انتقد سيغمار غابرييل، زعيم حزب الاشتراكيين الديمقراطيين (يسار وسط)، ونائب المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، اليوم السبت، سياسة الأخيرة بشدة المتعلقة بالاتحاد الأوروبي، محذرا من انهيار الاتحاد إذا استمرت سياسة التقشف. وفي مقابلة مع مجلة "دير شبيجل" الألمانية، قال غابرييل، الذي يشارك حزبه في الائتلاف الحاكم، إن "الجهود المضنية التي تبذلها دولاً مثل فرنسا وإيطاليا لتقليل العجز في موازنتها العامة تحمل في طياتها مخاطر سياسية". ولفت إلى أن إصرار برلين علي التقشف كحل لأزمات منطقة اليورو، جعل أوروبا أكثر انقساما من أي وقت مضي. وتابع: "سبق أن قلت للمستشارة، ما هو الأكثر تكلفة لألمانيا، أن نسمح لفرنسا بأن يكون العجز في موازنتها أكثر نصف بالمئة، أو أن تصبح ماري لوبان (زعيمة الجبهة الوطنية بفرنسا/يمينية متطرفة) رئيسة؟"، في إشارة إلى أن السياسة الألمانية الحالية في الاتحاد الأوروبي، قد تشجع على صعود اليمين المتطرف. ومضي قائلا: "حتي اليوم، مازلت المستشارة مدينة لي بإجابة علي هذا السؤال". ومؤخرا، قالت تقارير صحفية ألمانية، إن غابرييل الذي يركز حزبه علي الاستثمار، بدلا من الانضباط المالي (التقشف)، لتحقيق الرفاهية الاقتصادية، سيكون منافسا لميركل علي منصب المستشار في الانتخابات التشريعية المقررة في سبتمبر المقبل. وفي السياق، حذر غابرييل من أن الاتحاد الأوروبي يمكن أن ينهار إذا استمرت سياسة التقشف التي بدأت في السنوات القليلة الماضية. وتابع: "لدينا ناخبين مسيسين لأقصي درجة، ويريدون إجابات للأسئلة المتعلقة بالمستقبل، وهذه نقطة انطلاق الاشتراكيين الديمقراطيين" في الانتخابات المقبلة. وعبر غابرييل عن رغبته في تفادي تشكيل ائتلاف موسع بين اليمين واليسار عقب الانتخابات المقبلة، قائلا: "سنفعل كل ما بأيدينا لمنع ذلك". إلا أنه عاد وقال إن "مثل هذا التحالف غير مستبعد نهائيا؛ لأنه قد يكون الطريق الوحيد أمام الاشتراكيين الديمقراطيين لتكوين أغلبية في البوندستاج (البرلمان)". وتقود ميركل منذ 2013، ائتلاف حاكما موسعا يضم حزبها الديقراطي المسيحي (يمين وسط)، والاتحاد الاجتماعي المسيحي (يمين وسط)، والاشتراكيين الديمقراطيين (يسار وسط). ويري مراقبون أن تحالف يساري يضم الاشتراكيين الديمقراطيين وحزبي الخضر واليسار، يمكن أن يكون بديلا عن الائتلاف الحاكم حاليا، أو ائتلاف بين أحزاب يمين الوسط. فيما يذهب البعض إلى أن الاشتراكيين الديمقراطيين يمكن أن يسعوا للتحالف مع الحزب الليبرالي الحر (يمين وسط)، و"الخضر" لتشكيل ائتلاف حاكم أقل يسارية. وقبل أيام، أظهر استطلاع ألماني أنه إذا أجريت انتخابات مباشرة لاختيار المستشار الألماني، فإن ميركل ستحصد 52% من أصوات الناخبين، بفارق كبير عن رئيس حزب الاشتراكيين الديمقراطيين، الذي توقفت نسبة تأييده عند 13% من الناخبين.