بعد 6 سنوات على 25 يناير .. هل انتصرت الثورة للفقراء؟

جانب من المائدة المستديرة لحزب الوسط

ست سنوات مرت على ثورة 25 يناير، التي أسقطت نظام الرئيس حسني مبارك (1981-2011)، إلا أن سياسيين رأوا أن التقييم ليس محله الآن، فمازالت بحسب وصفهم في مرحلة التعثر والقيام، مشبهين الوضع بالثورة الفرنسية (1789- 1799) التي استمرت لسنوات حتى حققت أهدافها.

 

في "مائدة مستديرة" بحزب الوسط، مساء أمس الإثنين، اتفق عدد من السياسيين على ارتكاب كل الأطراف السياسية، التي شاركت في الثورة أخطاء، مما تسبب في الإطاحة بهم لصالح من في السلطة حاليا، إلا أن قضية مشاركة الفقراء بالثورة كانت محل خلاف بينهم.

 

الدكتور مصطفي كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، رأى أن الثورة المصرية قامت على يد شباب الطبقة المتوسطة، الذين نالوا حظا وافرا من التعليم، وحملوا هم الفكرة، عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، كانت أبرزها صفحة "كلنا خالد سعيد" وحركات 6 إبريل، وشباب من أجل العدالة والحرية، وانضم لهم بعض الفقراء، فيما بعد إلا أن الغالبية كانت ﻷبناء الطبقة المتوسطة والأغنياء.

 

وأردف كامل السيد، في مداخلة له خلال المائدة المستديرة التي حملت عنوان "بعد مرور 6 سنوات.. ثورة 25 يناير ما لها وما عليها"، أن بعض الفقراء ممن تضرروا من قيام الثورة في يناير كانوا يقفون ضدها لأنها تسببت في إغلاق مصانعهم، ومحالهم التجارية، بسبب حالة الانفلات الأمني التي صاحبت الأحداث وقتها.

 

وأكد أن الشعارات التي رفعتها الثورة المصرية "عيش، حرية، عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية"، لم ينجح الثوار في تطبيق أي منها على أرض الواقع، بل انقلب الأمر وتفرقت جموع ميدان التحرير، ولم يتحقق من مطالبهم أي شيء، بل جاءت الأمور عكسية بسبب الأزمة الاقتصادية الواقعة حاليا بعدما أقدمت الحكومة على تحرير سعر الصرف للعملة المحلة مما تسبب في ارتفاع التضخم إلى 19.1%بحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

 

واتفق معه الدكتور حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الثورة لم يقم بها الفقراء، وأن أبناء الطبقة المتوسطة، هم من حملوا التغيير، إلا أن أنهم أخفقوا بسبب الأخطاء التي حدثت خلال السنوات الماضية.

 

ولفت حسني، إلى أن الثورة المصرية لم تفشل لكنها أخفقت، بسبب تبني كل طرف ممن شاركوا فيها لنزعة إقصائية للآخر، وما يسمه محاولة أسلمة الثورة، وسيطرت الإسلاميين عليها.

 

لكن المحامي اليساري خالد علي، المرشح الرئاسي السابق، هاجم وجهة النظر السابقة، مشيرا إلى أن الثورة نجحت بالفقراء، وأنها لم تكن لتنجح بدونهم.

 

وقال علي، إن الفقراء الذين تعرضوا للظلم على يد أفراد جهاز الشرطة، في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، هم من هاجموا مقرات وزارة الداخلية وأقسامها بالمحافظات، ولولا هم لاستطاعت الشرطة فض التظاهرات وفشلت الثورة في وقتها.

 

وأوضح أن النخبة اتهمت من هاجموا الأقسام وقتها بالسعى لسرقتها، مشيرا إلى أن مقرات الشرطة المصرية لا يوجد بها أى شيء يغري اللصوص على مهاجمتها، لكن من كان لهم مظلمة ذهب ليأخذها بيده.

 

واتهم الأطراف الثورية بتهميش الفقراء والمشاركة في ظلمهم بعد وصولهم للسلطة، مشيرا إلى أن حركات الاحتجاج العمالية، التي قادها الفقراء بدأت في مصر منذ العام 2006، واستمرت حتى التحمت في الثورة في شتاء 2011.

 

ونوه إلى أن أكبر الأخطاء التي وقعت فيها قوى الثورة بعد وصولها للحكم، هو اتهام الفقراء من أصحاب المصالح، بالسعي لتحقيق مطالب فئوية، مشيرا إلى أن الثورة قامت أصلا لنصرة الفقراء.

 

وبحسب علي، فإن الفقراء الذين وصل عددهم حاليا 27.8من أصل السكان بحسب آخر إحصاء رسمي، صدموا في الثوار الذين تعاموا معهم بنفس الطريقة التي كانت موجودة قبل ثورة يناير وبالتالي انفضوا عنهم.

 

 

مقالات متعلقة