نجاح العلاقات الزوجية أمر مهم في استقامة الحياة بين كل زوجين، ولكن قد يلجأ شريك الحياة إلى اتباع أساليب قائمة على الاستضعاف والمسكنة والاستعطاف بسبب مشاكل نفسية أو عقد ناتجة عن سوء التربية، الأمر الذي يؤدي إلى فشل العلاقات الزوجية.
ولا تقوم الحياة الزوجية على الغش والخداع أو اختلاق القصص والأكاذيب التي تهدف إلى كسب تعاطف قد يكون لحظيا أو لا يستمر مطلقا، فسرعان ما تحدث فجوة بين الزوجين بعد انطفاء هالة الانبهار التي تكون في بداية العلاقة، وتحدث المشاكل التي لا تنتهي إلا بالانفصال أو الطلاق.
وحتى تقع في مثل هذه المشكلة عليك الانتباه جيدا لتصرفاتك وكلامك أمام شريك الحياة، حتى لا تفسد حياتك بنفسك وتخسر حبيبك أيضا مسببا له ولنفسك الألم والوجع.
وأوضح أحمد فرج الأخصائي النفسي، وعضو رابطة الأخصائيين النفسيين بالقاهرة، وزميل جمعية علم النفس الأمريكية ABA أن "الاستضعاف الذي يجلب الاستعطاف أخرته وحشة أوي"، مستشهدا بمثال: "زي خطيبة تحكي لخطيبها كل مشاكلها العائلية نقاط الضعف والمسكنة، وتوصله أنه طوق النجاة والإسعاف، وانتا بابا انتا ماما انتا كل حاجه في حياتي".
وقال عبر تدوينة له على فيسبوك: "طبعا يبتدي يتعاطف معها في الأول لتوهج العلاقة بينهما واستمرارا لفطرة ميل الرجل للمرأة والعكس، لحين أنها تبدأ تشكل عبئ نفسي متكرر كئيب عليه؛ لأنها استخدمت شخصيتها الطفولية معه فقط وتركت الشخصية الراشدة".
وأفاد فرج أن "الشخصية الطفولية اللي كل شوية تتقمص ويصالحها وتزعل ويصالحها، وتختفي مرة واحده ويدور عليها وهدر للمشاعر فظيع ده غير الاشتغالات التانية، وبدل ما المفروض أن يمشوا مع بعض متوازنين متوازيين في طريقهم في الحياة أصبح أحدهم يمشي والآخر يجرجر شريكه عشان يلحقوا يعملوا أي حاجه".
وتابع فرج: "وأصبحت الخطوات متعثرة بطيئة غير منجزة ولا مثمرة وكل موقف بيعدي عليهم بالبطيئ، ولازم يفسر ألف تفسير وألف تبرير، وتبدأ المشكلات في الظهور المشكلات التافهة اللي معظمها مبني على أنت قولت وروحت فين، ومين اللي عندك ومين اللي جمبك وسلمت علي ديه ليه، وانتي ليه بتكلمي ابن عمك وازاي تتصوري مع أصحاب الجامعة، وهكذا أي تلاكيك وبلاش تصاحبي فلانة، وتحكمات وخناقات علي الكبيرة والصغيرة".
وأضاف الأخصائي النفس: "وربما تلفظ أحدهم بلفظ احنا مش نافعيين لبعض، لكن سرعان ما تدور أسطوانة الاستعطاف مرة أخرى ويرجعوا منكسين الرأس منطفئين البهجة، لأن العلاقة أصلا من الأول مشوهه جدا، ومش مبنية على أي أساس في الصحة النفسية، وأحيانا بيحصل العكس أن الولد هوا اللي بيعمل كل ده، وبيقول كلام أن أهلة متخليين عنه، وأنه مسكين ولوحده في الدنيا برضه"، لافتا إلى أن ذلك "استضعاف لجلب الاستعطاف"، واصفا أنه "سلوك قميء كريهة وفعل سيء شاذ".
وعن الحل، أوضح فرج عدة خطوات يجب القيام بها: "اعمل الصح.. أنك وأنت داخل العلاقة الجديدة لو عندك مشاكل وعقد نفسية وتربوية مسيطرة عليك لازم تفكها، وتحاول تحتوي نفسك أوي وتشتغل على نفسك كويس بكلام وخبرات المتخصصين مش بخططك المستهلكة، لأنك عملت قبل كده ومجبش نتيجة، ولابد أن تصلح ما يمكن إصلاحه ده أول هام".
وشدد زميل جمعية علم النفس الأمريكية على "أنك تدي لنفسك فرصه تفهم طبيعة وحاجيات الآخر، بعد ما تفهم أنت مين وعايز إيه منه، وإيه الصفات المشتركة الجميلة بينكم، وأنك تسمع كويس، وأنك تظهر جوانب شخصيتك وسماتك بهدوء ومش بانفعال ولا مرة واحدة".
ولفت فرج إلى ضرورة "أنك تحترم نفسك ومتتكلمش على أهلك، أنت لسه أمام حد غريب لا يشكل أي ارتباط هو أو هيا مش زي أخواتك وأمك وأبوك أو أبوكي مهما كان فيهم إيه ومهما كانوا مين".
وتابع: "أنك تحاول تعالج نقاط الضعف بتقوية مهاراتك الاجتماعية أول ما تكتشفها، واسأل واستشير ومتستناش اللي هترتبط بيها تصلحهالك أو يصلحهالك محدش ناقص حد، هو جاي يتشرف بيكي وأنتي محتاجة تتشرفي بيه مش تصلحوا بعض ومشاكل السنين".
وأضاف فرج: "الصح أنه عايز يأخد بأيدك وتنطلقوا في الحياة حتي لو أنتي أضعف منه شوية مش مهم، لكن لو العلاقه معوقه نفسيا من الأول ده نذير خسارة وخسران وفقد ووجع وألم"، مشيرا إلى أن "الصراحة جميلة اه، لكن تكون صراحة مزيفة ورائها نفع وأنتخة وتبديل أدوار لا وألف لا".