أكثر من 13 ألف برميل متفجر أسقطتها مروحيات الأسد على مناطق سيطرة المعارضة السورية العام الماضي (2016) خلفت آلاف القتلى والجرحى، غالبيتهم من المدنيين.
رأس النظام السوري "عاشق القتل" لم تفرق براميله الحارقة بين شيخ أو طفل أو امرأة، فالجميع ذاق مرارة الموت حتى وإن لم يمت.
الأسد منذ بدأت الثورة السورية اعتمد على "البراميل المتفجرة" كسلاح رئيسي في حربه على السوريين لأنه رخيص وفتاك، كما أنه سلاح بدائي ومخصص لقتل البشر وتدمير المدن فقط، إذ لا فائدة عسكرية له لأن البرميل المتفجر البدائي الذي يستخدمه النظام هو قذيفة عشوائية غير متحكم بها، وهذه القنابل البرميلية الفتاكة لا يمكن توجيهها أو التحكم بمسارها.
ففي المرحلة الأولى من استخدامه كانت مروحيات النظام ترمي براميلها من على ارتفاعات منخفضة، مما كان يحقق لها احتمالاً أكبر في إصابة الهدف. ولكن مع تصدي الثوار لهذه المروحيات وإسقاط عدد منها، عمد النظام إلى رمي براميله القاتلة من ارتفاعات أكبر تصل إلى 3000 متر، وهذا يجعل عملية إسقاط البراميل عشوائية تماماً.
المحامي والناشط الحقوقي السوري زياد الطائي قال إن عدد البراميل التي ألقاها الأسد بحق المدنيين تخطت الـ 13 ألف برميل، فالأسد ارتكب آلاف المجازر دون محاسبة.
وأوضح الطائي لـ"مصر العربية" أن المجتمع الدولي وثق جرائم حرب للأسد، ولم يستطع محاكمته جنائيا، "الجميع تخلوا عنا"، هكذا أحرق الأسد شعبه".
وأشار الطائي إلى أن ريف حلب وريف دمشق كانت أكثر المناطق التي أحرق الأسد سكانها ببراميله القاتلة، داعيا الأمم المتحدة للوقوف ومساعدة الشعب السوري.
بدوره قال العميد الركن زاهر الساكت، القائد الميداني بالجيش السوري الحر، وقائد المجلس العسكري الثوري في مدينة حلب في تصريحات سابقة لـ"مصر العربية" إن النظام ارتكب المجازر ضد المدنيين في حلب استخدم فيها كافة أنواع الأسلحة المحرمة وآلاف البراميل المتفجرة القاتلة، كلها ألقيت على رؤوس الأطفال والنساء.
من جهتها قالت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، إنها وثقت إسقاط مروحيات النظام في سوريا، قرابة 13 ألف برميل متفجر على مناطق المعارضة في العام الماضي 2016، ما تسبب في مقتل 635 مدنياً من بينهم نساء وأطفال.
وفي تقرير صدر عن الشبكة، بينت أنها أحصت ما لا يقل عن "12 ألفاً و958 برميلاً متفجراً في العام الماضي، فيما سجل ما لا يقل عن 648 برميلاً متفجراً في ديسمبر الماضي".
وبينت الشبكة أن "العدد الأكبر من البراميل كان في محافظة ريف دمشق، ثم حلب، تلتها حماة، وإدلب ثم درعا وحمص، في حين شهدَ نوفمبر الماضي العدد الأكبر من البراميل المتفجرة، بإسقاط 1946 براميلا".
وحسب التقرير، أدى القصف بالبراميل المتفجرة إلى "استشهاد 635 مدنياً، من بينهم 166 طفلاً، و86 سيدة"، بجانب ما تتسبب فيه من بث للرعب في نفوس الأهالي.
وفي نفس الإطار، أوضحت الشبكة أن "البراميل المتفجرة التي ألقاها طيران النظام في 2016، تسببت في تضرر ما لا يقل عن 97 مركزاً حيوياً مدنياً، منهم 23 من المراكز الحيوية الدينية، و12 من المراكز التربوية، و28 من المراكز الحيوية الطبية، و1 من المراكز الحيوية الثقافية، و3 من المربعات السكانية، و30 من البنى التحتية".
في السياق، كشف استطلاع ميداني للرأي -أجري بين اللاجئين في ألمانيا- أن السبب الرئيسي لمغادرتهم بلدهم هو البراميل المتفجرة التي تلقيها طائرات النظام وليس "عنف" تنظيم الدولة الإسلامية، وتمنى أكثرهم العودة لبلادهم بمجرد رحيل الرئيس بشار الأسد.
وأجرت الاستطلاع منظمة "تبنوا الثورة" المكونة من ناشطين ألمانيين وسوريين، وأشرف على الاستطلاع مركز "برلين للبحوث الاجتماعية"، وشمل تسعمئة لاجئ تم اختيارهم عشوائيا من القادمين حديثا إلى مراكز الاستقبال الأولية بخمس ولايات ألمانية.
ويذكر أن النظام يستعمل الفتيل كأداة لتفجير حشوة البرميل ولكن يبدو واضحاً أن هذا الفتيل يتم اختياره اعتباطياً دون دراسة الارتفاعات التي يتم إلقاء البرميل منها أو سرعة الرياح وسرعة الاشتعال ما يؤدي أحياناً لانفجار البرميل قبل أن يصل للأرض وأحيانا يتأخر فيرتطم بالأرض قبل أن ينتهي الفتيل ما يؤدي إلى تمزق البرميل وفي أحيان كثيرة لا ينفجر.
ولكن النظام، (ولسبب عصي على الفهم إنسانيا وعسكرياً)، لم يترك أسلوباً أو طريقة لمضاعفة التأثير المدمر لبراميله إلا واستخدمها، فهو يستخدم أحيانا خزانات الوقود، حيث يتم تزويد الخزان بعبوتين ناسفتين، عند انفجار الأولى تسمح للوقود بالخروج والامتزاج مع الأوكسجين والانتشار بالمكان المقصود ثم يأتي انفجار العبوة الثانية مما ينشأ عنه انفجاراً هائلاً وضغطاً كبيراً بحيث تدمر موجة التدمير المباني المحيطة وتقتل كل إنسان في المنطقة المستهدفة.