حالة من اليأس تخيم على تجار ومحلات مدينة إسطنبول التركية؛ بسبب تراجع عدد السياح نتيجة تدهور اﻷوضاع اﻷمنية والأعمال اﻹرهابية التي تشهدها البلاد.
ففي الوقت الذي تسعى فيه السلطات التركية لإلقاء القبض على منفذ الهجوم الذي وقع بإسطنبول ليلة رأس السنة الجديدة، انفجرت سيارة مفخخة الخميس بالقرب من محكمة في مدينة إزمير، مما أسفر عن مقتل شرطي ومأمور، وإصابة ستة أخرين.
صحيفة "لوباريويان" الفرنسية سلطت الضوء على الوضع في مدينة إسطنبول السياحية، التي أصبحت تفتقر إلى اﻷجانب على نحو متزايد.
وقالت الصحيفة رغم انتشار الشرطة في أجزاء كبيرة من العاصمة العثمانية القديمة، بعد هجوم ليلة رأس السنة ومقتل 39 وإصابة 68، واستمرار الاعتقالات في جميع أنحاء البلاد، لا يزال مطلق النار على رواد ملهى ريتا طليق.
وأوضحت أن الحكومة حشدت 22 ألف شرطي للإنتشار في هذا المدنية التي يسكنها 22 مليون شخص يعيشون في مناخ من الخوف.
وأشارت إلى أن عدد السائحين انخفض بنسبة 37 % في 2015 جراء تدهور الأوضاع الأمنية والعمليات الإرهابية التي تزايدت وتيرتها خلال العامين الماضيين.
وأكدت "لوباريزيان" أنه نتيجة تراجع النشاط السياحي تأثرت المحلات التجارية والأسواق والزبائن أصبحوا نادرين على نحو متزايد.
"انظروا إلى محل البازار إنه فارغ تماما من الزبائن، ليس هناك أحد" يقول للصحيفة مورات دانيس، مضيفا "أصبحنا رهائن اﻷعمال اﻹرهابية، الزبائن خائفون، حتى في أسوأ لحظات الدكتاتورية، أجدادنا لم يعرفوا مثل هذه اﻷجواء”.
"الإرهاب يقتلنا ببطء. هذا ما يريده هؤلاء مدعي اﻹسلام" يقول أحد بائعي الشاي والتوابل في الطرف الآخر من هذا السوق الكبير الذي يضم آلاف المحال، مؤكدا أنه "لا يوجد أي شيء يباع اليوم، لا حاجة للمساومة، نبيع السلع بأرخص الأسعار”.
ولفتت "لوبارزيان" الى أن تراجع السياحة خلال العام الماضي، حرم اقتصاد تركيا من نحو 4 مليارات يورو، ناهيك عن نقطتين في معدل النمو نهاية 2016.
وللتدليل على مخاوف السياح نقلت الصحيفة عن مادلين وأندرو وهما فرنسيان جاءا إلى إسطنبول لزيارة أبناءهما المقيمين في تركيا، القول "منذ الهجوم نتفادى ركوب المترو والحافلات ونفضل التاكسي عند تنقلنا في المدينة".
وأضافا "لدينا توجيهات بعدم زيارة المتاجر الكبرى والملاهي والخروج ليلا، أما بالنسبة للأطفال فيستقلون الحافلة المدرسية ولم يعد بإمكانهم التنقل بمفردهم".