ذكر أحمد القرشي رئيس منظمة سياج لحماية الطفولة أن المنظمات الدولية والمحلية تبدد الكثير من أموالها في توفير الواقيات الذكرية والتوعية الجنسية بينما أطفال اليمن لايجدون الحليب، مفيدا بأن أغلب المساعدات الإنسانية تذهب إلى المتحاربين والأطراف المتنازعة.
وقال "القرشي" في مقابلة خاصة مع " مصر العربية " إنَّ عدد الأطفال الذين التحقو بالجماعات المسلحة خلال الفترة الأخيرة أو السنتين الأخيرتين تحديدا وصل لعشرة أضعاف ماكان عليه سابقا وهي نسبة كبيرة وخطيرة جدا فالأطفال يتركون الآن التعليم لينضموا لجبهات القتال ليعولوا أسرهم.
نص المقابلة
كم عدد الأطفال الذين سقطوا خلال الصراع المسلح؟
قرابة الألف طفل سقطوا قتلى ومصابين بسبب المواجهات المسلحة في اليمن والقصف الجوى الذي استهدف أماكن الكثيرة بما فيها مدارس وأماكن عامة وأسواق شعبية وغير ذلك سجون ومعتقلات وأماكن أعراس ومآتم.
للأسف الشديد الأطفال الضحية الأبرز لهذه الحرب كونهم يمثلون 61% من الشعب وللأسف دور المنظمات المدنية الوطنية محدود بشكل كبير في اليمن في ظل الحصار عليهم بسبب الوضع الراهن في اليمن حيث الفرز والتصنيف السياسي للمنظمات المدنية وعدم إتاحة الفرصة لها للعمل من جانب أطراف الصراع بشكل عام .
مالذي قدمته المنظمات الدولية والمحلية لأطفال اليمن؟
الصراع المسلح في اليمن يلعب دور في تحجيم دور المنظمات الوطنية بالذات وحتى المنظمات الدولية حيث أن كل طرف يسعى لإعطاء الفرصة للمنظمات أو الجمعيات المحسوبة عليه فقط بينما المنظمات المحسوبة على الأطراف الأخرى لايسمح لها بالعمل.
ولهذا أصبحت المنظمات المدنية غير قادرة على العمل في ظل تفاقم أعداد الأطفال الجائعين والمصابين والأطفال المرضى، بجانب تنامي ظاهرة التهرب من المدارس التي وصلت لنسبة 50% تقريبا مع غير القادرين على الالتحاق بالتعليم والتي كانت 28% ماقبل 2015 وهي نسبة كبيرة جدا تهدد تهدد مستقبل الأطفال.
كما أنها خطر على الوطن في الوضع الراهن لأنها تجعل هؤلاء الأطفال صيد سهل للجماعات المسلحة وللجريمة بشكل عام وهذا لايخدم الاستقرار والتنمية في المستقبل، وهو ما يترجم ارتفاع أعداد الأطفال الذين انضموا لجبهات القتال.
نحن نقدر في منظمة سياج أعداد الأطفال الذين التحقوا بالجماعات المسلحة خلال السنتين الأخيرتين بعشرة أضعاف ماكانت عليه سابقا وهذه نسبة كبيرة وخطيرة جدا
لماذا ارتفعت أعداد الأطفال المقاتلين لهذا العدد المخيف؟
بسبب انفلات الأمن وتحكم الجماعات المسلحة بمهام الدولة واتساع مساحات النزاع المسلح داخل اليمن فكانت النزاعات المسلحة تقريبا في عام 2013 تدور في ست محافظات بينما الآن يدور الصراع في 16-18 محافظة يمنية شهدت صراعا مباشرا.
أيضا هناك ارتفاع كبير في عدد المقاتلين الذين تعرضوا للقتل أو الإصابة وهذا زاد الطلب على المقاتيلن خاصة لو بتكلفة أقل وهذا غالبا مايكون ما يلبيه الأطفال والمراهقين.
وهناك ارتفاع كبير في عدد النازحين خلال عامي 2015-2016 مقدرة أعدادهم بأكثر من 3 ملايين نازح غالبيتهم من الأطفال، وكثير منهم فقدوا آباءهم وإخوتهم الذين كانوا يعولونهم فأصبحت المسؤولية على الأمهات والأطفال الذين يبحثون عن أي فرصة تحسن ظروف معيشتهم.
أين دور المنظمات الدولية وبرامجها للحد من تجنيد الأطفال؟ للأسف الشديد برامج المنظمات الدولية ما زال كثير منها يغرد بعيدًا عن السرب وأنا أقولها كمنظمة وطنية أن المنظمات الدولية تبدد الكثير من الأموال في برامج لا علاقة لها باحتياجات الوطن والفئات الضعيفة.
نحن ندعو المنظمات الدولية إلى إعادة النظر في سياستها باتجاه اليمنيين وعدم صرف ملايين الدولارات على الواقيات الذكرية والتوعية الجنسية بينما أطفال اليمن لايجدون الحليب.
ماهي الأسباب التي جعلت الأطفال عرضة للمجاعة؟
الحرب أول الاسباب لذلك ندعو إلى إيقاف الحرب وتفعيل السلام والتعايش وقبول الآخر بجانب أن غالبية المساعدات الإنسانية وجهت لخدمة الحرب والمتحاربين أكثر من خدمة المواطنين لذلك تجد المناطق البعيدة الخالية من الحروب هي الأكثر جوعًا مثل الحديدة.
لعدم وجود متحاربين هناك لا توجه المساعدات الإنسانية، وكثير من المناطق الأخرى يتكرر فيها نفس السيناريو.
مارأيك في تشكيل حكومة الأطفال ودورها؟
حكومة الأطفال هي أحد أدوات تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان وتعليم الأطفال والمراهقين فلم تستطع حكومة الكبار أن تقوم بدورها وكذلك الأمم المتحدة.
تظل حكومة الأطفال تجربة وشمعة منيرة نتمى أنَّ تظل وتستمر وتتطور وتستمر وأن تقوم على اُسس وطنية وعلى اُسس إنسانية وتقبل الشراكة من الجميع.
ماهو دور منظمة سياج خلال الأزمة الراهنة؟
سياج كغيرها من المنظمات الوطنية تتعرقل في ظل الحرب وحالة الفرز السياسي للأسف الشديد، وأكبر مكسب لمنظمة سياج أن العاملين فيها مازالوا خارج السجن ولم يفروا من اليمن ولازلنا ندق نواقيص الخطر في بعض القضايا الاجتماعية والإنسانية كالمجاعة وارتفاع العنف ضد الأطفال، والآن مهمتنا أن نحذر ونُنذر فلانستطيع أكثر من ذلك.
ماهي أبرز الانتهاكات التي يتعرض لها الطفل اليمني في هذه المرحلة الخطيرة ؟ كل الانتهاكات المدونة في اتفاقية حقوق الطفل والصكوك الدولية تمارس ضد أطفال اليمن لايوجد شيء استثنائي في اليمن اسألني ماهي الحقوق التي تعطى للأطفال وستكون الإجابة لاشي يقدم لهم.
باخصتار الأطفال أصبحوا وقود الحرب يزوجُّون مبكرًا في جبهات القتال بدون تعليم بجانب للعنف الذي يتعرضون له في البيت والمدرسة والشارع حتى الخدمات الصحية لا تقدم لهم.