روسيا لن تستطيع تحقيق السلام وإنهاء الحرب المستمرة منذ قرابة ستة أعوام في سوريا، من خلال المحادثات التي ترعاها بين النظام والمعارضين في ظل وجود بشار الأسد.
كان هذا ملخص تقرير نشرته صحيفة "بوليتيس" الفرنسية حول إمكانية استمرار الهدنة في سوريا والتوصل إلى حل، في ظل خرق وقف إطلاق النار.
وقالت "بوليتيس" بعد سيطرة النظام على شرق حلب تحت وابل من القنابل، أعلنت روسيا التوصل إلى هدنة بين النظام وبعض الفصائل المتمردة يعقبها مفاوضات سلام برعاية أيضا إيران وتركيا، لكن تحقيق السلام الروسي صعب في سوريا.
وأوضحت أنه بعد أربعة أيام من الهدوء النسبي، بدأ النظام في قصف وادي بردى، وهي منطقة إستراتيجية يسيطر عليها المتمردون، تبعد 15 كيلومترا من دمشق، وتضم المصادر الرئيسية لمياه الشرب لنحو أربعة ملايين نسمة.
كما قصفت قوات اﻷسد أيضا مدينة الرستن المتمردة في محافظة حمص، وردا على انتهاكات وقف إطلاق النار هذه، قررت الفصائل المتمردة تعليق مشاركتها في المفاوضات. تشير "بوليتيس".
وأكدت أنه من مستحيل الكشف عن دور روسيا في هذا الوضع المعقد، حيث إنه من غير الواضح ما إذا كانت موسكو عاجزة عن فرض الهدنة على حليفها السوري، أو أن ما يحدث محاولة لتصفية كل مواقع المتمردين، تحت غطاء هدنة زائفة تنطلق من لعبة مزدوجة.
وبينت "بوليتيس" المؤكد من قبل الكرملين للأسد، هو البقاء في السلطة حتى إجراء انتخابات في غضون عدة سنوات، وتشجيع الديكتاتورالسوري على مضاعفة الهجوم، بمساعدة حزب الله اللبناني.
كذلك قصف مواقع حركة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا)، على أساس أن الحركة الجهادية مستبعدة من الهدنة، تكت بوليتيس، التي أشارت إلى أن الموقف على الأرض في كثير من الأحيان متشابك، ومن وجهة نظر النظام السوري، يمكنه مهاجمة الجميع، وهذا الوضع يؤكد استحالة التوصل لسلام حقيقي مع استمرار حكم بشار الأسد.
وتشهد الجبهات الرئيسية في سوريا منذ منتصف ليل الخميس الماضي وقفا لإطلاق النار، ورغم الهدنة، تتعرض جبهات عدة تحديدا في ريف دمشق لخروقات متكررة، وخصوصا في منطقة وادي بردى.
وتدور بهذه المنطقة معارك مستمرة بين قوات النظام ومقاتلين من حزب الله من جهة والفصائل المعارضة وجبهة فتح الشام من جهة اخرى، وفق للمرصد السوري لحقوق اﻹنسان.
وتسببت المعارك المستمرة في وادي بردى، بحسب المرصد، بانقطاع المياه عن معظم العاصمة بعد تضرر إحدى مضخات المياه الرئيسية في مؤسسة عين الفيجة، وتبادل طرفا النزاع الاتهامات بالمسؤولية عنها.
ووصفت الأمم المتحدة الخميس انقطاع المياه عن 5.5 ملايين نسمة بأنها "جريمة حرب" وقال يان إيجلاند رئيس مجموعة العمل في الأمم المتحدة حول المساعدة الإنسانية لسوريا إنه من الصعب معرفة الجهة المسؤولة عن هذا الوضع.
وأوضح أنه "في دمشق وحدها 5.5 مليون شخص حرموا من المياه أو تلقوا كميات أقل لأن موارد وادي بردى غير قابلة للاستخدام بسبب المعارك أو أعمال التخريب أو الاثنين معا".