قيادي في فتح: ليس أمامنا خيار سوى المصالحة مع حماس

قال القيادي في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، محمد أشتية، إنه ليس أمام حركته "خيارا سوى إنهاء الانقسام" الفلسطيني الداخلي، وتحقيق المصالحة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

 

ويسود الانقسام السياسي والجغرافي أراضي السلطة الفلسطينية، منذ منتصف يونيو 2007، في أعقاب سيطرة "حماس" على قطاع غزة، وسط خلافات بين "حماس" و"فتح"، أكبر فصيلين على الساحة الفلسطينية.

 

عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، محمد أشتية، أضاف، في مقابلة مع الأناضول، أن "حركة فتح اتخذت قرارا في مؤتمرها السابع، الذي انعقد الشهر الماضي، بتحقيق المصالحة".

 

أشتية تابع بقوله: "لم يعترض أي عضو في الحركة على قرار المصالحة، وعليه بادرت فتح إلى الدعوة لعقد دورة المجلس الوطني الفلسطيني (بمثابة برلمان منظمة التحرير الفلسطينية)"، مشددا على أنه "ليس أمامنا خيار سوى إنهاء الانقسام".

 

وفي ختام اجتماعاتها بالعاصمة اللبنانية بيروت، أمس، أعلنت اللجنة التحضرية للمجلس الوطني الفلسطيني أن "المجتمعين اتفقوا على تنفيذ اتفاقات وتفاهمات المصالحة الداخلية، ابتداء من تشكيل حكومة وحدة وطنية، تضطلع بممارسة مسؤولياتها في جميع أراضي السلطة الفلسطينية".

 

اللجنة، التي شاركت في اجتماعاتها الفصائل الفلسطينية؛ بما فيها "حماس" و"فتح"، دعت، في بيان، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، زعيم "فتح"، إلى "الشروع في مشاورات مع القوى السياسية لتشكيل حكومة وحدة وطنية".

 

إشادة بمشاركة "حماس"

 

القيادي في "فتح" شدد على صدق نوايا حركته تجاه المصالحة الفلسطينية بالقول إن الحركة "وجهت الدعوات إلى الفصائل كافة لحضور اجتماع اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني، وقد وافقت جميعا، بما فيها حركتا حماس والجهاد الإسلامي".

 

وعن مشاركة "حماس" في تلك الاجتماعات، اعتبر أشتية أنها "خطوة في الاتجاه الصحيح، وبداية جيدة لإنهاء الانقسام الفلسطيني، وتوحيد القيادة الفلسطينية".

 

آشتية مضى قائلا إن "حماس ممثلة بـ74 عضوا في المجلس الوطني الفلسطيني (من أصل 765 إجمالي عدد أعضاء الأخير) بنوابها في المجلس التشريعي (البرلمان)، وهي بوابتها لمنظمة التحرير".

 

وينص قانون المجلس الوطني الفلسطيني على أن أعضاء المجلس التشريعي هم أعضاء في المجلس، بشكل تلقائي.

 

كما أعرب عن أمله في أن "يثمر اجتماع اللجنة التحضيرية عن حضور كافة الفصائل الفلسطينية دورة المجلس الوطني القادم".

 

الفصل الأسود

 

رغم تعدد جولات المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس"، طيلة السنوات الماضية، لم تُكلّل جهود إنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي بالنجاح.

 

معلقا على هذا الوضع، قال القيادي في "فتح": "نعتقد أننا استنفدنا النقاش حول المصالحة، وحان موعد القرارات، لابد أن نختم هذا الفصل الأسود وفق اتفاقي القاهرة والدوحة (كلاهما عام 2012) تمهيدا لإجراء انتخابات شاملة".

 

آشتية تابع بقوله: "نريد لحماس أن يكون لها ممثلا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وهي مطالبة أن تكون عنصرا أساسيا في المنظمة".

