150 ألف نسمة في عزبة العرب بشبرا الخيمة، و200 ألف بكوم اشفين التابعة لمركز قليوب، بمحافظة القليوبية، يتجرعون مياهًا مشبعة برائحة المجاري، ويصاب أطفالهم بأمراض الكُلى، فيتبولون دمًا، وما خفى كان أعظم!
هذه العزب والقرى، محرومة من توصيل مياه آدمية "آمنة" صالحة للشرب، رغم الانتهاء من إعداد شبكة المياه التحتية، ويبقى جريانها مرهونًا بقرار مجهول ينتظره الأهالي بشغف.
"مصر العربية" التقت عددًا من أهالي تلك "العزب" للكشف عن معاناتهم اليومية، في توفير مياه صالحة للشرب من صنبور مياه امتدّ إليهم من حي "بهتيم"، لينقذهم من العطش.
مسافة طويلة يقطعها الأهالي يوميًا، وصولاً إلى "الصنبور" الوحيد المتوفر لهم مجانًا، لتتجدد آمالهم في العيش دون عطش ليوم آخر، وهكذا يدورون في دائرة تبدأ بتجاهل المسؤولين لهم، وتنتهي بقرار - لا شكَّ أنه سينقذهم - أجله غير مسمى، لكنهم على أي حال يتعلقون به.
أكّد الأهالي أنه لا مصدر لمياه الشرب في بيوتهم بوجهٍ خاص أو في موطنهم بوجه عام إلا "جراكن مياه" تباع بجنيهين نظير شربة آمنة تروى الظمأ ولا تهدر الصحة، أو "صنبور" امتدَّ إليهم من منطقة "بهتيم" المجاورة لهم.
ويروي عدد من سكان عزب العرب، أنهم استعانوا بطلمبات حبشية، لقضاء حاجاتهم من المياه، إلا أنها تخرج من باطن أرض مشبعة بمياه المجاري، فتفتك بـأكباد الكبار والصغار.
"نشرب منين، بقلنا سنين بنروح نشترى الجركن بـ 2جنيه، بيشربونا ماء مجاري".. هكذا جاء رد الأهالي عن سبب معاناتهم، مشيرين إلى أن مياه الشرب الموجودة في عدد ضئيل من البيوت، بطعم المجاري، وتظهر الرائحة عند غسيل الملابس أو الاستحمام، متسائلين: "نشربها إزاي!!".
طفل لا يتعدى عمره 13 عامًا، يقول: " كل يوم باجى أملأ مياه عشان بابا تعبان بسببها"، وسيدة أخرى تشكو من الأمراض التي أصابت ابنها حيث إنه يتبول دمًا، معلقة: "لما روحنا للدكتور قال بسبب المياه!".
واستاء الأهالي، من عدم رد المسؤولين على شكواهم، وتعمد تجاهلهم بحد تعبيرهم، رغم أن توصيلات المياه جاهزة ويبقى قرار ضخ المياه الصالحة للشرب.
في السياق نفسه، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، أن المياه التي تقدم للناس آمنه تمامًا، وكلها تحت سيطرة شركات وطنية والدولة".
جاء ذلك في كلمته خلال افتتاح التوسعات الجديدة بشركة النصر للكيماويات الوسيطة بأبو رواش.
ومن جانبها، حاولت "مصر العربية" التواصل مع المسؤولين للرد على تساؤلات المواطنين بعزب العرب بشبرا الخيمة وكوم أشفين بقليوب التابعين لمحافظة القليوبية لكن دون جدوى.
شاهد الفيديو..