عبر محمد سليم أحد طلاب بورما الدارسين بجامعة الأزهر والمشاركين في ملتقى حوار شباب ميانمار، عن أمله في يسهم مؤتمر الأزهر في إيجاد حلول للمشاكل التى يعاني منها المسلمين في بلادهم.
وقال محمد الطالب بالفرقة الرابعة بكلية الشريعة، لـ"مصر العربية": إن المسلمين في بروما مظلومون وضعفاء ويعاملون كأقلية ويتم قتلهم في بعض المناطق.
وأضاف أن مسلمي بورما لا يطالبون بدولة مستقلة عن ميانمار، بل كل ما يتمنوه أن يعيشوا في سلام، وأن تكفل لهم الدولة حرية المأكل والملبس والتعليم والمشاركة فى الحياة السياسية غيرهم من أبناء ميانمار .
وتابع : "مسلمو بورما لا يشاركون فى العملية السياسية ولا يوجد مسلم واحد يتولى وزارة هناك في العقود الأخيرة، كما لا يوجد كيانات إسلامية في بورما مثل السلفيين- والإخوان في مصر يمكنهم ترشيح واحد منهم لخوض الانتخابات الرئاسية.
شاهد الفيديو..
وانطلقت أمس الثلاثاء أولي جولات الحوار بين ممثلي الديانات المختلفة لجمهورية اتحاد ميانمار في القاهرة برعاية الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين برئاسة الدكتور أحمد الطيب، بهدف جمع الشباب الممثلين لمختلف الأطراف للجلوس إلى مائدة الحوار ، للتباحث حول الأوضاع في ميانمار.
استمع شيخ الأزهر وأعضاء مجلس حكماء المسلمين لمداخلات رؤساء الوفود البوذية والمسلمة والهندوسية والمسيحية في جلسة افتتاحية حضرها عدد من السفراء والمسؤولين والعلماء والمفكرين، أعقبها جلسة مغلقة ضمت أعضاء مجلس حكماء المسلمين والوفد الميانماري المشارك مع الإمام الأكبر شيخ الأزهر، طرح الحاضرون خلالها أهم المشكلات التي يواجهها بعض سكان ميانمار والتي تمثل من وجهة نظرهم أسبابًا رئيسة أسهمت في تأجيج الأزمة، وهى مشاكل تتعلق بالتعايش والاندماج والتعليم والثقافة والوضع الاقتصادي، وقد استمع المجلس إلى بعض المقترحات التي قد تساهم من وجهة نظر المشاركين في وضع حد للأزمة في البلاد.
وعقب الجلسة المغلقة والاستماع لممثلي شعب ميانمار تم عقد ورش عمل متخصصة حول رؤيتهم في تحقيق التعايش السلمي وإنهاء الأزمة وبحث كيفية تحقيق السلام العادل بين الجميع؛ تأسيا بالدول المتعددة الأعراق والديانات التي يعيش فيها الجميع بسلام.
بدوره ثمن مجلس حكماء المسلمين هذه الحوارات مؤكدا أنها خطوة ناجحة في طريق حل الأزمة في ميانمار، وذكر المجلس أن استجابة مسؤولي ميانمار لمبادرته هي خطوة مشجعة للوصول إلى الهدف الأسمى من الحوار؛ وهو تعزيز السلام في بلادهم.
وشدد المجلس في بيان له على أن الأزمة في ميانمار معقدة بشكل يستوجب جهودا مكثفة وبحثًا دقيقًا موضوعيًا عن جذور المشكلة مع ضرورة الوقف العاجل لكل مظاهر العنف وإراقة الدماء حتى يتسنى المضي في الخطوات المؤدية إلى تحقيق السلام المنشود في البلاد.
ولفت إلى أنه تم التوافق بين جميع الأطراف على ذهاب وفد مجلس الحكماء إلى ميانمار وعقد جولة أخرى من جولات الحوار المستمر بين كافة الأطراف حتى يتحقق السلام التام.
وشدد البيان على أن الأزهر ومجلس الحكماء يدرسان كافة السبل لدعم التنمية الثقافية في ميانمار ومنها تخصيص عدد من المنح للطلاب المسلمين للدراسة في جامعة الأزهر، وتوفير عدد من الدورات الثقافية لغير المسلمين لدراسة اللغة العربية، وذلك للارتقاء بالمستوى الثقافي والعلمي بإقليم "راخين"، مما سيسهم في إيجاد بيئة ملائمة تحقق العيش المشترك.
وجدد المجلس إدانته لجميع أعمال العنف وإراقة الدماء والتأكيد على حرمتها سواء كانت دماء مسلمين أو غير مسلمين، وما قام به المجلس من جمع فرقاء دولة ميانمار تحت مظلة واحدة يأتى انطلاقا من تحمله مسؤولياته تجاه المسلمين والسعى لحل مشاكلهم والتفاعل مع ما يشغل بالهم؛ حتى يتحقق الأمن والسلام للجميع.
جدير بالذكر أن اتحاد بورما يتكون من عرقيات كثيرة تصل إلى أكثر من 140 عرقًا، وأهمها من حيث الكثرة "البورمان"، وأصلهم من التبت الصينية، وهم قبائل شرسة وعقيدتهم البوذية، وهى الديانة الرسمية هناك.
وتبلغ مساحة ميانمار 680 ألف كيلومتر مربع، وعدد سكانها (55) مليون نسمة بالتقريب، بحسب تقرير "هيومن رايتس ووتش"، ويعمل 70% من السكان في الزراعة، ثم صيد الأسماك، بالإضافة إلى مهن أخرى.
تقسم ميانمار إلى سبع مناطق وسبع ولايات، هي: ولاية كاشين وكايا وكاين وتشن ومون وراخينا وشان وإقليم ساجينج وتانينساري وباغو وماغاوي وماندالاي ويانغون وآيياروادي.