يُعد معرض القاهرة الدولي للكتاب موسما ثقافيا ينتظره كل مهتم بالقراءة من العام للآخر، وتواجه الدورة الـ48 تحديا كبيرا، وذلك إثر ارتفاع الأسعار وأزمة الدولار التي ضربت مصر مؤخرًا، على جميع نواحي الحياة في مصر، لتطول الكتاب وتكلفة إنتاجه، وهو ما بروز مشاكل المعرض قبل بدايته، والمقرر انطلاقه في الفترة من 26 يناير حتى 10 فبراير 2017.
ما بين التوقع بوجود حالة كساد في المعرض، والبحث عن بدائل وحلول، والأمل في التخفيضات، واعتذار دور النشر العربية، والفاعليات الثقافية والفنية الجذابة، تدُار التوقعات والتكهنات حول المعرض قبل أيام من بدايته، وهو ما نرصده في هذا التقرير.
فقال الناشر عادل المصرى، رئيس اتحاد الناشرين المصريين، إن محاوﻻت الناشرين لمواجهة الأزمة تتمحور حول محاوﻻتهم تقليل المكاسب الربحية، على أن تكون الأسعار بشكل يغطي مصاريف إنتاج الكتاب.
وأعرب المصري في تصريح خاص لـ"مصر العربية" عن غضبه لرفض وزارة الثقافة تخفيض قيمة مشاركة الناشرين المصريين بالمعرض أسوة بالقرار لصالح الناشرين العرب دعمًا ومساهمة فى إنجاح المعرض، وذلك بسبب رفض وزارة التجارة والصناعة تخفيض الإيجار والذي يبلاغ 7 مليون جنيه.
وأوضح المصري أن الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة، وافق على عدم رفع قيمة الإيجار للمساحة المخصصة للناشريين المصرين، على أن يكون بنفس أسعار العام الماضى، وهو 400 جنيه للمتر، وتخفيض قيمة الإيجار للنشر العربى 20%، حتى يكون ذلك عامل جذب لهم، ورغم ذلك اعتذرت الكثير من دور النشر العرب عن المشاركة بسبب ارتفاع سعر الدوﻻر عن العام الماضي.
وأكد الناشر فتحي المزين، مدير دار ليان للنشر، في تصريح خاص لـ"مصر العربية"أن الزيادة التقليدية في زيادة أسعار الكتب والتي تبلغ 25% بناء على أسعار الطباعة، إذا طبقتها دور النشر ستؤدي إلى حالة كساد، مطالبًا دور النشر أن تكون الزيادة بسيطة حتى يقبل القارئ على شراء الكتب، وكي ﻻ تصب النتائج لصالح المزور.
وأوضح المزين، أن دار ليان سُتطلق مشروع جديد تحت عنوان "حلقة وصل للمثقفين" سيقدم الكتب بسعر مخفض، ولم يفصح عن أي تفاصيل عن المشروع، وذلك في إطار خطة الدار لمواجهة الأزمة.
وأشار مدير دار ليان للنشر إلى أن الدار لن ترفع الكتب على القارئ فأغلب الكتب ستكون بمبلغ 20 جنية فقط، وستوفر العبقريات للمؤلف عباس محمود العقاد بمبلغ ﻻ يتخطي 8 جنيه.
وتوقع الروائي مكاوي سعيد في تصريح خاص لـ"مصر العربية" بأنه لو ارتفعت أسعار الأجنحة بجانب ارتفاع أسعار الكتب، وسط ما يعانيه القارئ المصري من مشاكل مالية، سيؤدي إلى ضربة للمعرض، وأن المعرض لن يكون جيدًا بسبب قدرة المواطن أن يشتري الكتب.
وفي محاولة منه لمواجهة الأزمة أوضح الناشر حسن غراب، مالك دار غراب للنشر، في تصريح خاص لـ"مصر العربية" أنه سيحاول خلق توازن في السعر، وسيرفع نسبة الخصم للقراء، ﻷنه ﻻبد من مساعدة القراء في ظل موجة الغلاء.
وعلى الرغم من انتشار حالة الإحباط من الدورة المقبلة للمعرض أعرب هيثم الحاج علي، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، عن آماله بأن تكون الدورة القادمة من المعرض أكثر نجاحًا من العام الماضي.
وبعث الحاج علي برسالة طمأنة إلى رواد المعرض في تصريح خاص لـ"مصر العربية"، مشيرًا إلى أن مطبوعات وزارة الثقافة من الهيئة وقصور الثقافة وغيرها لن ترتفع الأسعار بنسبة كبيرة، وأنها سترتفع فقط بنسبة 10 إلى 15 %، مع وجود تخفيضات قد تصل إلى 70 و80 %.
جدير بالذكر أن الدورة الـ48 من معرض القاهرة الدولى للكتاب، تقام يوم 26 يناير المقبل، فى أرض المعارض بمدينة نصر، على أن يستمر حتى 10 فبراير 2017، على ان يكون الشاعر صلاح عبد الصبور شخصية المعرض، والمغرب ضيف الشرف.