كيف تحقق السعادة الزوجية؟

السعادة الزوجية

السعادة الزوجية لا تأتي من فراغ، فيجب أن يكون لها أسس خاصة تنبني عليها الحياة الزوجية، ويلتزم بها شريك الحياة تجاه الطرف الآخر، ويندرج تحت السعادة الزوجية النجاح في العلاقة الحميمة التي تحتاج إلى الرومانسية والحب، كما يجب أن يقدر فيها الطرفين بعضهما البعض.

 

ويرى الدكتور تامر الجنايني المدرب الدولي المعتمد في العلاقات الإنسانية والأسرية أنه "إذا جاءتنا اللحظة التي نتحمل فيها المسئولية بصدق تجاه شريك حياتنا؛ فإنها تلك اللحظة هبه من الله لأنها تعادل امتلاكك أثمن جوهرة ممكن أن تعثر عليها دون عناء منك، وتلك الجوهرة تغنيك بقية حياتك عن تسول الحب من طرقات الغافلين" .

 

وأوضح الجنايني في تدوينة له عبر فيسبوك أن البحث عن السعادة الزوجية يعني "الدخول لأكثر المناطق اشتعالاً وإشغالاً لبال الكثير من الزوجين، بل أكثر المسائل التي يهرب من مواجهتها الكثير من الحديث عنها، وأيضا هي المنطقة التي تحدد مسار العلاقة بين الزوجين من أول يوم يبدؤون حياتهم الزوجية معاً إما ستكون حياة متزنة أم سيشوبها الكثير من العيوب" .

 

مبادئ حياتية

 

وقال الجنايني: "على كثير من الزوجين أن يفهم حقيقة العلاقة الحميمية بين الزوجين فهي كما يفهمه الكثير بالخطأ أن العلاقة الحميمة بينهما كنقطة التقاء، بل يكتفي بها كذلك دون أن يلامس قلبه الرومانسية أو الإيماءات التي قد تثير لحظات الحب، وأيضا خطأ أن يتعامل مع الزوج مع زوجته كساقطة أو كبائعة هوى تعرف عليها فقط لإفضاء الحاجة معها من على قارعة الطرقات دون أن يلامس مشاعرها".

 

وتابع مدرب العلاقات الأسرية: "وأيضا تخطئ الكثير من الزوجات حينما لا تعطي الثقة للرجل في علاقتهما الحميمة، فلابد أن يعلمن بأن كما أنهن بحاجة أساسية للرومانسية كذلك فإن الأزواج بحاجة ملحة للعلاقة الحميمة".

 

وأضاف: "يقع الكثير من الزوجين بخطأ حينما يخرجا حالاً من سحابة صراع وغضب، ثم يتصالحا بدون التوصل لسبب الصراع وحله بل ويختمون نقاشهم بلقاء حميمي ظناً منهم خطأ بأنهم بهذا التقارب الحميمي ستزول المشكلة، ولا يعلمون بأنهم يربطون اللقاء هذا بالصراع والفُرقة مما يُحدث ارتباطاً شرطيا".

 

وأشار الجنايني إلى أن ذلك الأسلوب "قد يؤدي إلى أن يكره أحدهم الآخر، أو يبغض هذا اللقاء الحميمي الذي لُحق خطأ بالصراع، وخصوصاً ذاك الطرف الأضعف بالصراع والمجبر أحياناً على اللقاء الحميمي، وليس هذا فقط بل يؤثر على حبه لشريك حياته وعلاقتهم للأبد، وربما هذا يكن سببا كافيا للفراق".

 

ولفت المدرب الأسري إلى أن "الزوجة لم تكن بحالة نفسية جيدة لكسور في السلوك وقت ممارسة الحميمية لذاك الارتباط الشرطي، مما يجعل الزوج يبغض الزوجة بالتدريج لعدم رضاه عنها ويجعله يبدأ برحلة البحث عن أخرى، في حين أن الزوجة حينما تقُدم معها الحياة الزوجية؛ فإنها تحتاج أكثر للمسة الحنونة الرومانسية تشعر منها أحاسيس أقوى من الكلمات، لا يوجد شيء أقوى من أن تشعر الزوجة برغبة زوجها وتعلقه بها هي فقط وليس غيرها".

