"قل لمن يحمل همًا.. أن همًا لا يدوم مثلما يفنى السرور، هكذا تفنى الهموم" نصيحة ذهبية قدمها الأديب المصري إبراهيم عبد المجيد لقرائه في أحد أعمال والتي تحمل عنوان "البلدة الأخرى".
ظهرت نتائج تلك النصيحة جلية على عبد المجيد في عام 2016 ، حيث توج بجائزة من أشهر الجوائز الأدبية في الوطن العربي وهي جائزة الشيخ زايد للآداب، عن كتابه “ما وراء الكتابة: تجربتي مع الإبداع”، وذلك في دورتها العاشرة 2015-2016، ليصبح هذا العام عام الحظ الأدبي له، وتفنى معه هموم أعوام سابقة.
جاء في حيثيات الجائزة: "أن العمل سيرة تتناول بالعرض التحليلي الملابسات التي شكلت أعمال إبراهيم عبدالمجيد الروائية، والكتاب يعرض لهذه الأبعاد التي تبيّن الجذور الواقعية الأولى لهذه الأعمال الروائية، وتكشف العلاقة بين الواقع والمتخيّل، وهو شهادة إبداعية موسَّعة عابرة للأجناس الأدبية، وهو يعبر عن الحوارية والتعددية التي تستمد جماليتها من مختلف الأجناس".
في الثاني من ديسمبر 1946 م ولد إبراهيم عبد المجيد في الإسكندرية، وولدت فيه حيث أن إسكندريته لم تعد مدينة بل استحالت دمًا في شرايينه، وفي كتاباته التي امتلاءت كلها بأعمال تدور في معشوقته الأولى عروس البحر المتوسط.
حصل على ليسانس الفلسفة من كلية الآداب جامعة الإسكندرية عام 1973، في العام نفسه رحل إلى القاهرة ليعمل في وزارة الثقافة، حيث تولى الكثير من المناصب الثقافية منها اختصاصي ثقافي بالثقافة الجماهيرية في الفترة من عام 1976 حتى عام 1980، ومستشار بإدارة المسرح بالثقافة الجماهيرية في الفترة من عام 1980 حتى عام 1985، ومستشار بهيئة الكتاب في الفترة من عام 1989 حتى عام 1991.
لم تكن تلك عي المناصب الثقافية التي تولها فقد تقلد منصب مدير عام إدارة الثقافة العامة بالثقافة الجماهيرية في الفترة من عام 1989 حتى عام 1995، ورئيس تحرير سلسلة “كتابات جديدة” بالهيئة المصرية العامة للكتاب في الفترة من عام 1995 حتى عام 2001.
أمد عبدالمجيد المكتبة العربية بعدد كبير من الروايات والمجموعات القصصية والأعمال المترجمة منها "في الصيف السابع والستين، المسافات، ليلة العشق والدم، الصياد واليمام، بيت الياسمين، البلدة الأخرى، قناديل البحر، لا أحد ينام في الأسكندرية، طيور العنبر، الإسكندرية في غيمة، هنا القاهرة، البلدة الأخرى".
كان لعام 2015 ابتسامة حظ أخرى لعبد المجيد فأعلنت جائزة «كتارا» للرواية العربية في نسختها الأولى، فوز إبراهيم عبد المجيد عن روايته «أداجيو» .
كما حصل إبراهيم عبدالمجيد على عدد من الجوائز في أعوام سابقة منها جائزة نجيب محفوظ للرواية من الجامعة الأميركية بالقاهرة عن “البلدة الأخرى” عام 1996م، جائزة معرض القاهرة الدولي للكتاب لأحسن رواية عن "لا أحد ينام في الإسكندرية" عام 1996، جائزة الدولة للتفوق في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة عام 2004، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة عام 2007.