صعد البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، سلم الكرسي المرقسي، محاطًا بالزغاريد، والورود، في أول احتفال رسمي يترأسه عقب تجليسه على مقعد البطريرك، لوح للأقباط بيده قبيل جلوسه، آذنًا ببدء طقوس احتفال عيد الميلاد الأول في "بابويته" عام 2013.
و صدّق المجمع المقدس للكنيسة القبطية على قرار استثنائي-وقتئذٍ-بمنع التصفيق، والزغاريد بالقداس، في أعقاب شكر البابا للمهنئين ابتداءً بـ"رئيس الجمهورية"، وانتهاءً بـ"التليفزيون المصري، والصحف، والفضائيات"-قبيل أيام من احتفالية عيد الميلاد.
قبل ساعات من رئاسة قداس عيد الميلاد الخامس منذ صعوده للكرسي المرقسي، تنقل البابا تواضروس الثاني في قوائم المهنئين التي ألقاها على مدار أعوام ماضية، بين 3 رؤساء هم على الترتيب( محمد مرسي-عدلي منصور-عبدالفتاح السيسي)، و4 رؤساء حكومات هم على الترتيب (هشام قنديل-حازم الببلاوي-إبراهيم محلب-شريف إسماعيل).
وتبلورت عظاته منذ رئاسته للقداس في عبارتين، إحداهما أطلقها في عامه الأول (عندما يخطيء الرأس، يخطيء كل من وراءه)، والأخرى في العام الماضي، وتبلورت في (الحب بين الشعب والقيادة يصنع المعجزات).
القداس الصامت
عظة قداس عيد الميلاد المجيد للبابا تواضروس الثاني 2013
مر الاحتفال الرسمي الأول لـ"تواضروس" بلا تصفيق، فجاءت تهنئة المسئولين جافةً على عكس عادة "الكاتدرائية"، بالتوازي مع غياب لافت لـ"قيادات الإخوان" وقتئذٍ، فيما جرى استقبال بابوي بروتوكولي لـ"رئيس الوزراء الأسبق هشام قنديل" صباح السابع من يناير 2013.
افتتح البابا عظة القداس بعد فاصل قصير من شكر المسئولين، وتصدرت عبارته الشهيرة (عندما يخطيء الرأس، يخطيء كل من وراءه) عناوين الصحف، رغم اتساق العبارة مع عظة روحية خالصة عن الخطيئة.
التصفيق يعود للكاتدرائية
كلمة البابا تواضروس الثاني في قداس عيد الميلاد المجيد
لم يتوقع البطريرك أن يأتي الاحتفال الثاني بطقوس تختلف جذريًا عن سابقتها، حيث ضجت قاعة الكاتدرائية بالتصفيق احتفاءً بالرئيس المؤقت-السابق عدلي منصور، نظير كسره قاعدة قصر التهنئة الرئاسية على برقية للمقر البابوي، والاكتفاء بمندوب من قصر الاتحادية لحضور القداس، ومبادرته الأولى -تاريخيًا-كأول رئيس يقدم تهنئة عيد الميلاد بزيارة للكاتدرائية.
قداس العام 2014، لم يشهد فقط تغيرًا في مسار الاحتفال، إنما شهد صعودًا لافتًا لـ"المشير عبد الفتاح السيسي"-وقت أن كان وزيرًا للدفاع، رغم غيابه عن المقر البابوي، واكتفائه بإرسال وفد عسكري.
وبرزت صور "السيسي" داخل الكاتدرائة المرقسية، ممهورة بتصفيق غير مسبوق عقب ذكر إسمه ضمن قائمة المهنئين، بينما تغيب حازم الببلاوي رئيس الوزراء الأسبق عن القدا شأن نظره –هشام قنديل-، وحضر ضمن طقس متعارف عليه صباح السابع من يناير لتهنئة البابا تواضروس الثاني بالمقر البابوي.
قداس المفاجآت في 2015
بالفيديو .. السيسي يفاجئ الكاتدرائية بالحضور فى قداس عيد الميلاد
عطفًا على سابقه، جاء قداس عيد الميلاد لعام 2015، حاملًا مفاجئات غير مسبوقة في تاريخ الاحتفالات الكنسية، تجلت في زيارة "السيسي" للكاتدرائية، كأول رئيس يحضر قداس الميلاد، إلى جانب صعوده للمذبح الكنسي، وإلقائه كلمة للأقباط من أمام الكرسي البابوي.
ضمن قائمة المفاجآت، جاء حضور رئيس الوزراء السابق إبراهيم محلب، واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية السابق، لقداس الكاتدرائية، وهو ما دفع البابا تواضروس الثاني للتعقيب بقوله: (حضور الرئيس مفاجأة سارة، ولفتة إنسانية كريمة، وتهنئة باسم كل المصريين).
واستطرد قائلًا: (نشعر أن مصرنا تبدأ عصرًا جديدًا، بروح جديدة، نبنيها جميعًا نحن كمصريين).
تصدر بورصة التصفيق في 2015 بعد "السيسي"، وزير الداخلية"محمد إبراهيم"، ومن بعدهما "عدلي منصور".
2016 نسخة مكررة
كلمة السيسي (كاملة) خلال زيارته للكاتدرائية في قداس عيد الميلاد
لم يختلف قداس العام الماضي كثيرًا عن نظيره السابق، من حيث الاحتفاء بـ"السيسي"، غير أن الاختلاف جاء في دخول الرئيس من باب فرعي، وخروجه من الباب الرئيسي للكاتدرائية، بعد إلقاء كلمة للأقباط دون صعود لمصافحة البطريرك أعلى سلم مؤد للكرسي البابوي.
قطع البطريرك القداس، ونزل من كرسيّه لاستقبال "السيسي"، وعقب مغادرته، قال "تواضروس": تهنئة الرئيس، وحضوره، هي تهنئة مصر كلها، وهذا الأمر يسعدنا، والشعب يقابله بالحب، وهذا الحب بين الشعب، والقيادة، يصنع المعجزات.
يشار إلى أن البابا تواضروس الثاني، يرأس قداس عيد الميلاد المجيد، مساء اليوم الجمعة، بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وسط حضور لكبار رجال الدولة، وآلاف الأقباط.