أحمد مجاهد: وزارة الثقافة تحتاج لإعادة هيكلة.. وهذه «روشتة» لإصلاحها

أحمد مجاهد، الرئيس السابق للهيئة المصرية العامة للكتاب

اُنتدب ليتقلد العديد من المناصب فى وزارة الثقافة المصرية، فعين أمينًا عامًا للنشر بالهيئة العامة لقصور الثقافة في 2005، ثم اُنتدب للإشراف على المركز القومى لثقافـة الطفل حتى عام 2008، بعدها انتدب للإشراف على صندوق التنمية الثقافية، تلى ذلك انتدابه رئيسًا لمجلس إدارة الهيئة العامة لقصور الثقافة، ثم انتدابه رئيساً لمجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للكتاب، لتكن تلك اخر المناصب التي تقلدها داخل الوزارة ليعود إلى مكانه الأصلي وهو أستاذ النقد المسرحي بكلية الأداب جامعة عين سمش، إنه أحمد مجاهد، الرئيس السابق للهيئة المصرية للكتاب.

  مع اقتراب الدورة ال48 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، واختيار صلاح عبد الصبور شخصية العام، كان لمصر العربية حوارها مع مجاهد، وخاصة أنه من الدارسين لشخصية صلاح عبد الصبور.

 

وإلى نص الحوار...  

صاحب خروجك من الوزارة مشاكل مع عبد الواحد النبوي وزير الثقافة السابق، هل هناك تبعات للأزمة؟

موضوع ﻻ يستحق الذكر، موضوع أتفه من أن أتحدث فيه، وفي الأخر كل شخص أشتغل في وزارة الثقافة له إنجازاته التي سيذكرها الناس.

 

توليت العديد من المناصب داخل الوازاة هل عُرض عليك منصب جديد؟

داخل الوزارة ﻷ، وأنا حاليًا أغلب مجهودي للجامعة، وأنا خرجت من الوزارة مختلف مع عبد الواحد النبوي، وزير الثقافة السابق، والوضع لم يتغير حتى الآن، فعلاقتي بالوزارة كما هي، الوزارة لم ترى أني من الكفاءات التي ممكن أن يُستعان بها.

 

متى ممكن توافق على منصب جديد بالوزارة؟

أنا ابن الوزارة، ولدى قدرات ﻷني عملت في كل قطاعاتها تقريبًا، وﻻ أمانع من التعاون سواء بشكل رسمي أو ودي مع كل من يرى أني أهل للتعاون.

 

ما هي رؤيتك حول هيكلة وزارة الثقافة؟

بالتأكيد وزارة الثقافة تتطلب هيكلة، فعلى سبيل المثال المركز القومي للسينما والمسرح وثقافة الطفل ﻻ يتبعون جهة واحدة، هناك جهات تابعة للمجلس الأعلى للثقافة، وجهات تابعة لقطاع الانتاج، وهيئة قصور الثقافة بها الإدارة العامة للمواهب تعمل على الطفل، وفيها الإدارة العامة لثقافة الطفل، والقصور المتخصصة للطفل، لماذا كل ذلك، فالمسألة محتاجة إعادة هيكلة، والحرف التراثية مجرد قسم موجود في صندوق التنمية الثقافية، كيف نكون جمهورية مصر العربية وﻻ نستفيد من تسويق الحرف التراثية، وقصور الثقافة تنتج تحف من كل الأنواع من الحرف التقليدية وﻻ تستطيع بيعها ﻷن القانون يمنع ذلك، وصندوق التنيمة الثقافية ﻻ يمارس دوره في تسويق تلك المنتجات.

 

وما هو رأيك في أن 92% من ميزانية وزارة الثقافة تذهب للمرتبات؟

وزارة الثقافة ليست فقط التي تعاني من هذا الأمر، الموظفين يعملون في الدولة وﻻبد من توفير مرتبات لهم، والمسألة ليست في الأجور، المشكلة ماذا يفعل الموظفون لقاء هذا المرتبات، نحن بحاجة إلى إعادة تدريب وتأهيل، ﻷننا لدينا بطالة مقنعة في كل وزارت مصر، بالإضافة إلى أن الوزارة محتاجة أن تتبنى عدة مشروعات توفر لها تمويل ذاتي.

 

قدمت قراءة سيميولوجة للشاعر صلاح عبد الصبور ما هو سر اهتمامك به؟

ﻷنه من أفضل الناس الذين كتبوا المسرح الشعري في اللغة العربية، والسبب يرجع إلى أن النقلة التي حدثت ما بين الشعر العمودي وشعر التفعيلة ليست نقلة موسيقية فقط، ولكنها محاولة بالانتقال بالشعر العربي من الغنائية الخالصة إلى الدرامية من خلال السطر الشعري الذي يطول ويقصر، وصلاح عبد الصبور في المسرح كانت عينه على الدراما، ومجموعة من قصائده تشبه الأفكار الرئيسية التي تحولت لمسرحيات.

