يبدو أن رحيل 2015، لم يغلق الباب في وجه المشكلات التي تعرضت لها وزارة الآثار، بل ترك الباب مفتوحًا على مصرعيه؛ لتصبح الأزمات في 2016 عرضًا مستمرًا.
ورغم التعديل الوزاري الذي أعلنه المهندس شريف إسماعيل، في مارس الماضي، وتولي الدكتور خالد العناني، حقيبة "الآثار"، إلا إن الوزارة ظلت "على وضعها"، ولم تشهد أي تغيرًا ملحوظًا.
لذا حرصت "مصر العربية" أن تسلط الضوء على أبرز الأزمات التي مرت بها وزارة الآثار، على مدار عام 2016.
بيع الأهرامات
في البداية كانت شائعة تتردد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حول قيام بعض الأشخاص بتكسير الهرم، من أجل بيع القطع الحجرية كتذكار للسائحين بقيمة تقدر بـ100دولار للقطعة الواحدة، وسط تغافل من جانب الوزارة، ما جعل مجموعة من الصحفيين بموقع "دوت مصر"، يقومون بعمل تحقيق استقصائي مصور كشفوا من خلاله إتمام عملية البيع.
هذا ما نفاه ممدوح الدماطي، عبر وسائل الإعلام، مؤكداً أن الهرم لم يتم تكسيره.
وأوضح أن ما تم بيعه - عبر الفيديو المتداول - مجرد قطع حجرية متواجدة على الأرض بمحيط المنطقة الأثرية.
وفي إحدى المؤتمرات الصحفية، التي تنظمها الوزارة، نشبت مشادة كلامية بين الدكتور ممدوح الدماطي، وزير الآثار السابق، وصحفية موقع "دوت مصر" الإخباري؛ بسبب الفيديو الذي أجرته الأخيرة، مؤكدًا أنه مفتعل.
شاهد الرابط الأصلي: مشادة بين الدماطي وصحفية "دوت مصر" والسبب "بيع الأهرامات
شاهد الفيديو:
تعديل وزاري
كان بيع القطع الحجرية بمحيط منطقة الأهرامات، من المشكلات التي أطاحت بالدكتور ممدوح الدماطي، في مارس الماضي، وتولي الدكتور خالد العناني حقيبة الوزارة خلفًا له.
لكن أزمات وزارة الآثار ظلت مستمرة، بعد أن صار العناني على خطى الدماطى، دون تغيير، أو وضع حلول جذرية للمشكلات التي تواجهها.
أزمة متعاقدي وزارة الآثار
وعود قطعها الدكتور خالد العناني، وزير الآثار؛ في محاولة للخروج من أزمة متعاقدي الوزارة التي ظهرت على السطح جليًا - مايو الماضي - ؛ لتكشف بدورها عن وجود فساد إداري ومالي ينخر في مفاصل أهم مؤسسات الدولة.
فبين محاسبة المسؤولين بوزارة الآثار عن الأزمة؛ لمحاولة تجديد العقود المؤقتة، وصولًا إلى تعديل الشكل التعاقدي لـ3235 من المتعاقدين، الذين تم سقوط أسمائهم من الكشوف نتيجة خطأ إداري، كانت خطوات العناني لتنفيذ وعوده التي قطعها على نفسه على أرض الواقع.
لكن على الرغم من الوعود والخطوات التي اتخذت، إلا أن أزمة متعاقدي الآثار لم تحل، وكأنها تنتظر نزع فتيلها كي تنفجر في وجه المسؤولين بالوزارة.
شاهد الرابط الأصلي: بالفيديو| رغم وعود العناني بحلها.. استمرار أزمة متعاقدي الآثار
شاهد الفيديو:
نقوش نجمتي داود
أثار اكتشاف نقوش نجمتي داود السداسية، على بلوك حجري بمدخل معبد أوزير نسمتي في جزيرة الفنتين بأسوان - مارس الماضي - أزمة كبيرة بوزارة الآثار.
وأصدرت الوزارة تعليماتها للبعثة الألمانية العاملة بالموقع، والتي تقوم بأعمال الحفائر هناك، برفع الكتلة الحجرية على الفور؛ لحين الانتهاء من دراسة تاريخ النقش وتحديد أثريته من عدمه.
وشكل الدكتور خالد العناني لجنة برئاسة الدكتور أحمد صالح، مدير عام آثار أسون؛ للتحقيق في الواقعة.
وأكد صالح لـ"مصر العربية"، أثرية البلوك الحجري، وأن نقوش "نجمتي داود"، الموجودة عليه لم يتم رسمها بفعل فاعل.
