رفض رئيس المجلس المركزي للمسلمين (غير حكومي) في ألمانيا، أيمن مزيك، الاتهامات التي وجهت لشرطة مدينة كولونيا غربي البلاد، بانتقاء المشتبه بهم على أساس العرق، خلال احتفالات بداية عام 2017.
وفي مقابلة مع صحيفة "دي فيلت" اليمينية الألمانية، نشرتها اليوم الأربعاء، قال مزيك: "الشرطة لديها مصلحة كبيرة في تفادي التمييز".
وأضاف "جرائم التحرش والسرقة الجماعية التي وقعت خلال احتفالات العام الماضي، تبرر الإجراءات المشددة التي اتبعتها الشرطة هذا العام".
وشهدت عدة مدن ألمانية خلال احتفالات رأس السنة لعام 2016 حوادث تحرش واعتداءات جنسية واسعة النطاق، وخاصة في كولونيا، ما أشعل نقاشا داخليا، وتسببت بتغيير بعض القوانين وتشديدها، بعد اتهام مهاجرين من شمال إفريقيا بارتكابها.
وأشار مزيك إلى أن الحديث عن اتباع الشرطة اجراءات استثنائية لا تتناسب مع الحدث الذي تنظمه "غير واقعي" بالنظر إلى ما حدث في العام الماضي.
ورغم دفاعه وإشادته بالشرطة الألمانية في تأمين احتفالات العام الجديد، إلا أن مزيك انتقد بشدة مصطلح "نافريس Nafris" الذي استخدمته على صفحتها بموقع "تويتر"، في إشارة إلى شبان من شمال إفريقيا من أصحاب السوابق، لإطلاقه على من أوقفتهم وينحدرون من هذه المنطقة خلال الاحتفالات.
وأوضح أن "المصطلح يربط بين المنحدرين من شمال إفريقيا والجرائم، وهو ما يعكس كثيرا من العنصرية".
مزيك قال أيضا إنه "يجب أن تفصل شرطة كولونيا نفسها عن ذلك المصطلح"، موضحا أنه "في كل مؤسسة، هناك نسبة معينة من الأشخاص لديهم ميلا للتحيز والعنصرية، لكن الحديث عن مأسسة العنصرية (عنصرية مؤسسية) سيكون خطأ".
وتعرضت شرطة كولونيا لانتقادات كبيرة من أحزاب اليسار، بعد أن عمدت إلى توقيف ومنع الشبان المنحدرين من شمال إفريقيا من حضور احتفالات بداية العام الجديد، للاشتباه في إمكانية ارتكابهم جرائم تحرش وسرقة كما حدث العام الماضي.
إلا أن الشرطة دافعت عن نفسها، بأن معظمي مرتكبي جرائم العام الماضي كانوا من هذه المنطقة، وإن اجراءتها نجحت في منع تكرار ما حدث، وساهمت في تأمين الاحتفالات.
وردا علي سؤال حول انعكاسات اعتداء برلين الأخير (19 ديسمبر الماضي) على المجتمعات الإسلامية في ألمانيا، بيّن ميزك أن "هناك قلق كبير داخل المساجد".
لفت إلى أن "نساء يرتدين الحجاب تعرضن للتحرش والاهانة".
وأضاف "العداء المتنامي (للمسلمين) ظهر عقب هجمات باريس (نوفمبر 2015) ونيس (يوليو 2016)، ويتزايد أكثر وأكثر في هذه الفترة".
وتابع: "الجدل حول هذا الأمر بات حادا ومتزايدا.. اليمين المتطرف والحركات الشعبوية تحاول جني المكاسب علي حساب تماسك المجتمع".
وعن التعايش بين المسلمين وغيرهم في البلاد، قال إن "الجو العام يسير للأسوأ. هناك الكثير من الخوف، وهذا يضع قيودا على التعايش، لكن هذا وطننا، نحن ألمان مسلمون، وفخورون ببلدنا..ونعيش في مناخ من الحرية وحكم القانون، ويجب أن ندافع عن ذلك".
ومزيك المولود في 1969 بمدينة آخن الألمانية من أب سوري وأم ألمانية، هو رئيس المجلس المركزي للمسلمين منذ 2010، ويشارك في الكثير من البرامج التلفزيونية في قضايا الاسلام والاندماج.