 

ومتحدثا عن ضرورات المصالحة الفلسطينية الداخلية، قال إن "حجم التحديات التي ستواجهها القضية الفلسطينية كبير، إسرائيل تتحدث عن دولة في غزة، وعن ضم الضفة الغربية (إلى إسرائيل)، والإدارة الأمريكية القادمة ستنقل سفارتها إلى مدينة القدس، والعرب لديهم من المشاكل ما يكفيهم، لابد أن نرتقي ونحقق المصالحة لمواجهة التحديات".

 

وفي أكثر من مناسبة، أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، (يتولى السلطة يوم 20 يناير الجاري) أنه يعتزم نقل السفارة الإسرائيلية إلى القدس، وهي خطوة فضلت إدارات أمريكية متعاقبة تأجيلها، حرصا على علاقات واشنطن ومصالحها في المنطقة، ورغبة في تحقيق تقدم عبر المفاوضات.

 

الدعوة الروسية

 

وحول احتمال عقد لقاءات مع "حماس" قريبا بشأن المصالحة، أشار القيادي في "فتح" إلى أن الفصائل الفلسطينية تلقت دعوة من روسيا لحضور لقاء حول المصالحة الفلسطينية.

 

أشتية أوضح أن "فتح" رحبت بالدعوة الروسية، ومن المفترض أن يمثلها وفد برئاسة عضو اللجنة المركزية، عزام الأحمد، وعضوية عدد من أعضاء المجلس الثوري للحركة (يمثل اللجنة التشريعية).

 

وكانت وكالة "تاس" الروسية للأنباء أفادت بأن موسكو ستستضيف، منتصف الشهر الجاري، اجتماعا لممثلين عن حركتي "فتح" و"حماس".

 

مؤتمر باريس للسلام

 

وبشأن مفاوضات السلام الفلسطينية المتوقفة مع إسرائيل، دعا القيادي في "فتح" الاتحاد الأوروبي إلى تبني المبادرة الفرنسية للسلام من أجل "ضمان استمراريتها".

 

وتابع بالقول إن "فرنسا مقدمة على انتخابات رئاسية (خلال العام الجاري)، وسيكون لها رئيس جديد غير فرنسوا هولاند، الذي لم يرشح نفسه، لذلك نطالب الاتحاد الأوربي بتبني المبادرة لضمان استمراريتها، ولاحقا يمكن أن تأتي روسيا والإدارة الأمريكية".

 

أشتية مضى قائلا: "لا نريد مفاوضات ثنائية (مع إسرائيل)، بل مفاوضات متعددة الأطر لإنهاء الظلم"، كاشفا عن وجود "أفكار فلسطينية تطالب بعرض مخرجات مؤتمر باريس للسلام على مجلس الأمن الدولي لإصدار قرار جديد يتبنى تلك القرارات".

 

ومعبرا عن آمال تعلقها حركته، التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني، على المبادرة الفرنسية، أضاف: "نحن على نقاش متواصل مع الفرنسيين، لما لهذا المؤتمر من أهمية، وما يهمنا هو نجاح المؤتمر في وضع جدول زمني وآليات لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي".

 

رفض إسرائيلي

 

وحول رفض إسرائيل المشاركة في مؤتمر باريس، المقرر منتصف الشهر الجاري، اعتبر أشتية أن "إسرائيل تعزل نفسها، وتقف أمام الإرادة الدولية، وتريد أن تحارب العالم".

 

وأعلنت فرنسا اعتزامها عقد المؤتمر الدولي للسلام، منتصف الشهر الجاري، بمشاركة 70 دولة، للبحث في إعادة إطلاق المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية على أساس حل الدولتين.

 

وخلال اتصال هاتفي مه هولاند، اشترط رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن تلغى باريس هذا المؤتمر الدولي، كي يوافق على المشاركة في قمة ثلاثية يحضرها الرئيس عباس، وفق بيان للحكومة الإسرائيلية.

 

ومنذ أبريل 2014 والمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية متوقفة؛ بسبب رفض إسرائيل وقف الاستيطان، والقبول بحدود 1967 كأساس للتفاوض، والإفراج عن أسرى فلسطينيين قدماء في سجونها.

 

مقالات متعلقة