اتفق سياسيون وخبراء على أن أزمة جزيرتي تيران وصنافير، التى أثيرت بعد توقيع الحكومة ﻹتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع السعودية إبريل الماضي، أثرت بالسلب على شعبية نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، خصوصا بعد صدور حكم من محكمة القضاء الإداري بمصرية الجزر وبطلان الإتفاقية.
وقال الدكتور سعيد اللاوندي، الخبير بمركز الأهرام للدرسات الاستراتيجية ، إن الأزمة بالفعل أثرت على شعبية الرئيس السيسي التى كانت كبيرة نسبيا قبل الأزمة، بسبب انقسام الرآى العام الداخلي لمجموعتين.
وأضاف اللاوندي لـ"مصر العربية" أنه إذا كان هناك قطاع كبير ربما يصل لنصف المجتمع يصدق الرواية الرسمية، التى قالها الرئيس السيسي، ورموز نظامه، بأن الجزر سعودية، فإن هناك قطاع كبير أيضا ربما يصل لنصف المجتمع رافض هذه الرواية ويرى أنها مصرية.
وأوضح اللاوندي، أن الرافضين للاتفاقية يعتمدون على أن الجزر سقط عليها جنود مصريون دفاعا عن ترابها، ويرفضون تصديق الرواية الرسمية.
وأشار إلى أن هذه الأزمة ربما تؤثر على شعبية السيسي مستقبلا لو تم حلحلتها وتفسيرها بأن النظام السياسي الحالي وافق على بيع جزء من الأرض المصرية.
وفي السياق ذاته قال الدكتور حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية، إن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية التى وقعتها الحكومة في إبريل الماضي، مع المملكة العربية السعودية، هي أكبر الأزمات السياسية التى وقع فيها نظام الرئيس السيسي.
وأكد حسني لـ"مصر العربية" أن أزمة تيران وصنافير ستتسبب في التأثير على شعبية الرئيس السيسي، وشرعية نظامه خلال الفترة المقبلة، قائلا" لا أعرف كيف وقعت هذه السلطة في هذا الخطأ".
وأوضح أن قضية الجزيرتين سلبيتان للنظام ﻷنه متهم فيها بالتخلي عن الأرض، فبدلا من أن يحافظ الرئيس القادم من الجيش على أرض الوطن، أصبح الآن متهما بالتنازل عنها.
وأضاف أن القضية لها تأثير معنوي كبير على السلطة السياسية الحالية، متوقعا أن تظهر تأثيراتها خلال منافسة السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، متوقعا أن يحدث تفاعلات أخرى خلال الفترة الباقية على الانتخابات الرئاسية.
وأوضح أن منافسة السيسي ممكنة في الجولة الرئاسية المقبلة بسبب أخطائه، مشيرا إلى أنه يصعب توقع ما سيحدث في الفترة المقبلة.
واتفق السفير معصوم مرزوق، عضو الحملة الشعبية للدفاع عن الأرض، وعضو هيئة الدفاع عن الجزر، مع سابقيه مشيرا إ`لى أن القضية كانت صادمة لبعض مؤيدي الرئيس السيسي، الذين كانوا يصدقون النظام في وعوده بإصلاح الأحوال بعد سنتين أو بعد 6 أشهر كما يقول الرئيس إلا أن أزمة تيران وصنافير كانت الفيصل بالنسبة لهم.
وقال إن الاتفاقية أثرت سلبا على شعبية النظام السياسي الحالي، ﻷن الأرض عزيزة على المصريين على مر التاريخ.
وذهب مرزوق في حديثه لـ"مصر العربية" لما ذكره الجغرافي الراحل جمال حمدان، في بعض مؤلفاته بأن الشعب المصري يتمتع بطبيعة ديمغرافية لا تتغير على مدار التاريخ وظل محافظا على الرقعة الجغرافية الخاصة به، ولم تتغير.
ولفت إلى أن ميزة المصريين أن جيناتهم الوراثية، ومورثاته تقدس الأرض، ولا تقبل المساس بها.
وأشار إلى أن إحدى الصحف التى طرحت استبيانا حول تبيعة الجزر ولم ترفعه طوال الثمانية أشهر الماضية، وتظل نتائج الاستفتاء حتى الآن 80% من المتابعين يقولون بأنها صمرية و20% فقط من يقولون بغير ذلك.