في غزة| نفوق حيوانات حديقة رفح.. والحصار يهدد بإغلاقها

حديقة حيوانات رفح

تلاحق الظروف الاقتصادية الصعبة في قطاع غزة جراء الحصار الإسرائيلي منذ عشرة أعوام حديقة حيوان رفح الوحيدة في رفح أقصى جنوب القطاع وتهددها بالإغلاق، أسوة بنظيرتها التي كانت في محافظة خان يونس.

 

وتعتبر حديقة حيوان رفح الأقدم في القطاع إذ تم افتتاحها نهاية تسعينيات القرن الماضي، ووصلتها الحيوانات بصعوبة كبيرة وأقيمت على مساحة 3 ألاف متر مربع.

 

وتضم الحديقة أكثر من 150 صنف من الطيور والحيوانات والزواحف غير المتواجدة هنا، نفقت بعضًا منها وتبقى حوالي 100 صنف منها.

 

وسبق أن دفعت نفس الظروف في أغسطس الماضي حديقة حيوان "غابة الجنوب" في خان يونس للإغلاق بعد أن صُنفت من أسوأ حدائق الحيوان في العالم، لنفوق معظم الطيور والحيوانات المتواجدة بداخلها جوعًا، وبسبب الحروب المُتلاحقة على القطاع.

 

وفي السنوات الأخيرة خاصة السنة الماضية بات مالك حديقة رفح غير قادر على توفير تكاليفها بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي أدت لعزوف الزوار عن التردد عليها؛ ما قلص نسبة الدخل.

 

كما أن الحديقة سبق أن تضررت من عدواني الاحتلال على قطاع غزة في 2012 و2014.

 

الإغلاق والنفوق

 

وترهن الظروف الحالية ما تبقى من حيوانات وطيور في حديقة حيوان رفح لتصبح بين خطر النفوق وخيار البيع وإغلاق الحديقة من قبل مالكها محمد جمعة (66عاما).

 

ويقول جمعة إنه يتمنى إنقاذ الحديقة من خطر الإغلاق "كونها الأقدم والوحيدة في الجنوب وأكثر مكان به حيوانات كمًا ونوعًا في غزة" بحسب وكالة صفا الفلسطينية.

 

ويوضح وهو يجلس يلتفت يمينا ويسارا بحسره للحديقة التي بدت فارغة من أي زائر: "يعود تأسيس الحديقة للعام 1999 وكان هدف إنشائها ترفيهي ربحي، ووضعها الأمور بداياتها كان يسير بشكل جيد".

 

ويشير إلى أن الحديقة "تعرضت للتجريف، خلال اجتياح إسرائيلي عام 2004 ليتم ترميمها من دون أن يتلقوا أي تعويض، فيما دفعت سنوات الانقسام الفلسطيني والحصار الإسرائيلي وثلاثة حروب متتالية لتراجع الحديقة بشكل كبير.

 

ويعزو جمعة التراجع في الحديقة خلال السنوات الأخيرة إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة في قطاع غزة ونفوق العديد من أصناف الحيوانات والطيور باهظة الثمن أهمها: اللبوة، الكنغر، الغزال، النعامة، النسانيس، الحصان البوني، أفعى البيتون، الإيل، وأكثر من 15 صنف طيور.

 

تكاليف وتحنيط

 

يؤكد جمعة أنه أضطر لتحنيط معظم الحيوانات النافقة ووضعها جانبًا في الحديقة فيما بلغت الخسائر حتى اليوم أكثر من 400 ألف دولار بسبب ذلك، ولضعف مرود الحديقة من إقبال الزوار عليها.

 

ويشير إلى أن تلك الحيوانات والطيور كانت وصلت بصعوبة إلى غزة، وتربيتها وثمنها باهظ جدًا، فنفوق حيوان يعني دمار للحديقة وبداية انهيار.

 

ويؤكد أن النهوض بالحديقة مجددا في ظل هذا الواقع "صعب المنال".

 

ويقول "كل يوم يمر تتراجع الحديقة للوراء وكثير من العائلات لا تقدر على دفع ثمن دخول الحديقة رغم أنه خفض كثيرا، فالعائلة 10شيقل إسرائيلي مثلاً لا تقدر عليها لأن لديها أولويات في الحياة جعلت من الترفيه هامشًا.

 

ويشدد جمعة على أن الوضع السيئ دفعه للتفكير بشكلٍ جدي لاتخاذ قرار بعرض الحديقة للبيع إن لم تقم أي جهة بتوفير تكاليفها وإنقاذها في ظل أن الحيوانات باتت مُهددة بالنفوق.

 

ومن بين الحيوانات والطيور المتواجدة داخل الحديقة حاليا: الأسد واللبوة، والضبع، والقرد، والنسناس، والشيمبانزي، القط والكلاب الفريدة، والثعلب، النعامة، الغزلان، الببغاء.."؛ حسب مالكها الذي يناشد مؤسسة المخالب الأربعة ومؤسسات الرفق بالحيوانات بالتدخل لإنقاذها ونقل حيواناتها المريضة للعلاج والرعاية بالخارج. 

مقالات متعلقة