عندما يبلغ طفلك عمر الستة أشهر يصبح بإمكانك أن تضعي القليل من حساء الخضار ومن ثم ملعقة من الخضار المهروسة في زجاجة الإرضاع، ولكن تبقى النقطة الأهم، القيام بذلك بتروّ وعلى مراحل من دون استعجاله، وقد تخلق رغبتك في تحقيق ذلك بسرعة رفضاً من قبل طفلك فلتأخذي وقتك إذاً.
لا داعي للقلق إن لم يعجب طفلك بطعام يتذوقه للمرة الأولى ولا ترغميه وحاولي معه من جديد بعد مرور بضعة أسابيع، إنها الوسيلة الأمثل لتتجنبي خلق نفور أو رفض دائم أثناء مواعيد الطعام.
قدمي بعض التنازلاتاعتمدي مبدأ المقايضة مع طفلك فوافقي مثلاً على تقديم الحلوى التي يحبها بعد كل الوجبات مقابل أن يتذوق نوع خضار جديد، وعندما يبدأ بالصراخ والبكاء لتمنحيه الطعام الذي يرغب فيه، استغلي الفرصة لإرضائه شرط أن يتذوق أو يأكل طعاماً جديداً أو بعض أنواع الخضار التي لا يحبها.
ابتكريالعين تعشق قبل الفم أحياناً! تقديم الطعام بشكل مرح وجذاب نابض بالألوان يساعد على فتح شهية طفلك، ابتكري أشكالاً مختلفة مرحة وجديدة لتقديم قطع الخضار لطفلك! كما بإمكانك أن ترسمي شخصيات كرتونية باستخدام صلصة الطماطم والمايونيز وعناصر الطبق.
فن الإخفاءاستغلي فن الإخفاء إلى أقصى الدرجات لجعل طفلك يتناول الخضار، ضعي قطع الخضار الصغيرة مثلاً في كريات اللحم أو خبئيها داخل صلصة ما، كما بإمكانك أن تخبئيها داخل أخفاف أو سكاكر مصنوعة من عجينة الفيلو، وفي حال كان طفلك يعشق الخضار المهروسة ولكنه يكره السمك، اعتمدي حل "فطيرة الراعي بالسمك".
حضري "مفاجآت"
ينصحك مؤلفو كتاب "طفلي يرفض الطعام" بالوسيلة التالية: "قدمي الوجبات الصغيرة في أوعية مرحة كالأكواب ووحامل البيض وأواني الخزف...وليحصل طفلك على المفاجأة التي تنتظره، لا بد من أن يأكل هذه الكميات الصغيرة واحدة تلو الأخرى، وهذه وسيلة رائعة لتقدمي لطفلك طعام جديد أو لتجعليه يأكل الخضار. والمفاجأة هي حلوى شهية جداً لن يكتشفها حتى النهاية!"
اخترعي قصصاًويؤكد الكتاب أنه عندما يكون الطفل مأخوذاً بأمر ما فلن يعارض حتماً، لم لا تشغلين طفلك إذاً بقصة القنفذ الصغير؟ ليكن القنفذ الصغير قطعة تفاحة تتنزه في البستان، وليكن هذا الأخير الطبق المليء بقطع الخضار الصغيرة. وتفسرين لطفلك أن القنفذ الصغير جائع جداً وعليه هو مساعدته! فتطلبين منه أن يلتقط قطع الخضار الصغيرة بواسطة أعواد الأسنان وأن يأكلها ليساعد القنفذ المسكين!
نوّعي في الأشكاليكره طفلك الشمندر النيء؟ وماذا إن قدمتها لها على شكل رقائق؟ هل يكره الجزر؟ وماذا إن قطعتها على شكل البطاطس المقلية؟ لقد تبين أنه عليك تقديم طعام جديد لطفلك بمعدل سبع مرات ليوافق على أكله، لا تترددي إذاً في التنويع في طرق التقديم.
كونوا مثلاً يحتذى بهإذا ما لاحظ الطفل الاشمئزاز ظاهراً على وجه والده تجاه الفاصوليا الخضراء فمن البديهي أن لا يتشجع على تناولها، تناولوا إذاً الخضار دورياً أمام طفلكم.
فلتخوضا معاً المغامرة الغذائيةبهدف جعل طفلك من مشجعي الخضار، لا وسيلة أفضل من إخباره عن الفصول المختلفة واصطحابه إلى البستان لتقطفا سويةً الخضار اللازمة لتحضير وجبة العشاء، ومن ثم دعيه يكون جزءاً من عملية الطهي فسيعتريه الحماس لتذوق ما يفتخر بأنه أعدّه بمفرده.