تعيين دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي المنتخب صهره جاريد كوشنر، ضمن كبار مستشاريه في البيت الأبيض، يزيد من الشبهات التي تحوم حول تورط الإدارة الجديدة في صراع المصالح والمحسوبية.
هكذا علقت صحيفة "جارديان" البريطانية على القرار الذي اتخذه ترامب أمس الاثنين بتعيين كوشنر، زوج ابنته الوحيدة إيفانكا، ضمن أكبر مستشاريه في البيت الأبيض.
وقالت الصحيفة إن كوشنر ظل، ولشهور عديدة، بمثابة أذن ترامب في دور غير رسمي كان يؤديه مع أبناء ترامب الثلاثة. وذكر فريق ترامب الانتقالي في بيان أن كوشنر " شكل فريقا قويًا من القيادات" مع رينس بريباس الذي اختاره ترامب في منصب رئيس موظفي البيت الأبيض، وستيف بانون، كبير الخبراء الاستراتيجيين لـ ترامب.
وسيكون كوشنر، 36 عاما، بحاجة إلى إثبات أنه لا يخالف القانون الفيدرالي الذي يحارب المحسوبية. فالقانون الصادر في العام 1967 بعدما عين الرئيس الأمريكي الراحل جون إف. كينيدي شقيقه روبرت في منصب المحامي العام، يحظر على أي مسؤول فيدرالي تعيين أفراد من عائلته في هيئة أو مكتب يترأسه هو شخصيا.
ومع ذلك، يتخلل هذا القانون عدة ثغرات. فخبراء السلوكيات يقولون إنّه بمقدور كوشنر أن يحتفظ لنفسه بدور غير رسمي فنيًا، على سبيل المثال، في منصب استشاري، من أجل الالتفاف على القانون.
وأشار فريق ترامب الانتقالي إلى أنّ جاريد كوشنر قد اختار التنازل عن تقاضي راتبه أثناء شغله المنصب في الإدارة الأمريكية الجديدة.
ويرى محامو كوشنر أن البيت الأبيض ليس وكالة أو هيئة من الناحية الفنية، ولذا فلن تسري قواعد المحسوبية على أي من ترامب أو صهره.
وأكدت "ويلمرهيل"، شركة المحاماة التي تتعامل مع كوشنر في بيان: "كوشنر ملتزم بالتقيد بالقوانين الأخلاقية والسلوكية الفيدرالية، ونحن بصدد التشاور مع مكتب السلوكيات الحكومي إزاء الخطوات التي ينبغي عليه اتخاذها بهذا الصدد".
كان بيان صادر عن ترامب قد قال إن كوشنر "نجح بشكل هائل في الأعمال كما في السياسة"، مؤكداً أن "جاريد كان ذا قيمة هائلة ومستشارا موثوقاً به طوال الحملة والمرحلة الانتقالية وأنا فخور بأنه سيتولى دوراً قيادياً في إدارتي".
وأضاف البيان: "سيكون ذا قيمة هائلة في فريقي لإطلاق ووضع برنامجي الطموح موضع التنفيذ".
وكان كوشنر وهو زوج ابنة ترامب ايفانكا قد لعب دورا كبيرا من وراء الكواليس في حملة ترامب الانتخابية. ويعمل كوشنر في مجال التطوير العقاري وله أعمال تجارية متعددة أخرى.
ولن تشغل إيفانكا، زوجة كوشنر، والتي كانت أيضًا مستشارة مقربة لترمب- أي دور في البيت الأبيض، لكنها ستركز على شؤون أسرتها في واشنطن.
وسيجري كل من ترمب وابنته تصفيات لمحافظهما المالية المتنوعة، بينما يستعدان للانتقال من نيويورك إلى واشنطن، وسيواجهان حتمًا تساؤلات بشأن تضارب محتمل في المصالح.
وتعهد الرئيس المقبل بإعادة صياغة اتفاقيات التجارة الدولية لتكون في مصلحة الولايات المتحدة بشكل أكبر، وبأن يتبنى موقفًا مؤيدًا لـ إسرائيل، إذ تعهد بنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.
لمطالعة النص الأصلي