديد ضد تنظيم الدولة الإسلامية في عدة أحياء في جنوب شرقي مدينة الموصل، بعد فترة توقف لأسابيع، بحسب ما أعلنته وزارة الداخلية العراقية.
وتحدثت تقرير عن ارتفاع أعمدة الدخان فوق أرجاء المدينة، وتعد هذه المرحلة الثانية من عملية تحرير الموصل .
انعدام مقومات الحياة
زياد السنجري الناشط الحقوقي العراقي في الموصل ذلك أن الوضع الإنساني في المدينة أصبح صعب جدا بسبب انعدام كل مقومات الحياة مثل الماء والكهرباء والدواء والمستشفيات وغيرها.
وذكر في حديثه لـ"مصر العربية" أن المدينة أصبحت محاصرة من كل الاتجاهات ويمنع دخول أو خروج أي شيء لذلك فالأهالي بالداخل عرضة للهلاك.
قصف عشوائي
وأشار إلى أن العديد من المدنيين يقعون قتلى جراء القصف العشوائي خاصة في أحياء السكر والمثنى والصديق والحدباء بسبب عمليات القصف بالقذائف والصواريخ تمهيدا لاقتحامها.
واتفق معه في القول زهير الجبوري المتحدث باسم قوات حرس نينوى أحد أبرز الفصائل المشاركة في عملية تحرير الموصل موضحا أن 650 ألف مدني ما زالوا يقعون داخل مدينة الموصل تحت رحمة تنظيم داعش.
وأكد أن عناصر التنظيم لا يسمحون بإدخال المساعدات لهم ويعانون من قطع الماء والكهرباء منذ فترة طويلة، متابعا:” اليونيسيف قالت كذبا إن السبب تضرر الخط الناقل للماء ولكن كل شيء مقطوع عنهم عمدا.
كارثة إنسانية
وواصل:”نحن أمام كارثة إنسانية"، منوها بأن الكثير من المرضى ماتوا بسبب نقص الأدوية، ومصابو السرطان أغلبهم فارق الحياة لصعوبة الحصول على الكيماوي، والمرضى عموما لا يجدون مستشفيات تداويهم، حتى مستشفى السلام التي حررتها القوات العراقية هاجمها عشرات أو مئات الانتحاريين ما أوقع العديد من الخسائر ما دفع القوات للانسحاب والتحالف الدولي قصف المستشفى بعدها.