بتجاهل المعارضة وخرق الهدنة| مفاوضات الأستانة .. إجهاض قبل الميلاد

اجتماعات بين وزراء الخارجية التركي والروسي والإيراني تمهيدا لمباحثات الأستانة

بارقة أمل قتلت في المهد .. هكذا تحولت المفاوضات المقرر عقدها في الأستانة عاصمة كازخستان 23 يناير المقبل بعدما علق عليها الكثيرون آمالا واسعة ظنا منهم بأنها طوق نجاة لإنهاء الأزمة السورةي المستعرة منذ 5 سنوات.  

الآمال ولدت حينما نجحت تركيا وروسيا في عقد اتفاق وقف إطلاق نار في سوريا أواخر ديسمبر الماضي وتبدتت حينما خرقت هذه الهدنة جهارا من جانب الميليشيات الشيعية التابعة لإيران والنظام السوري وهم الذين كانوا يتحفظون على اتفاق وقف إطلاق النار ومن قبله إجلاء المدنيين والمسلحين عن حلب لأنهم لا يريدون للمعارضة أن تلتقط أنفاسها.

 

ما عزز من تحول التفاؤل بمفاوضات الأستانة إلى تشاؤم هو تحول الموقف الروسي الذي أظهر العين الحمراء لكل من النظام والميليشيات الشيعية التي حاولت عرقلة اتفاق.الإجلاء بقتل النازحين واعتقالهم وحينها هددت موسكو بمعاقبة كل من يهدد الاتفاق.

 

تحول روسيا وتجاهل المعارضة

 

والآن روسيا تبارك الهجمة العسكرية الكبير على منطقة وادي بردى التي تخضع لسيطرة المعارضة رغم عزمها المسبق بمراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.  

وزاد من الإحباط تجاهل هيئة المفاوضات العليا التي شكلت في الرياض كممثل عن قوى الثورة السورية التي أكدت أنها لم تتلق أي دعوة لحضور المباحثات، وكذلك الائتلاف السوري الوطني ومقره إستنبول، في الوقت الذي رفضت فيه طهران مشاركة المملكة العربية السعودية.

 

وهناك توجه لدى كثير من قوى المعارضة لمقاطعة المباحثات نظرا لإصرار إيران والنظام السوري على خرق الهدنة وتصنيف بعض الفصائل المعارضة إرهابية.

 

تحذيرات

 

وحذرت حذرت 10 فصائل معارضة في وقت سابق من الانسحاب من اتفاق الهدنة ومن المفاوضات أيضا إن استمر انتهاك الميليشيات الإيرانية وقوات النظام الهدنة وقتل المدنيين.

 

ورغم حالة الإحباط أعلن الرئيس الكازاخستاني نور سلطان مزار بايف أن المشاورات، ستعقد في موعدها يوم 23 يناير الحالي، على أن يتلوها .انعقاد جلسة جديدة لمؤتمر جنيف يوم الثامن من فبراير المقبل

 

وحتى هذه اللحظات العناصر المؤكد حضورها هم الممثلون عن روسيا وتركيا وإيران والحكومة السورية والجيش السوري الحر الذي يقاتل جنبا لجنب القوات التركية في عملية درع الفرات.

 

فشل المفاوضات  

وبنبرة يملؤها اليأس توقع بسام الملك القيادي في الائتلاف السوري الوطني المعارض فشل مفاوضات الأستانة خاصة بعد استبعاد المعارضة السياسية والاكتفاء ببعض العسكريين من فصائل محددة.

 

ودلل الملك على صحة توقعه في حديثه لـ"مصر العربية" بتراجع روسيا عن وعودها فبعدما أكدت عزمها مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار تسمح الآن بإبادة منطقة وادي بردى بجانب نكثها لعهدها بألا تدخل الميلشيات الشيعية الطائفية حلب بعد سقوطها.  

ويرى أن النظام السوري وحلفاءه الإيرانيين لا يريدون أي مصالحة أو عملية إصلاح ويعولون فقط على الانتصارات العسكرية وقوة السلاح وأي محاولة للتفاهم معهم لن تجدي.

 

تنحية السياسيين

 

وتابع القيادي المعارض:” كل تصريحات بوتين أثبت فشلها ووعوده أيضًا ومفاوضات الأستانة ستفضي إلى اللاشيء فلأول مرة ينحى السياسيون ويدعى المقاتلون للمفاوضات ومن عدد قليل من الفصائل".  

ولفت إلى أن الإيرانيين وميليشيا حزب الله اللبنانية يحاولون فرض أنفسهم بالقوة في سوريا وإفشال أي طريق بعيد عن إستراتيجية التهجير والتغيير الديموغرافي التي يتبنونها والروس رضخوا لرغباتهم في النهاية.

 

واتفق معه في الرأي زكريا عبدالرحمن الخبير السياسي السوري في أن مفاوضات الأستانة ستخرج بلا شيء.

 

تمرير الحسم العسكري  

واعتبر في حديثه لـ"مصر العربية" مفاوضات كازخستان مناورات سياسية الهدف منها تمرير وتنفيذ الحسم العسكري وحصار المعارضة السورية في الزاوية، مستطردا:" هذا المخطط أصبح واضحا للجميع إلا المعارضة نفسها".  

اللعبة الروسية كما يسميها عبدالرحمن تقديم فصائل في المفاوضات على حساب الأخرى حتى يقتتلوا فيما بينهم بعد ذلك، لتفني المعارضة نفسها وتتبقى الشكلية التي يريدها النظام في سوريا.

 

كسب الوقت

 

واستطرد:” كل طرف معارض سيتفاوض منفردا حتى يجني السراب في النهاية"، مشددا على أن النظام وحلفاءه يحاولون كسب الوقت في كل مفاوضات خاضوها سواء جنيف أو الأستانة والهدف كله إطالة مأساة الشعب السوري حتى يتقبل النظام عنوة.

 

من جانب آخر قتل اليوم الخميس ستة أشخاص من عائلة واحدة جراء قصف مكثف للطائرات الحربية على وادي بردى بريف دمشق وفقما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

وأشار المرصد إلى أن ذلك يأتي فيما تدور اشتباكات عنيفة بين الفصائل المقاتلة والإسلامية وجبهة فتح الشام من جهة، وقوات النظام وحزب الله اللبناني والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، في محور قرية بسيمة بوادي بردى، وتزامنت الاشتباكات مع قصف متجدد من قبل قوات النظام.

مقالات متعلقة