أبدى رئيس الجمهورية اللبنانية، العماد ميشال عون، قلقه "من الإرهاب الذي يطال جميع الدول"، داعياً إلى توحيد الجهود للقضاء عليه.
وقال عون خلال استقباله وفداً نيابياً فرنسياً زاره برئاسة النائب تييري مارياني، اليوم الإثنين: "نحن قلقون على المستوى العالمي، لأن الإرهابيين لا يعترفون بالحدود، وأهدافهم تطال جميع الدول، وهم يريدون فرض شريعتهم على الجميع، إلا أنهم قبل أن يدركوا استحالة بلوغ أهدافهم، بصرف النظر عن قدرتهم على ذلك، فإنهم يلحقون الكثير من الاضرار".
وأضاف: "من هنا فإنه من واجب الجميع توحيد الجهود من أجل القضاء على الإرهاب، الذي هو العدو المشترك".
وأشار إلى إن "المسألة في غاية البساطة وتقتضي الإجابة عن سؤال واحد: ماذا نخسر إذا ربح الإرهاب؟ بالطبع لا نخسر الوجود المسيحي فحسب في الشرق، إنما سيكون الأمر أشمل ليصل إلى حد نهاية حضارة ومحو كل ما يقوم على أساس احترام الحق في الاختلاف والتنوع. ومن الضروري أن يكون الجميع على بينة من الأمر لأن الانفصام كان كبيراً بين ما تناقلته وسائل الإعلام والواقع".
الأزمة السورية
وتابع عون "نحن نتطلع إلى حل سياسي للأزمة السورية وعودة النازحين السوريين إلى ديارهم"، مشيراً إلى وجود مناطق آمنة في سوريا في الوقت الراهن "ومن المناسب إطلاق العمل على عودتهم منذ الآن".
واعتبر أن "العلاقات اللبنانية-الفرنسية تمتد إلى مئات السنوات ونحن نتشارك وفرنسا قيما عدة، كما أن كلا البلدين من ضفتي حوض المتوسط، والبحر يشكل بالنسبة إلينا وسيلة تواصل، وكلانا نريد العمل من أجل مواصلة هذه العلاقات وتوطيدها واغنائها، على الرغم من هيمنة واضحة لقوى عظمى".
وأعرب عن أمله في "إعادة احياء الحوار الأورو-متوسطي ضمن الواقع الحالي، وإعادة بناء ما تم تهديمه، وإعادة النظر في ما هو قائم راهنا وبناء مبادئ جديد للعلاقة".
لبنان والتصدي للإرهاب
واعتبر أن "عجلة الحياة السياسية في لبنان انطلقت بشكل جيد عقب انتهاء أزمة الشغور الرئاسي وتشكيل الحكومة الجديدة، آملاً في أن يستمر التحسن في مختلف القطاعات".
ورأى أن "لبنان نجح في تجنب انعكاسات الأزمة السورية عليه، على الرغم من بعض الآثار الجانبية خصوصاً مع بدايتها"، مؤكداً أن "لبنان يحفظ حدوده مع سوريا والقوى الأمنية تعمل على منع تسرب الإرهابيين إلى الداخل اللبناني". وأعلن أن "التدابير الاستباقية التي تقوم بها الأجهزة المختصة تحول دون قيام هؤلاء بتحقيق أهدافهم".