العراقيون الذين فروا من حكم داعش في الموصل باتوا منغمسين في حرية جديدة، ألا وهي الحق في استخدام هواتفهم، بحسب وكالة أسوشيتد برس.
وعندما بدأت عملية الجيش العراقي لاستعادة شمال الموصل منتصف أكتوبر الماضي، حذر تنظيم داعش سكان المدينة من أن القتل مصير من يتم ضبطه يستخدم هاتفه المحمول، إذ سيتم اعتباره جاسوسا.
وعلى الفور، قام الكثيرون من السكان الذين أصابهم الهلع بتدمير شرائح خطوطهم، أو التخلص من الأجهزة في دورات المياه.
آخرون لجأوا إلى إخفاء هواتفهم في أماكن يصعب على مسلحي داعش العثور عليها، تحت ملابس النساء، أو أسفل الدواليب، أو داخل أقفاص الطيور فوق أسطح المنازل.
وبالنسبة للكثيرين، مثلت أهمية تلك الهواتف لاحقا حيث ساعدتهم على الاتصال بالجيش للتنسيق في مسألة هروبهم.
وبعد وصولهم إلى معسكرات الإيواء باتوا يستخدمون الهواتف بحرية تامة للتواصل مع أحبابهم والعودة مجددا لمواقع التواصل الاجتماعي بعد عامين تقريبًا من الانقطاع.
سهم ياسين، مدرس عراقي، كان أحد الذين خاطروا بإخفاء هاتفه.
وقبل هروبه من الموصل منذ أسبوع، كان يستخدم الهاتف بشكل متقطع حيث يسير في ظلمات الليل إلى أراض مرتفعة لالتقاط الشبكة والاتصال بعائلته في بغداد.
وأضاف ياسين: "لقد كنا معزولين عن العالم الخارجي لكنني احتجت أن أطمئن عائلتي، لا سيما والدتي المسنة، أنني بخير".
وعندما هيمن داعش على مدينة الموصل سمحوا في البداية باستخدام هواتف المحمول بحسب شروط صارمة مثل عدم وضع صور او موسيقى أو جهات اتصال مشبوهة، مع إجراء حملات تفتيش صارمة,
وبعدها بثلاثة شهور، دمر مسلحو داعش كافة أبراج الهواتف الخلوية لكن السكان المحليين يؤكدون إمكانية التقاط إشارة من المنطقة الكردية القريبة بشرط الوقوف في أماكن مرتفعة.
وداخل معسكرات اللاجئين، يقوم البعض بحمل شواحن محمولة وشحن الهواتف لمن يرغب مقابل مبلغ معين.