 

كيف ترى تناول المسرح لهذه الأعمال والاهتمام بها؟

هناك دراسات عديدة عن مسرح صلاح عبد الصبور في مصر والوطن العربي، وأعتقد أن مسرح عبد الصبور ﻻقى اهتمام من النقاد والمسرحيين وبعض شعره يقدم في أوربا، وأخص بالذكر مسرحية "مسافر ليل" على وجه التحديد، ﻷن بها أشكال مسرحية حديثة.

 

وما هو رأيك في اختياره شخصية العام بمعرض الكتاب؟

صلاح عبد الصبور شاعر كبير ومسرحي ومن رواد الشعر الحديث بالوطن العربي إلى جانب أنه أحد رؤساء الهيئة المصرية العامة للكتاب، وأدخل تطوير كبير بالهيئة، وظهرت مجلة "فصول" و"إبداع" في عهده، وبالتالي من المنطق أن يكون شخصية العام.

 

هناك عدد من دور النشر العربية اعتذرت عن المشاركة في الدورة القادمة من معرض القاهرة للكتاب، بجانب مخاوف دور النشر المصرية على إثر أزمة الدوﻻر كيف ترى الموقف؟

دور النشر العربية تدفع في المعارض العربية بالخارج أضعاف ما تدفعه في معرض القاهرة الدولي، ويجب على الناشريين المصريين أن يقفوا جانب مصر اقتصاديًا، الناشرين يكسبوا أموال كثيرة، والأموال التي تدفع في معرض القاهرة أقل من أي معرض وحجم المبيعات أكثر، وطبيعي أن يتخوف الناشرين من موجة ارتفاع الأسعار، ولكن من اعتاد أن يذهب للمعرض لشراء الكتب سيذهب.

 

وكيف ترى رفض وزارة التجارة والصناعة لمنح أرض المعارض لوزارة الثقافة بسعر مخفض؟

وزارة التجارة والصناعة مطالبة بتحقيق مكاسب، وكذلك أرض المعارض، وﻻبد أن يكون هناك توزان محكم وتخفيضات دون ظلم أي طرف من الأطراف.

 

وما هي توقعاتك للدورة القادمة من معرض الكتاب؟

ستكون دورة ناجحة وسيكون كل شيء متوفر لتدعيمها، وأتمنى أن يكون أنجح.

 

توليت منصب أمين عام للنشر بالهيئة العامة لقصور الثقافة.. كيف ترى وضع صناعة النشر وخاصة مع ارتفاع سعر الدوﻻر؟

النشر الورقي عمومًا يواجه مشاكل كثير لعدة أسباب مها الارتفاع المتوالي ﻷسعار الورق، وصعوبة التخزين، وكل هذه العوامل تدفعنا إلى النشر الإلكتروني بنفقات قليلة في النشر والتداول وسرعة التنفيذ، هناك دور نشر عالمية بدأت تتوجه للنشر الالكتروني، ولكنا مازلنا نفضل النشر الورقي.

 

ما هو تقييمك لوضع الثقافة في مصر؟

مصر لديها مشكلة وهي المفهوم الخاطيء بأن الثقافة هي الأدب والفن فقط، عندنا ثقافة علمية وثقافة تكنولوجية وهي مهملة وفي وزارة الثقافة ﻻ تعمل عليها.

جيوش المبدعين الموجودين في مصر ﻻ يوجد استفادة منهم، موظفين وزارة الثقافة ليسوا منتجي الثقافة ، كبار المبدعين من خارج الوزارة وﻻ نستفاد منهم، ممكن نستفاد منهم كمستشارين ثقافين خارج مصر وتوعية الناس وتنظيم ورش لهم، ولكننا لا نستفاد منهم على الشكل الأمثل.

 

هل ترى أن الثقافة مستغله بالشكل الأمثل للقيام بدورها في مواجهة أزمات الوطن؟

ﻻ داخل مصر وﻻ خارجها، فأين الحضور المكثف للقوى الناعمة في كل أنحاء مصر في المحافظات، مصر ليست القاهرة فقط، وفي خارج مصر لدينا مشكلة كبيرة، أين المستشارين المثقفين لمصر في الخارج كمان كان صلاح عبد الصبور مستشار ثقافي لمصر في الهند، وإذا طُبق هذا سيكون له أثر إيجابي في السياحة والسياسة كمان.