وأوضح أن اللجنة التي شكلتها وزارة الآثار برئاسته، اطلعت على الصور الفوتوغرافية التي التقطت أثناء اكتشاف البعثة الألمانية للبلوك الحجري عام 1985م، وتأكدت من وجود النجمتين السداسيتين عليه.
شاهد الفيديو:
حريق بقصر السكاكيني
نشب حريق في حجرة الحارس الموجودة ببدروم قصر السكاكيني، أكتوبر الماضي، نتيجة ماس كهربائي.
وأوضحت الوزارة أن الحريق لم يؤثر على الحالة الإنشائية والمعمارية للقصر، ولم يتأثر سوى الطبقة الأولي من السقف الخشبي لحجرة حارس القصر.
وأكدت إنه فور انتهاء التحقيقات بالنيابة سيتم على الفور البدء في ترميم السقف عن طريق تركيب أخشاب جديدة بدلًا من التالفة، بالإضافة إلى تدعيم البراطيم الخشبية الحاملة بأخرى مجاورة؛ لزيادة صلابة السقف.
"pool party" ينتهك حرمة الفراعنة بالكرنك
مقطعًا لفيديو تداوله مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي "Facebook"، في أكتوبر الماضي، كشف انتهاك حرمة الفراعنة وتراث الأجداد؛ بعدما ظهر مجموعة من الشباب في حفل "بول بارتي pool party"، أقيم بساحة معبد الكرنك بالأقصر، ضاربين بقدسيته عرض الحائط.
وحمل المقطع - في مدة لا تتجاوز الدقيقة وعشر ثوان - مشاهد لشباب من الجنسين، يرقصون على موسيقى صاخبة صادرة عن "دي جي"، فضلًا عن ظهور أفعال غير أخلاقية تخدش الحياء العام.
وآثار الفيديو المتداول استياء عدد كبير من أبناء الأقصر، بجانب عشاق التراث عبر صفحات التواصل الاجتماعي؛ لما أظهره من انتهاك لحرمة الآثار بإقامة حفلات منافية للقيم والعادات المتعارف عليها.
وتضاربت تصريحات المسؤولين عن الواقعة، فقال الدكتور مصطفى وزيري، مدير عام آثار الأقصر، إن الحفل نظم بساحة المعبد الأمامية، وليس داخله، مؤكدًا أنه جرى بموافقة الجهات المعنية.
ونفى في تصريحات صحفية، تخلل الحفل ممارسات غير أخلاقية، أو خارجة عن الذوق العام.
فيما أكد الدكتور محمد عبد العزيز، مدير آثار مصر العليا، أن المكان الذي أقيم فيه الحفل لا يقع تحت سلطة الآثار، موضحًا أنه يقع على مسافة 200 متر من المنطقة الأثرية.
شاهد الفيديو:
أزمة عبد الرحمن أبو زهرة مع قصر المنيل
هجوم حاد شنه الفنان القدير عبد الرحمن أبو زهرة، على مسؤولي متحف قصر محمد على بالمنيل، في نوفمبر الماضي، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، بعد اتهامه ونجله أحمد، في محضر شرطة رسمي، بسب وقذف الدكتور خالد العناني، وزير الآثار.
شاهد تفاصيل الواقعة: بالصور| تفاصيل أزمة عبد الرحمن أبو زهرة مع قصر المنيل
حجر "الكرشة والكوارع"
عثر أهالي قرية محلة أبو علي، التابعة لمركز المحلة بمحافظة الغربية، ديسمبر الجاري، على حجر فرعوني، داخل سوق "الكرشة والكوارع"، المقابل لمجمع محاكم ونيابات المحلة.
ونقلت وزارة الآثار القطعة الأثرية إلى معبد بهبيت الحجارة؛ لحين انتهاء التحقيق بالواقعة.
وقال الدكتور محمود عفيفي، رئيس قطاع الآثار المصرية بالوزارة، إنه فور العلم بوجود الكتلة من قبل إحدى مفتشات الآثار بالمنطقة، تم تحرير محضر بالواقعة واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة من أعمال المعاينة، ونقل القطعة الأثرية على الفور بعد التأكد من أثريتها إلى معبد بهبيت الحجارة، بما يضمن حمايتها وسلامتها.
من جانبه أوضح إيهاب ظاهر، مدير عام منطقة آثار بهبيت الحجارة وسمنود، أن المواقع الأثرية كانت تستخدم على مر العصور القديمة كمحجر يجلب منها سكان المناطق المجاورة الأحجار؛ ليستخدموها في حياتهم اليومية أو لتشييد المنازل والجدران، الأمر الذي يصعب تحديد المكان الأصلي لتلك الكتلة.
وأكد ظاهر أن أعمال المعاينة المبدئية للكتلة أوضحت أنها تعود للعصر البطلمي، وهي خالية من أية نقوش أثرية.