صناع فيلم "مولانا" اختاروا التوقيت الصحيح لعرضه فى دور العرض، فالعمل يُثير العديد من القضايا التى شغلت الرأى العام لسنوات طويلة، ومنذ بدء تصويره، بدأ البعض يتساءل هل يتناول الفيلم صراع السلطة والدين ولكن بشكل جديد؟، أم أن قصة الشيخ المتلون الذي يصل لأعلى الدرجات تفرض نفسها من جديد؟.
تناول قضايا الشيعة، التى شغلت رجال الدين منذ زمن بعيدًا، وتناولتها بعض الأعمال السينمائية في الماضي، واعتبرت قضية شائكة، الاقتراب منها، بمثابة الدخول إلى عش الدبابير ، دفعت البعض للتساؤل لماذا الآن، وهل يهدف صناع الفيلم من الدخول إلى تلك المنطقة المحرمة الربح المادي، أم تقديم رؤية أفضل. كل هذا سوف يظهر عندما يُعرض العمل خلال الأسبوع الأول من شهر يناير المقبل.
ومن خلال البرومات التشويقية للعمل، عرض أكثر من مشهد أثار استغراب الجميع، وهل يستطيع أحد الأئمة فى الوقت الحالى أن يتحدث دون خوف عن الفساد الذى يحتل المؤسسات الحكومية، والنظام، بجانب الفتنة التي تظهر من وقت لأخر بين المسيحيين والمسلمين، وهل توجد فئة معينة تروج للفكر الناصري فى مصر، أم لا.
جهاز الرقابة على المصنفات الفنية برئاسة الدكتور خالد عبدالجليل، أجاز فيلم "مولانا" المأخوذ عن رواية للكاتب الصحفى الكبير إبراهيم عيسى، بنفس الاسم، ويلعب بطولته عمرو سعد، إخراج مجدى أحمد على، بدون حذف مشهد واحد من أحداثه، ولكن تم تصنيفه لفئة 12 عاما، بعد ما تبين أن صناع العمل التزموا تماما بسيناريو النص التى أجازته الرقابة.
ورغم إثارة العمل السينمائى للجدل منذ بداية التحضير، حيث يتناول قصة أحد الدعاة المتلونين الذين يصدرون فتاوى شرعية وفقًا لأهوائهم ومصالحهم الشخصية، من خلال شخصية الشيخ "حاتم الشناوى" الذى يقدم برنامجا دينيًا على إحدى القنوات.
ويقدم عمرو سعد في فيلم "مولانا" دور الشيخ "حاتم الشناوي" الذي يرصد الفيلم رحلة صعوده من إمامة في مسجد حكومي إلى أن يصبح داعية تلفزيوني شهير يملك حق "الفتوى" وتأثر الناس بتلك الفتاوي لخروجها عن مألوف
وعُرض الفيلم للمرة الأولى يوم 10 ديسمبر 2016 بمهرجان دبي السينمائي الدولي لدورته الـ 13، إذ إنه كان يتنافس على جائزة "المهر الطويل".