الأحزاب المصرية في 2016 ..السياسة تتراجع أمام الانشغال بالمعارك الداخلية

لقاء جمع بين الرئيس السيسي وقيادات الأحزاب السياسية

 

ساعات معدودات هي المتبقية في عام 2016، إلا أن العام أبى أن يمر دون الكشف عن المستور داخل الأحزاب السياسية بمصر، فمن لم تصبه الخلافات، اندثر وغاب في زحام شوارع السياسية المصرية.

 

مع إنطلاق آخر أيام 2016، ضربت الخلافات حزب المصريين الأحرار صاحب أكبر الكتل البرلمانية، فدب الخلاف بين مؤسس الحزب ومموله  رجل الأعمال نجيب ساويرس، ورئيس الحزب الدكتور عصام خليل.

 

وانقسم الحزب الذى فاز بُعشر مقاعد البرلمان تقريبا، بين تيار يؤيد ساويرس ومجلس الأمناء، وفريق آخر منحاز لعصام خليل رئيس الحزب ومعه عدد من نواب الحزب.

 

وانتهي الأمر لقرار من المؤتمر العام للحزب أمس الجمعة بحل مجلس الأمناء الذي يضم ساويرس، مع عدم السماحله بالانضمام للحزب مرة أخرى.

 

وخلافات ساويرس وخليل، ترجع إلى رفض مجلس الأمناء التعديلات التي يرغب اﻷخير إدخالها على لائحة الحزب الأساسية، رافضا ما اعتبره وصاية غير مقبولة من مجلس الأمناء على الحزب.

 

 

لم تكن هذه هي الأزمة الأولي للحزب الذى دوما ما تباهي بنصيب 64 نائبًا، حيث استقالت أمانة الحزب بكفر الدوار التابع لمحافظة البحيرة؛ خلال العام لجانب عشرات الخلافات التى نشبت بين نواب الحزب، عماد جاد، ونادية هنري ومي محمود، خلال دور الانعقاد الأول للبرلمان .

 

 

استقالات المؤتمر

 

لم يتوقف الأمر عند المصريين الأحرار ووصلت الاستقالات لحزب المؤتمر صباح اليوم باستقالة أمينه العام، اللواء أمين راضي، وعدد من قيادات أمانة محافظة الجيزة.

 

وقال راضي في بيان له إن استقالته جاءت بعد وجود تدخل في منصبه كأمين عام للحزب، وتهميش دوره ، وأنه لا يقبل ذلك خاصة وأنه ذو خلفية عسكرية طيلة مشوار حياته والتي رسخت بداخله مبادئ وقواعد العمل والإدارة المنظمة.

 

بدارن يغادر مستقبل وطن

 

الاستقالات امتدت أيضا لحزب مستقل وطن، صاحب ثاني  أكبر هيئة برلمانية بمجلس النواب، بعدما  قتدم مؤسس الحزب محمد بدران، الملقب بفتى المدلل للرئيس ، والذى دائما ما كان يتم وصفه بأنه أصغر رئيس حزب سياسي في العالم، وتولى رئاسة الحزب خلفا له أشرف رشاد، الأمين العام للحزب في السابق.

 

لم تكن استقالة بدران أكبر الأزمات التى ضربت الحزب الوليد ففي منتصف العام قدم 21 عضوًا  بمحافظة الغربية، استقالتهم اعتراضُا على عدم تواجد الحزب في الشارع. بحسب قولهم.

 

وتوالت الاستقالات وقتها وتقدم 33 عضوًا من هيئة مكتب محافظة الغربية أيضا باستقالاتهم اعتراضا على طريقة إدارة الحزب . 

 

 

 

 

المصري الديمقراطي يلملم جراحه

 

وضربت الاستقلات أيضا حزب المصري الديمقراطي الاجتماعي الذى أسسه الدكتور محمد أبو الغار، وعدد من القيادات المحسوبة على ثورة 25 يناير، فمنذ إبريل الماضي، عقب انتخاب الدكتور فريد زهران رئيسًا جديدًا للحزب خلفًا لأبو الغار، الذي رفض الترشح لفترة رئاسية جديدة، تقدم خالد راشد الأمين العام باستقالته.

 

كما استقال الدكتور نور فرحات، بعد خسارته أمام زهران في الانتخابات وتبعه عدد من مؤيديه، أبرزهم أسامة بسيط، مساعد الأمين العام، ونيفين عبيد، أمينة المرأة، ونهلة بكري، عضو مؤسس، ونادية روبين، مساعد الأمين العام، وأحمد أبو ليلة، أمين العمل الجماهيري، وولاء عز الدين، أمين الإعلام، وتامر النحاس، أمين التنظيم، وأحمد غنام، أمين اتحاد الشباب.

 

وتبع هذه الموجة موجات أخرى من الاستقالات، حيث استقالت الدكتورة أمل شفيق، أمين العلاقات الخارجية، من كافة المناصب، واستقالتها من عضوية الحزب بشكل نهائي، إلى جانب 91 عضوا بالحزب في محافظة الإسماعيلية، إلى جانب الدكتورة هنا أبو الغار، عضو المكتب السياسي، والدكتور وائل زكي، نقيب المهندسين بالجيزة، والدكتور جمال عبد المحسن، أمين الجيزة.

 

الخلافات تضرب التيار الديمقراطي

 

وأصابت رياح الانقسامات الداخلية، عددًا من أحزاب التيار الديمقراطي، لتأتي الساعات الأخيرة من عام 2016، بمستقبل مجهول للأحزاب التي أعلنت وقوفها على الجانب الآخر من حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، بإعلان تأييد المرشح المنافس له حمدين صباحي، في الانتخابات الرئاسية الماضية.

 

ويضم التيار أحزاب "الدستور- مصر الحرية- التحالف الشعبي- العدل- الكرامة- التيار الشعبي".

 

وضربت الانقسامات الداخلية حزب الدستور ، الذى أسسه الدكتور محمد البردعي، نائب رئيس الجمهورية السابق، ومدير الوكالة الدولة للطاقة الذرية، بعدما استقال رئيسه للمرة الثانية، تامر جمعة، بعد فشله في اتمام الانتخابات الداخلية للحزب، وكانت رئيسة الحزب السابقة الدكتورة هالة شكر الله استقالت لنفس السبب.

 

 

لم يتوقف الأمر عند حزب الدستور، فهناك حزبان آخران بالتيار الديمقراطي، لا يوجد لهما رئيس بعد استقالة رئيسيهما.

 

ففي نهاية 2015، استقال الدكتور عمرو حمزواي أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، من رئاسة حزب مصر الحرية، وحتى الآن لم ينتخب الحزب قيادة جديدة، ولم يحضر ممثلون عنه باجتماعات التيار الذي اعتاد تنظيمها، ولا فعالياته خلال العام.

 

وفي أكتوبر الماضي، أعلن المهندس حمدي السطوحي استقالته من رئاسة حزب العدل، ليبقى المنصب شاغرًا بالحزب حتى الآن.

 

لم يتوقف الأمر على الانقسامات والخلافات الداخلية بأحزاب التيار، فلم تعد أحزاب التيار الستة تعقد اجتماعها الأسبوعي.

 

وأعلن حزبا الكرامة والتيار الشعبي اندماجهما إلا أن الخطوة تعثرت بسبب الخلافات الداخلية، رغم محاولات المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، التوفيق بين الفريقين إلا أن خلافات داخلية حالت دوت إتمام الاندماج.

 

 

مقالات متعلقة