 

وعن القاعدة الرومانسية التي تقول: "يظل الرجل يعطي وتظل المرأة تتلقى برضا، وفي رضا المرأة يشعر الرجل بالاستمتاع والرومانسية "، أكد الجنايني أنه "إذا أوصل الزوج زوجته لحالة من الرضا وبدأ يشعر منها بأن وجوده في حياتها أحدث فرقاً كبيراً، بل إن هذا الوجود أصبح لا يمكن الاستغناء عنه بسهولة، وهذا يأتي حينما يقوم الزوج بدوره في البداية من حب واهتمام لزوجته" .

 

"الحياة بين الزوجين مرتبطة بالأخذ والعطاء، فالزوج عليه الفهم والاهتمام والزوجة عليها التقدير والاحترام، متجنبين الحياة السلبية التي قد يحدث من وراءها أن تسقط الزوجة من عزيمة وقدر الزوج، ويتلاشى عنده الشعور بأنه مُقدر ببيته فأيضاً يبدأ بالبحث عن مكان آخر مقدر فيه حتى لو هذا المكان دون المستوى الذي هو عليه ".

 

كيف تنجح؟

 

وقال الجنايني: "إذا شعرت المرأة بأن الرجل يدخلها في دوامة السباق بالمقارنة مع امرأة أخرى، فهذا يجعلها تغلق زهور الحميمية الفواحة لديها فلن يستمتع بلحظة نشوى معها؛ نتيجة لعدم الثقة في نفسها أو فيه كزوج، وعليه سيبدأ بمرحلة من نفور من نوع جديد، وهو النفور الجزئي الذي سيدخلهم في دوامهم عدم الثقة يصحبه بعدم التقدير".

 

وأضاف: "ويزيد الأمر إذا تأكد لدى الزوجة الأمر بأن زوجها على علاقة بأخرى، فهذا يجعلها كالزهرة التي ألقيت في طرقات الدنيا معرضة لكل احتمال، وكل امرأة على حسب أساسها ونزعتها التربوية والدينية"، لافتا إلى أن المشكلة تنحصر في أن "الزوج كثير الانجذاب لنساء أخريات".

 

وعن الحل، أوضح الجنايني: "الحل من خلال دراسات طبقت على أكثر من خمسمائة رجل يحملون جنسيات مختلفة، ومن بيئات مختلفة حول العالم قد ذكرها الكاتب نابليون هيل في كتابه " Think and grow rich" فيقول في التجربة :"إذا لاحظ الرجل انجذاباً نحو امرأة أخرى غير زوجته، فإنه عليه أن يفكر في اللحظات الحميمية التي جمعته مع زوجته، بل ويتذكر جمال زوجته في كل لحظة يمر بهذا الشعور الانجذابي لأخرى، وبهذا وبعد خمس محاولات على الأكثر سيأتي هذا الارتباط الشرطي بتهيئة قلبه وعقله بأن إذا انجذب فإن زوجته الأجمل وقد خاض معها تجربة حبه وحميمية رائعة ".

 

وطالب مدرب العلاقات الأسرية الزوجين: "على الزوجين بأن يأتي علاقتهما الحميمية بحالة نفسية طبيعية ورائعة، ولهذا عليهم أن يتبع خطوات صحيحة لحياتهما تلك، مثل المصارحة عن أي سلبية قد تحدث أثناء العلاقة الحميمية لمعالجتها من الطرف الآخر، والصدق مع شريك الحياة بأي حالة يمر بها".

 

ونصح الجنايني الزوج بضرورة "تفهم زوجته إذا اعتذرت عن ممارسة العلاقة، والبدء في احتواء زوجتك رومانسيا قبل أن تطلب منها اللقاء الحميمي"، مطالبا الزوجة "قدري زوجك واعطي له الثقة الكافية لتؤتي تلك الثقة ثمارها معكم بالحياة الزوجية اليومية".

 

واختتم المدرب الأسري تدوينته قائلا: "أعيد لأذكركم بمقولتي ..كن لزوجتك نعم الحاكم العادل تكن لك جنة الله في أرضه ".

مقالات متعلقة