شارك عشرات الآلاف من الإيرانيين في تشييع جنازة الرئيس السابق علي هاشمي رفسنجاني.
وأم صلاة الجنازة التي أقيمت في طهران المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي.
وكانت حشود المشيعين تهتف وهي تحمل صور الرئيس السابق، وقد ازدحموا في الشوارع بينما كان ينقل النعش إلى المنطقة التي دفن فيها آية الله خميني، مؤسس الثورة الإسلامية، حيث دفن رفسنجاني في ضريح خميني.
وكانت ولاية رفسنجاني في الرئاسة قد انتهت قبل عشرين عاما مضت، لكنه ظل شخصية مؤثرة في السياسة الإيرانية، وزعيما للإصلاحيين والمعتدلين.
وتوفي رفسنجاني في مستشفى الشهداء في العاصمة الإيرانية طهران الاحد عن عمر ناهز 82 عاما.
ويقول محللون إن جنازته تحولت إلى استعراض للقوة من جانب التيار الاصلاحي المعتدل في ايران، وهو التيار الذي كان ينظر إليه قدوة ودليلا في السنوات الأخيرة.
لكن شعبية رفسنجاني تتجاوز الإصلاحيين من حيث القوة، وتمثل ذلك في مشاركة التيار المتشدد بكثافة في تشييعه لإثبات أنه كان ينتمي إليه.
وتتوالى برقيات التعازي من أنحاء العالم، ومن بينها برقية بعثت بها وزارة الخارجية الأمريكية وصفت فيها الرئيس السابق بأنه "شخصية بارزة" في تاريخ الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وقالت الوزارة في رسالتها "نبعث بتعازينا لأسرته ومحبيه".
وبعث رئيس النظام السوري بشار الأسد بتعازيه، قائلا إن رفسنجاني اشتهر "بمواقفه الشجاعة والصريحة وبعمله الدؤوب في سبيل كرامة وحرية الشعب الإيراني".
وعبر وزير الخارجية التركي مولود قاوش اوغلو عن تعازيه في تغريدة قال فيها إنه "حزن حزنا عميقا" لوفاة رفسنجاني.
أما الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصرالله، فوصف رفسنجاني بأنه "رجل عظيم" و"داعم ومساند" للتشيع السياسي المعاصر في الشرق الأوسط. وقال إن وفاته تعد خسارة للعالم الإسلامي.
حداد
وأعلنت إيران الحداد لمدة 3 أيام حزنا على رفسنجاني الذي كان ينظر إليه على أنه من أعمدة الثورة الإسلامية، ولكنه تحول إلى داعية للإصلاح وقوة تجابه التيار المتشدد في إيران.
وقال الرئيس حسن روحاني مؤبنا رفسنجاني "لقد فقد الإسلام كنزا ثمينا، وفقدت إيران قائدا عسكريا فذا، وفقدت الثورة الإسلامية حامل راية شجاعا وفقد النظام الإسلامي حكيما نادرا."
وكانت القيادة الإيرانية السياسية والدينية قد حضرت الاثنين حفلا تأبينيا أقيم في حسينية جامران في طهران على روح الرئيس السابق. والحسينية المذكورة تديرها أسرة مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله خميني.
وقالت وكالة الإنباء الطلابية الإيرانية إن وفاة رفسنجاني كانت "خسارة كبرى للمعتدلين"، واصفة إياه بأنه "شيخ المعتدلين".
وكان رفسنجاني من أقوى المؤيدين لروحاني وأشد المساندين للاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع القوى الدولية الكبرى.
وشكر ابن رفسنجاني الأصغر ياسر، البالغ من العمر 46 عاما، من أبّنوا والده "لولائهم ولطفهم".
وقال "رأيت تعابير عن الحب لم أصدقها، إن صلوات الشعب لوالدي تريح قلوبنا".
لكن لم تكن ردود الفعل كلها إيجابية، فقد قالت مريم رجوي زعيمة الجناح السياسي لحركة مجاهدي خلق المعارضة إنها تأمل في أن تنهار الجمهورية الإسلامية بوفاة رفسنجاني. وقالت في بيان "مع موت علي أكبر هاشمي رفسنجاني، انهار أحد طودي الفاشية الإسلامية التي تحكم إيران ويقترب النظام بأسره من الانهيار".
ودُفن رفسنجاني إلى جانب الخميني في أغلى مقبرة في في العالم، وأكثرها مقاومة للزلازل، بما أنها قادرة على الصمود في وجه الزلازل الدورية التي تضرب طهران العاصمة، وأقيم مرقد الخميني لمواجهة زلزال يصل إلى 10 درجات على سلم ريختر من 10 درجات يضمها السلم. ويرقد الخميني ومريده تحت قبة هيكلها الصلب مطلي بالذهب، ووزنه 340 طن، ومحاطاً بأربع مآذن مطلية بالذهب أيضاً. وبشكل عام ورغم رفض السلطات الإفصاح عن قيمة المبالغ التي أنفقت منذ 30 سنة تقريباً على المرقد، إلا أن آخر الأرقام التي نُشرت تحدثت عن ملياري دولار، إلى غاية 1992. ولكن مؤسسة "جهاد البناء" التابعة للحرس الثوري، أنفقت عشرات مليارات التومانات الإيرانية في منتصف التسعينات، على المنطقة التي تضم مساحة مسقوفة تمتد على 600 ألف متر مربع، وطولها كيلومتر واحد، وعرضها نصف كيلومتر، لتحويل المكان إلى منطقة سياحية متكاملة داخل مقبرة بهشت زهراء، تضم أسواقاً تجاريةً، وفنادق من فئة خمس نجوم، ومرافق ومحلات تجارية مختلفة.