رفسنجاني.. ورحل رمز التيار الإصلاحي في إيران

الرئيس الإيراني الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني

توفي الرئيس الإيراني الأسبق، علي أكبر هاشمي رفسنجاني، إثر إصابته بأزمة قلبية، الأحد، عن عمر يناهز 82 عاماً.

 

وبرحيل رفسنجاني، يفقد التيار الإصلاحي في إيران أحد أبرز رموزه، ويفقد الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي يعد نفسه للترشح لفترة رئاسية ثانية في مايو المقبل، حليفاً قوياً.

 

وعلى مدار تاريخه السياسي، الذي استمر 56 عاماً، شغل رفسنجاني مختلف المناصب، وصولاً لمنصب رئيس الجمهور لدورتين متتاليتين بين العامين 1989 و1997.

 

وكان لرفسنجاني مواقف وتصريحات هامة، أبرزها رفضه شتم الصحابة، وتأكيده أن "تنسيق الجهود بين تركيا وإيران بإمكانه أن يحلَّ مشاكل المنطقة".

 

ولد رفسنجاني في 25 أغسطس 1934، في قریة بهرمان، في ضواحي مدینة رفسنجان، بمحافظة كرمان جنوب شرقي إیران.

 

بدأ دراسته في مدرسة دینیة محلیة، ثم غادر قریته في عمر 14 لمتابعة تعلیمه الدیني في مدینة قم الإيرانية.

 

بدأ نشاطه السیاسي وهو في عمر 27، وبالتحديد عام 1961، إذ كان من أتباع الإمام الخميني مؤسس الثورة الإيرانية، ومن معارضي سياسة شاه إيران، محمد رضا بهلوي.

 

وبعد نفي الخميني في 1962، تولی رفسنجاني إدارة القوى المؤیدة له في إیران.

 

اعتقل رفسنجاني من قبل جهاز الاستخبارات التابع لنظام بهلوي بسبب نشاطه السیاسي، 7 مرات، وأمضى 4 سنوات و5 أشهر في السجن.

 

وبعد عودة الخميني إلى إيران عام 1979، أصبح رفسنجاني أحد مساعديه المقربين، إذ تولى منصب رئیس البرلمان بین عامي 1980 و1989، ليكون أول رئيس للبرلمان الإيراني، وفي الأعوام الأخيرة من الحرب العراقیة الإیرانیة التي انتهت عام 1988، عینه الخمیني قائما بأعمال قائد القوات المسلحة.

 

كما انتخب رفسنجاني رئیساً لإیران لفترتین رئاسیتین متتالیتین (من 3 أغسطس سنة 1989م إلي 2 أغسطس1997م).

 

وتميزت رئاسته، بجهود إعادة بناء ما خلفته الحرب العراقية الإيرانية، وبمحاولات حذرة للإصلاح وتوجه لترميم علاقات بلاده مع الدول العربية، وتوجت تلك الجهود بتحسن علاقات بلاده مع السعودية بشكل كبير.

 

وترشح رفسنجاني للانتخابات الرئاسية عام 2005، ولكنه خسر أمام محمود أحمدي نجاد، ثم انتخب عام 2007 في مجلس الخبراء، وهي هيئة تختار المرشد الأعلى.

 

وترأس رفسنجاني هذه الهيئة، بالموازاة مع رئاسته لمجلس تشخيص مصلحة النظام، وهو مؤسسة مختصة بحل النزاعات بين البرلمان ومجلس صيانة الدستور.

 

وتعرض الراحل وعائلته تدريجيا لمحاولات عزل من المشهد السياسي على خلفية انتقاده الدائم لنجاد.

 

وجرى عزل رجل الدين الإيراني الإصلاحي، صيف 2009 من منصبه كإمام لصلاة الجمعة بطهران، وفي مارس2011 فقد منصبه رئيسا لمجلس الخبراء، في حين ظل يشغل منصب رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام.

 

وتعرض أفراد من عائلة رفسنجاني، من بينهم ابنته فائزة، إلى الاعتقال في فترة حكم أحمدي نجادي.

 

ورغم خسارته في الانتخابات الرئاسية عام 2005 ، لم يفقد عزمه للتطلع إلى عهدة ثالثة، إلا أن مجلس صيانة الدستور رفض ترشح رفسنجاني للانتخابات الرئاسية التي أجريت يوم 14 يونيو 2013، الأمر الذي أثار انتقادات غربية.

 

وفي السنوات الأخيرة ، لعب دورا بارزا في الحركة الإصلاحية في إيران.

 

ولعب رفسنجاني دورا بارزا في انتخاب الاصلاحي، محمد خاتمي، رئيسا لإيران خلفا له من عام 1997 الى عام 2005.

 

كما دعم ترشح الاصلاحي، حسن روحاني في انتخابات 2013.

 

وكان لرفسنجاني العديد من المواقف والتصريحات البارزة في قضايا مختلفة، ففي نوفمبر 2014 انتقد شتم صحابة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، والاحتفال بمقتل الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، مشيرا إلى أن "ذلك قاد إلى نشوء تنظيمي القاعدة وداعش".

 

وفي تصريح له في 19 أغسطس 2015 ، أكد أن "تنسيق الجهود بين تركيا وإيران بإمكانه أن يحلَّ مشاكل المنطقة، وعلى رأسها سوريا والعراق وفلسطين".

 

واعتبر أنه لا سبب یدعو للتنافس بین إیران وترکیا في القضایا الإقلیمیة، "فالتجربة تقول إنَّ التعاون بین البلدین من شأنه أن یؤدي لتعزیز واستمرار الأمن الداخلي فيهما، والخلاف في وجهات النظر بیننا في مختلف القضایا أمر طبیعي".

 

على الصعيد الداخلي، كان لرفسنجاني موقف من "ولاية الفقيه"، حيث قال في فبراير 2015 ، إن "إدارة مؤسسة ولاية الفقيه، من قبل مجلس بدل شخص واحد، ملائم أكثر".

 

وكان رفسنجاني يرى أن هناك "بعض الأخطاء ارتكبت في الناحية التطبيقية منذ انطلاق الثورة في إيران".

مقالات متعلقة