قال الرئيس اللبناني ميشال عون، اليوم الأربعاء، إن علاقات بلاده مع السعودية تتحسن بعد توترات مرتبطة بالتنافس الإقليمي بين السعودية وإيران أدت إلى إلغاء الرياض لمساعدات عسكرية بقيمة ثلاثة مليارات دولار لبيروت العام الماضي.
وزار عون المتحالف مع جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران السعودية هذا الأسبوع في محاولة لتحسين العلاقات مع المملكة السنية التي عادة ما تدعم خصوم حزب الله في لبنان.
وألغت السعودية المساعدات العسكرية في فبراير من العام الماضي عندما لم تنضم الحكومة اللبنانية إلى حكومات عربية أخرى في إدانة هجمات متظاهرين إيرانيين على البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران.
وحذرت المملكة كذلك الزوار السعوديين الأثرياء من السفر إلى لبنان مما حرم البلاد من عائد سياحي كبير.
وقال عون لصحيفة الشرق الأوسط السعودية في حديث نشر اليوم الأربعاء - بعد يوم من عقده محادثات مع الملك سلمان- إن السائحين السعوديين سيعودون قريبا إلى لبنان.
ورد على سؤال عما إذا كانت الزيارة قد فتحت صفحة جديدة في العلاقات مع السعودية قائلا "نعم. عندما تنجلي هذه المرحلة العابرة سنتأكد أنه لم تكن لها جذور لدى الشعب اللبناني".
وأضاف مشيرا إلى الحرب الأهلية الدائرة في سوريا المجاورة وهي أحد الصراعات في الشرق الأوسط التي تدعم فيها كل من السعودية وإيران أطرافا مختلفة "من البديهي أن تكون العلاقات طبيعية بغض النظر عن أي تباينات يمكن أن تنشأ ومن أي تباينات ظهرت سابقا في النظرة إلى الملف السوري".
وألقى الخلاف بظلاله كذلك على مصير نحو 750 ألف مواطن لبناني يقيمون ويعملون في السعودية وفي دول خليجية أخرى ويحولون ما بين سبعة وثمانية مليارات دولار سنويا لإعالة أسرهم في لبنان.
ورد على سؤال عن مصير المساعدات السعودية للجيش اللبناني قائلا إن وزيري دفاع البلدين سيبحثان هذا الأمر.
وقال عون الذي يزور قطر اليوم الأربعاء في المحطة الثانية ضمن أول جولة بالخارج يقوم بها منذ توليه الرئاسة في أكتوبر الماضي إن السعودية قررت بالفعل السماح للسياح بالعودة إلى لبنان وإن التفاصيل يجري بحثها بين الخبراء من الجانبين.
وفي محادثات مع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر من المتوقع أن يبحث الوفد اللبناني تسهيل إجراءات إصدار تأشيرات العمل للبنانيين.
ومن المتوقع أن يبحث عون كذلك مساعدة قطرية محتملة من أجل إطلاق سراح تسعة جنود لبنانيين مختطفين يعتقد أن تنظيم الدولة الإسلامية يحتجزهم.