"تأمينات مشددة، تفتيش ذاتي، لافتة معلقة تطالب الراغبين في الدخول بإبراز البطاقة الشخصية، كانت هذه سمات ليلة الاحتفال بعيد الميلاد في الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، وعلى الباب الداخلي للكنيسة تقع على اليمين شجرة عيد الميلاد علق عليها صور لضحايا تفجير الكنيسة البطرسية، وعلى اليسار مجسم لأحد مشاهد رحلة سيدنا عيسى بينما علقت صور الضحايا على المحيط الخارجي له.
"بتمنى الشهادة، كل سنة بنقدم شهداء" بهذه الكلمات عبر عدد من الحضور للكنيسة المرقسية للمشاركة في قداس عيد الميلاد، حيث أشار البعض لوجود حالة من الإحباط بسبب الأحداث الأخيرة، بينما أكد آخرون أن هذه الأحداث لم تؤثر وأنهم يتمنون الشهادة.
أمام شجرة عيد الميلاد وقف مجدي موريس الذي جاء للكنيسة بصحبة زوجته وطفله، فيقول أن بعد ما حدث من تفجير في البطرسية وغيرها من الأحداث لم يستطع الشعور بالعيد معلقا"نفسنا مسدودة من الآخر وربنا يستر ويعديها على خير" متمنيا أن يمر عام 2017 بخير وسلام.
وأكد موريس أن ما حدث في البطرسية أو غيرها لم يشعرهم بالقلق، مشيرا إلى أنهم اعتادوا تقديم شهداء كل عام مضيفا"كل سنة بنقدم شهداء ومبتفرقش معانا ده العادي بتاعنا".
وأضافت جورجيت شرقاوي رئيس الاتصالات بحملة مين بيحب مصر، أن الحزن يخيم على العيد هذا العام خاصة مع وفاة واحدة من مصابي الكنيسة البطرسية أمس، مشيرة إلى أن الكنيسة بأكملها حزينة هذا العام بل مصر كلها حزينة على ما يسقط من شهداء كل يوم.
وأشارت إلى أنه رغم ما وقع من أحداث إلا أنها تشعر بأننا ما زلنا متماسكين سويا، وأن هناك أمل بأن يشعر الأقباط بأن هذا وطنهم ولابد أن يعيدوا فيه، معلقة"كفاية أن شجرة الكريسماس السنة دي مزينة بصور الشهداء".
ونفت وجود أي خوف أو قلق من المجيء للكنيسة، مشيرة إلى وجود تشديدات أمنية، مضيفة"حاسين إن إخواتنا المسلمين موجودين حوالينا بيحمونا ومفيش خوف ولا قلق ويارب نعيد مع بعض على طول".
من جانبه قال فتحي منتاس كرولس أن الكنيسة شهدت تأمينات جيدة، مؤكدا أنه لم يتردد في المجيء لحضور القداس وأنه يتمنى أن يموت شهيد، معلقا"مش أنا بس ده كل المسيحين كده"، مشيرا إلى أنه جاء للكنيسة بصحبة أسرته كاملة متمنيا أن يعيد الله الأعوام على مصر بالخير قائلا"تحيا مصر".
وتمنت سامية إسكندري عوض مدير عام في الجمارك، ألا يكون هناك تأثير للأحداث التي وقعت في الفترة الأخيرة على مصر وعلى الاحتفالات، مؤكدة أنها لم تشعر بخوف أو تردد للمجيء للقداس، معلقة"لو حصل أي تفجير أحنا بنرحب بالاستشهاد ياريت طبعا" وتابعت"أحنا بنصلي لأجل الناس اللي عملت الحوادث إن ربنا يسامحها وينور بصيرتها".
وأشارت إلى التشديدات الأمنية حول الكنيسة والتي شملت تفتيش ذاتي معلقة"دي حاجة ما تزعلش حد"، مؤكدة أن التأمينات جيدة إلا أنها ليست هي السبب الأساسي في شعورها بالأمان، وأنها تشعر بالأمان في أي وضع من الأوضاع.