 

هل ترى أن الدولة ترعى الأدب والثقافة بالقدر المطلوب؟

العصور تغيرت، وزمان كان عصر الثقافة الموجهه نحن في عصر السموات المفتوحة، ومفهوم الرعاية ﻻبد أن يختلف، يجب أن تقدم الوزارة البنية الأساسية والدعم لكل المبدعين، وأن ﻻ تكون منتج للثقافة بقدر أن تقدم الدعم اللوجيستي لكل من يقدم الثقافة والفن في كل أنحاء مصر، والوزارة تقدم هذا الدعم في حدود رؤيتها.

مثلا ممكن أن تقدم الوزارة فاعلية كمهرجان مثلا "يفرقع" في الإعلام هذه سياسة ورؤية، ولكن إذا قدمت بنية رئيسة حتى لو لم يكن لها مردود إعلامي فهذا أمر أخر غير فعال.

 

أنت أستاذ في قسم النقد والدراما كيف ترى الحركة النقدية في الوقت الأخير؟

النقد المسرحي تحديدًا يشهد حركة جيدة، ولكن الحركة النقدية كي يكون لها مواكبة وإهتمام ﻻبد أن يكون لها مساحات ليس في المجلات النقدية فقط، ولكن في الصحف اليومية أيضًا، وفي الملاحق الثقافية الأسبوعية، وخاصة أنه كان يوجد صفحات أدبية مبهرة يشرف عليها أسماء كبار لم تعد موجودة في الوقت الحالي والموجود منها غير مفعل فيها النقد.

 

وما هو تقييمك لوضع المسرح في الوقت الحالي في ظل وجود عروض تحاول النهوض بالمسرح؟

أنا متفائل جدًا بالشباب، وخلال فترة عملي في قصور الثقافة شهدت كيف أن شباب المسرح يقدموا مسرح هائل بأموال رخيصة، وخرج منهم ناس حصلوا على جوائز، والمسرح يشهد تطوير يشهد كبير وخاصة في المسرح المستقل.

 

وعلى ذكر المسرح الخاص ما هو رأيك في نموذج مسرح مصر الذي يقدمه الفنان أشرف عبد الباقي؟

ﻻ تعليق، فأنا عندما ذكرت المسرح الخاص لا أقصد تلك النوعية من المسارح، ولكني أقصد التجارب الجادة المسرحية التي يقدمها الشباب خارج الإنتاج الضخم لمسارح الدولة.

 

بوفاة نهاد صليحة ..النقد خسر أحد القامات حدثنا عنها؟

النقد والمسرح والأكاديمة والطلبة الذين يدرسوا نقد مسرحي خسروا، ﻷن نهاد صليحة لم تكن أكاديمية تتعامل مع المسرح بالورقة والقلم ولكنها كانت عضو فاعل، وكانت تتكبد مشقة السفر في العديد من المحافظات لخدمة المسرح.

 

 

كنت من المدافعين عن أحمد ناجي، ما هو تعليقك على قضايا حرية التعبير؟

أنا لست مع أشخاص ولكني مع مباديء، أنا مع مبدأ حرية التعبير، وأنا أعمل عليها وفقًا لما يقوله القانون والدستور بصرف النظر عن اتفاقي أو اختلافي مع المضمون، وﻻ تعقيب على أحكام القضاء.

 

دائمًا ما تدعم زوجتك الفنانة مروة ناجي.. حدثنا عن هذا الأمر؟

مبسوط أني خارج الوزارة حتى ﻻ تُتهم مروة أنني كنت أسندها، أنا أدعمها كزوجتي وأم أوﻻدي، وهي أكثر إشراقًا وأنا خارج الوزارة.

 

استنكرت إلغاء سلسلة الأعمال الكاملة التى كنت ترأس تحريرها بهيئة الكتاب.. ما أخر تفاصيل هذا الموضوع؟

أنا أرى أنه ﻻبد أن يكون هناك استراتيجة وﻻ نكون عكس بعض، وأنا أرى في ذلك تخفف من الأعباء، وأنا منتظر حتى صدور الأعمال الكاملة لعبد الرحمن الأبنودي لأنها أمانة بيني وبينه ثم سأترك السلسة للهيئة تصنع ما تراه، ودكتور هيثم الحاج علي قال أن السلسة ستنشر الأعمال الموجود أولًا قبل الاستكمال، ولهم مطلق الحرية.

 

ما هي مشاريعك القادمة؟

أعمل على أكثر من مشروع، ولكن الكتاب الرئيسي عن نظرية "التلقي من خلال التطبيق على الشاعر محمود درويش".

 

 

مقالات متعلقة