في 26 فبراير الماضى وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى بتوفير الدعم المالى لتحقيق نهضة فى مجال البحث العلمي، مؤكدًا على الأهمية التى توليها الدولة لموضوعات البحث العلمي وثقته فى قدرة البحث العلمى على إحداث تغيير إيجابى للمواطن فى شتى مجالات الحياة.
وشدد "السيسي" على سرعة إتخاذ الخطوات اللازمة للإرتقاء بالبحث العلمى فى مصر بما يؤهله لبناء قاعدة علمية شابة قوية قادرة على قيادة مصر المستقبل ووضعها فى مصاف الدول المتقدمة.
ومع انتهاء عام 2016 اعترف وزير التعليم العالي أشرف الشيحى أن البحث العلمي فى مصر ضعيف وأن ميزانيته ليست كافية، وأن الدولة تحاول العمل على زيادة المخصصات المالية الموجهة إلى البحث العلمي وهناك حاجة للإرتقاء بمنظومة الابتكار والإبداع وحقوق الملكية الفكرية لتواكب التقدم فى نشر الأبحاث.
مطالبا مجتمع الصناعات بتمويل البحث العلمى، قائلا: "تمويل البحث العلمى في مصر من موازنة الدولة، وتمويل الصناعة للبحث العلمي محدود".
من جانبه، قال الدكتور محمد غنيم أستاذ زراعة الكلى وعضو المجلس الاستشارى لرئيس الجمهورية، إن الدولة لاتنفق على البحث العلمي نهائيًا ولا تعطي له أى اهتمام، مشيرًا إلى أن البحث العلمي هو أساس تقدم الدولة ونهضتها ولكن مصر تهتم بإنتاج الحبة الزرقاء «الفياجرا» أكثر من البحث العلمي.
وأكد غنيم في تصريحات خاصة لـ "مصر العربية" أن مؤسسة مصر الخير هى الوحيدة التى ترعى البحث العلمى وتموله من أموال الزكاة، مشيرًا أن مفتى الجمهورية الأسبق على جمعة إجاز صرف أموال الزكاة على تطوير البحث العلمى.
وأشار أستاذ الكلى إلى أن حديث وزارة التعليم العالي عن اهتمامها بالبحث العلمى غير صحيح ومصر الخير، وأكاديمية البحث العلمى يقومان بمحاولات ولكنها تحتاج إلى دعم من الدولة حتى نجد نتائجها في أسرع وقت.
تابع العقول العلمية المبتكرة موجودة في مصر ولكنها تحتاج الى اهتمام وتمويل ومتابعة مطالبا الإعلام بنشر ثقافة البحث العلمى للضغط على الدولة لكى تهتم وتلقى الضوء عليه.
ولفت إلى أنَّ البحث العلمي يتطلب الكثير من الدعم المالي، ولكن مصر دولة فقيرة، ولذا عليها تحرير البحث العلمى من البيروقراطية.
من جهته، قال مستشار رئيس الجمهورية للشئون الزراعية هانى الكاتب، إن استمرار تجاهل الدولة للبحث العلمى سبب مشاكل التى تعانى منها مصر من ناحية الاقتصادية والاجتماعية.
أضاف "الكاتب" في تصريحات خاصة لـ "مصر العربية"، أن سبب إهمال البحث العلمي هو تعدد الجهات التى تعمل عليه دون تنسيق مما أدى الى ضياع جهود كل من يحاول الاهتمام بالبحث العلمى بالإضافة الى ضعف التمويل المخصص للتعليم.
تابع الوصول إلى مصاف الدول المتقدمة يجتاج الى التركيز على التعليم والاستثمار والسياحة وتطويرهم باعلى درجات الكفاءة والاهتمام.
وأدرف مستشار رئيس الجمهورية، أن التطوير لا يأتى إلا بالاهتمام بالكوادر نفسها وتسليط الضوء عليهم بالإضافة إلى وجود قرار حاسم بضرورة التركيز على البحث العلمى.
وقال محسن محجوب عضو مجلس آمناء مؤسسة "مصر الخير"، إن الحل السريع لمشاكل مصر الاقتصادية تكمن في البحث العلمى.
وأوضح "محجوب" في تصريحات خاصة لـ "مصر العربية"، أن المؤسسة تعمل فى العديد من المجالات ومنها الاهتمام بالتعليم والبحث العلمى للنهوض بالمجتمع، خاصة والأساليب العلمية فى الإدارة والأبحاث وراء تقدم العديد من الدول.
وأكد عضو مجلس أمناء مصر الخير أن الدولة تعانى قصورًا كبيرًا في الاهتمام بالبحث العلمى رغم أنه لا توجد دولة تتطور إلا بالعلم.
تابع يمكن من خلال تطوير البحث العلمى زيادة دخل الفرد ولكن الموضوع يحتاج إلى بيئة تعرف قيمة العلم وتمويل مخصص من الدولة.