تحليل| البدري كسب رهان القمة وحلمي استفاق متأخرًا

مجددًا يثبت حسام البدري، المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي، قدرته على التعامل الجيد مع المباريات الكبيرة هذا الموسم، بعد النجاح في التفوق على الزمالك،  بهدفين دون رد، في لقاء غلب عليه الندية والحماس من اللاعبين.

 

خطة القطبين

لم يغير البدري كثيرًا في طريقة اللعب التي انتهجها منذ بداية الموسم، ولعب الأهلي بطريقة 4-2-3-1، تحول في الناحية الهجومية لـ4-2-4، وتنكمش دفاعيًا لـ4-4-1-1، أو 4-5-1، بتشكيل مكون شريف إكرامي، ورباعي في الخط الخلفي سعد سمير، ومحمد نجيب، وحسام عاشور وأحمد فتحي في وسط الملعب، وفي الأمام وحيدًا مروان محسن، خلفه الثلاثي وليد سليمان وعبدالله السعيد ومؤمن زكريا.

 

على الجانب الآخر، لعب محمد حلمي، المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك، بخطة لعب 4-3-3، وهي الطريقة التي ينتهجها الفريق أيضًا في معظم المباريات هذا الموسم، ويكون التغيير دائمًا في وضعية الثلاثي الأمامي، وتكون التشكيل من أحمد الشناوي، وفي الدفاع رباعي محمد ناصف والونش، وعلي جبر وحسني فتحي، وفي الوسط ثلاثي معروف يوسف، وإبراهيم صلاح وطارق حامد، وفي الأمام باسم مرسي خلفه الثنائي محمد إبراهيم وأيمن حفني.

 

لماذا تفوق الأهلي في الشوط الأول؟

يعتمد البدري بشكل كبير في التدريبات والمباريات هذا الموسم على تجانس واندماج الثلاثي "عبد الله السعيد ووليد سليمان، ومؤمن زكريا"، خلف المهاجم الصريح، سواء كان جونيور أجاي، أو مروان محسن، مثل مباراة اليوم، معتمدًا على دعم ثنائي الوسط أحمد فتحي، وحسام عاشور، والظهيرين، ولكن بحساب، وبشكل متقطع، وليس دائم.

 

تجانس وتقارب خطوط لاعبي الأهلي في الشوط الأول، ساعدهم على السيطرة على الكرة، وتحركهم كوحدة واحدة دفاعيًا وهجوميًا، ففي الحالة الدفاعية يرتد الجناحين وليد ومؤمن، أمام الظهيرين حسين وهاني، ويتقهقر للخلف مروان محسن، خلفه السعيد، لتصبح الطريقة 4-4-1-1، بينما هجوميًا في لقاء اليوم وخاصة في الكرات الطولية وكي يضمن تواجد هجومي أكبر لعدم وجود لاعب وسط يخرج بالكرة بشكل صحيح، في غياب عمرو السولية في الوسط، وأحمد حجازي في الدفاع، كانت الطريقة في كثير من الأحيان 4-2-4.

 

وتلاحظ تحرك لاعبي الأهلي في كرة الهدف، وهو تحرك متكرر في أغلب الهجمات، لكنه نفذ هذه المرة بدقة وتناغم شديد، ويحسب للبدري فيه تنفيذ ذلك وتدريب اللاعبين عليه في التدريبات بشكل مكرر، ومطالبته للأجنحة، وعلى رأسهم مؤمن سليمان، بضرورة التوغل للعمق حين تكون الكرة في الجهة المقابلة.

 

 

شاهد عودة مروان للخلف والسيطرة على الكرة كمحطة انتظارًا لتحرك زملائه

 

مؤمن يتحول لرأس الحربة الصريح، السعيد مكان مؤمن على اليسار ووليد ينضم للعمق منطلقًا للأمام، في نفس اللحظة زيادة من الظهير الأيسر  حسين السيد

المشهد الأخير وحين لعب الكرة 3 لاعبين من الأهلي داخل منطقة الجزاء، في انتظار عرضية حسين، وتحرك السعيد للعمق انتظارًا للكرة الثانية، في تطبيق مثالي لخطة اللعب التي ينتهجها البدري.

 

على الجانب الدفاعي لم يقلق الزمالك الأهلي كثيرًا وذلك لسببين..

الأول، اعتماد الزمالك بشكل كبير في عملية بناء الكرة وخروجها من المناطق الخلفية للأمام على الثلاثي معروف يوسف وطارق حامد وإبراهيم صلاح، والثلاثي لا يجيد هذه الميزة على الإطلاق، لذلك كانت تخرج الكرة غير مؤثرة وتنتهي في النهاية بين أقدام الأهلي.

 

الأمر الثاني في ظل افتقاد باسم وحفني وإبراهيم للتمويل اعتمدوا بشكل كبير على المهارات الفردية التي لم تجدي نفعًا أيضًا لتكتل لاعبي الأهلي بشكل كبير حين يفقد الفريق الكرة، ففي اليمين مثلا يكون هاني إلى جواره فتحي وخلفهم أقرب مدافع وأمامهم وليد سليمان الأمر الذي يصعب المهمة على حامل الكرة الزملكاوي حتى لو كان مهاريًا.

 

تدخلات حلمي

يحسب لمحمد حلمي بشكل كبير تدخلاته في الشوط الثاني لتحسين البداية الخاطئة، فبدأ بالدفع بأحمد رفعت المتحرك النشيط بدلا من إبراهيم صلاح، وأخرج حسني فتحي ودفع بشوقي السعيد.

 

ظهر الزمالك بشكل أفضل في الشوط الثاني بعد تغييرات حلمي وذلك للنشاط الكبير الذي أحدثه رفعت في اليسار إلى جوار  محمد ناصف، في الوقت الذي قل فيه المخزون البدني للاعبي الأهلي، وعلى الجانب الآخر أحدث شوقي السعيد نشاطًا كبيرًا إلى جوار حفني الذي تحرك بين الوسط واليمين، ومحمد إبراهيم في العمق.

 

لاحظ هذه المساحات التي ظهرت في الشوط الثاني، لكنها لم تترجم لأهداف.

 

 

ضعف غالي

رأى حسام البدري مدرب الأهلي التدخل بتغييراته أمام تبديلات حلمي، فدفع بحسام غالي في وسط الملعب من أجل السيطرة على الكرة و"تهميد لاعبي الزمالك" بدلا من وليد سليمان لكنه جاء بشكل عكسي وظهر غالي بمستوى فني وبدني ضعيف للغاية، الأمر الذي جعله يقرر الاستعانة بكريم نيدفيد صاحب الإمكانيات البدنية الكبيرة لمجابهة انتفاضة الزمالك الهجومية، في وقت كان فيه الأبيض الأكثر سيطرة على الكرة لكن دون فاعلية كبيرة على المرمى، ليكافئ أجاي مدربه في النهاية بعد نزوله بدلا من مروان محسن بإحراز الهدف الثاني الذي قضى على أمل الزمالك في العودة للقاء.

مقالات متعلقة