"آرت" اللوا هي مساحة فنية أسسها ويديرها الفنان حمدى رضا منذ عام 2007. وتقع في منطقة أرض اللواء، وهي منطقة عشوائية مكتظة بالسكان تقع بين منطقتين عشوائيتين في القاهرة، أمبابة وبولاق الدكرور.
قدمت آرت اللوا فضاءً حرًا لتكوين وتفعيل علاقات الحوار بين الفنانين والمجتمع؛ تسهيل مشاريع الفنانين، وإقامة ورش عمل لأفراد المجتمع المحلي والفنانين الناشئين، عرض الفنون وإستضافة الفنانين في بيت إقامة بالإضافة إلى توفير مشاريع خاصة لإثراء الحياة المدنية والثقافية في منطقة أرض اللوا، واستخدام الفن من أجل تحسين البيئة الحضرية.
تهدف ارت اللوا إلى خلق مساحة للتأمل خلال هذا المرحلة من الفترة الانتقالية ؛ مساحة لتجديد الأفكار والتفكير التقدمي وتحقيق الاتصال بين منطقة أرض اللوا وسكانها مع الثقافة الأوسع للمدينة والعالم من خلال الفن، وخلق فرصة فريدة من نوعها للفنانين المصريين والأجانب للتفاعل والتجريب مع المجتمع والبيئة المحلية.
معرض برج الحمام : احتفالًا بمرور عشر سنوات على تأسيس مساحة فن آرت اللوا، يشاركنا مرة أخرى المصور السويسري ديفيد آيبي بمعرض صور عن "أبراج الحمام" في مصر. في عام 2007، أقام ديفيد معرضه الأول في آرت اللوا. كمصور تخصص آيبي في تصوير الفن المعاصر والتصاميم والهندسة المعمارية. يمارس آيبي التصوير في الاستوديو الخاص به إلى جانب التصوير المعماري وتصوير المتاحف والمجموعات الفنية والفنانين وأغلفة الكتب والكتالوجات والوثائق.
الفنان ديفيد آبي :
في الفترة بين 2006-2007، خلال إقامتي لمدة ستة أشهر في القاهرة، عكفت بشكل مكثف على تصوير الحمام، وأبراج الحمام. بالنسبة لكثير من المصريين، اقتناء أبراج للحمام بمثابة عشق وهواية ومهنة وتسلية. يربى الحمام للتجارة، ويطلق ليطير في رحلات يومية، إلى جانب استخدامه كطعام.
تنتشر أبراج الحمام في الأحياء الشعبية والفقيرة، وفي العشوائيات وفي بلدات وقرى دلتا النيل، أبنية هشة على أسطح البيوت بنيت من ألواح مزدوجة تشكل بجمعها معًا هياكل خشبية، الجزء الأعلى من هذا البناء هو برج الحمام، والذي يمكن الوصول إليه عبر سلالم خشبية متهالكة. تصنع أبراج وأقفاص الحمام من سعف النخيل، وقد يحتوي البرج الواحد على 14 طابق، بارتفاع 30 مترًا. كل يوم قبل غروب الشمس، تطلق أسراب الحمام للطيران الحر، بينما يقف الرجال أعلى كل برج ملوحين بالأعلام الحمراء الحمام الذي اطلقوه للطيران، وفي نفس الوقت يحاولون جذب الحمام البري وحمام مربين الآخرين، حيث يكون الشبك في انتظارهم.
بعض مربي الحمام يتعمدون اقتناء أنواع شرسة من الحمام، لديها القدرة على تفريق وتشتيت أسراب الحمام الغريبة، وتوحيل مسارهم نحو ماوى مختلف، والنتيجة هي اللعبة التي تهدف لجذب وصيد طيور مربين أخرين.
يقول آبي خلال ثلاثة أشهر، وبمساعدة معارفي المحليين، اعتليت عددًا لا يعد ولا يحصى من أبراج الحمام. تضمن جانب كبير من عملي اختيار مواقع التصوير الجيدة، والتعرف على أصحاب الأبراج من أجل الحصول على موافقتهم والسماح لي بتصوير أسطح منازلهم. وكثيرًا ما دعيت لاحتساء الشاي أو تناول وجبة الإفطار، وأحيانًا ما كانت تشاركني عائلة بأكملها الشاي على السطح.
لقد شغفتني أبراج الحمام حبًا. و أثرني ذلك التناقض الموجود بين تلك الأبراج المنمقة المبنية بحب شديد من ناحية وبين وجودها في الأحياء المهمشة، والعشوائيات والمناطق الفقيرة من ناحية أخرى."