نازحو الموصل.. عراقيون مزقتهم الحروب

معاناة النازحين في العراق مستمرة

 

لم تنته فصول معاناة 150 ألف نازح هربوا من لهيب الحرب بين القوات العراقية وداعش في الموصل بتغيير المكان ولا الزمان، حيث تستمر معاناتهم مع نقص احتياجاتهم الأساسية مع انخفاض درجات الحرارة، فلا هم عاشوا الأمان في مناطقهم ولا ذاقوا الهناء بنزوحهم.

  

ومنذ نحو أكثر من 70 يوما يشهد العراق حملة عسكرية كثيفة تستهدف إنهاء سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على مناطق بينها الموصل التي يسيطر عليها التنظيم منذ نحو عامين، ويشارك في هذه الحملة 45 ألفًا من الجيش والشرطة العراقية، مدعومين بـ"الحشد الشعبي"، وفصائل مسلحة أخرى، فضلاً عن دعم جوي من تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة.

 

وأعلن وزير الهجرة العراقي جاسم محمد الجاف أن عدد النازحين من الأقضية والنواحي والقرى التابعة لمحافظة نينوى بلغ 150 ألف شخص، منذ انطلاق الحملة العسكرية لتحريرها في 17 أكتوبر الماضي.

 

تزايد النزوح

 

وأكد رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في العراق، توماس لوثر فايس، أن النزوح في العراق يواصل الارتفاع، وأن النازحين بحاجة إلى دعم شامل بالتعاون مع فريق الأمم المتحدة والشركاء في العمل الإنساني والحكومة المحلية والجهات المانحة.

 

وأضاف في تصريحات صحفية أن النزوح المتواصل والحالي يتطلب اهتماماً فورياً، لافتاً إلى أن التمويل والإمدادات غير كافية لتقديم المساعدة المرجوة للأعداد الهائلة من النازحين العراقيين.

 

وخصصت الحكومة العراقية، بمساندة منظمة الأمم المتحدة، مخيمات لإيواء النازحين عند أطراف الموصل، في الإقليم الكردي ومحافظة صلاح الدين (شمال)، ويشكو نازحون ومنظمات حقوقية محلية ودولية من تردي أوضاع المخيمات وسوء التغذية وانتشار عدد من الأمراض.

 

انخفاض المخصصات

 

لكن جمعية الهلال الأحمر نقول إن 40% من إجمالي النازحين يعيشون تحت خط الفقر، بينما يشير مسؤولون إلى انخفاض المخصصات المالية لدعم النازحين، البالغة في موازنة العام المقبل 3 مليارات دولار مناصفة مع رواتب "الحشد الشعبي" (مليشيا شيعية موالية للحكومة).

 

وبحسب وزارة التخطيط العراقية فإن4 من كل 10 نازحين يعيشون تحت خط الفقر (105 آلاف دينار شهريا أي نحو 95 دولارا، وربما يضاف هؤلاء إلى عدد الفقراء في العراق الذي يتجاوز ثمانية ملايين، أي ما يعادل حوالي 25% من سكان البلد البالغ عددهم 36 مليون نسمة، حسب إحصاء لوزارة التجارة".

 

ومقابل النسبة الضئيلة المخصصة للنازحين، "خصصت موازنة 2017 بالعراق 23% للإنفاق على شؤون الدفاع من شراء أسلحة وعتاد عسكري، والوفاء بالتزامات العراق تجاه عقود التسليح مع الولايات المتحدة الأميركية والصين.

 

وأمام الإعلان عن مساعدات ضخمة من مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، إضافة لما تعلنه الحكومة العراقية من وعود بالمليارات لحل مشاكل النازحين، يتحدث ناشطون عن عدم وجود تغير ملموس يعكس تلك التصريحات.

 

وضع سيئ

 

بدوره قال الناشط الحقوقي العراقي ليث نجم: إن الأرقام الرسمية المنشورة بخصوص النازحين بالموصل غير دقيقة وذلك لأن الأعداد تخطت الـ150 ألف، لافتاً أن الحكومة هي المسؤولة عن تزايد أعداد النازحين بسبب القصف العشوائي الذي يتم من قبل المليشيات لمناطق يتواجد بها المدنيين.

 

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن النازحين يعانون كثيراً فلا هم بقوا في أماكنهم ولا هم وجدوا في النزوح الأمان، مؤكداً أن الوضع الإنساني للنازحين سيئ للغاية.

 

وأوضح أن المعاناة تتفاقم تزامنًا مع انخفاض درجات الحرارة بالبرد القارس في المخيمات، مشيراً إلى أنه ربما تكون المشكلة ليست في نقص الاحتياجات أكثر من صعوبة خروجهم من المخيم بعد تحرير مناطقهم في الموصل بالتحديد الجانب الأيسر.

 

فساد حكومي

 

 فيما قالت الإعلامية العراقية نداء الكناني، إن هناك تباطؤا ملحوظا من الحكومة العراقية في توفير أبسط الإمكانيات للتقليل من معاناة النازحين، وهذا كان ظاهرا جيدا في فترة الصيف في معارك أخرى وكذلك في الشتاء من كل موسم.

 

وطالبت في تصريحات لـ"مصر العربية" الحكومة العراقية بضرورة تجهيز مخيمات وكرفانات لحماية الآلاف من المدنيين الذين لا ناقة لهم ولا جمل.

 

وأكّدت أنّ عدم تنفيذ ما تفرضها الحكومة على نفسها من مسؤوليات تجاه النازحين هو بسبب الفساد المستشري في جميع مؤسسات الدولة، وأشارت إلى أن الفساد أخطر من داعش على الدولة العراقية.

 

مقالات متعلقة