تنطلق بطولة أمم أفريقيا في الجابون 2017 يوم السبت المقبل، 14 يناير، على أن يكون اللقاء النهائي في الخامس من فبراير.
وواجهت الجابون أزمة كبيرة في بداية شهر سبتمبر الماضي في العاصمة ليبرفيل بعد الإعلان عن فوز علي بونجو بالانتخابات الرئاسية لفترة جديدة، مما أدى إلى انطلاق المظاهرات الرافضة لنتائج الانتخابات، وتسبب العنف في مقتل ثلاث أشخاص واندلاع الحرائق في عدد من الأماكن بالعاصمة بما في ذلك مبنى البرلمان.
وبسبب هذه الأزمة، كان الاتحاد الأفريقي "كاف" قاب قوسين أو أدنى من تغيير البلد المضيفة للبطولة لتصبح في المغرب، مثلما حدث في أمم أفريقيا 2013 حينما انتقلت البطولة من ليبيا إلى جنوب أفريقيا، أو في 2015 حينما انتقلت البطولة إلى غينيا الاستوائية بدلاً من المغرب التي اعتذرت بسبب فيروس "الأيبولا".
إلا أن "كاف" وجد الأمر صعبًا في ظل ضغط الوقت واقتراب البطولة، مما دفعه للإبقاء على الجابون، وهدأت الأجواء في الوقت الحالي.
إلا أنّه مع اقتراب البطولة، أعلن بعض أحزاب المعارضة عن استغلال أمم أفريقيا للتعبير عن رفضهم للرئيس الحالي خاصةً مع التغطية الإعلامية الكبيرة التي ستحظى بها البطولة، فيما أعلنت وزارة الداخلية الجابونية قدرتها على تأمين البطولة.
القصة ذاتها، باختلافات طفيفة، تكررت عام 2014 في البرازيل، حينما اندلعت المظاهرات بسبب الإنفاق المبالغ فيه على تجهيز ملاعب كأس العالم، وبدأت التظاهرات في بطولة كأس العالم للقارات في 2013، حينما دشّن نشطاء حملة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" ضد البطولة.
وتكثفت المظاهرات في مطلع العام 2014 حتى اعتقلت السلطات 128 متظاهرًا، وفي 27 مايو، تظاهر 2500 شخص في وسط مدينة برازيليا ولكن فضت قوات الأمن هذه التظاهرات سريعًا، لتجدد فيما بعد في 30 مايو.
وحتى أسابيع بسيطة من بداية كأس العالم، استمرت المظاهرات والكر والفر بين قوات الأمن والنشطاء، واستغلوا البطولة لإثارة العالم ضد النظام والظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد في وقتها.
ولم تتوقف المظاهرات بعد البطولة، بل استمرت لعامين حتى قرر البرلمان إقالة رئيس البرازيل ديلما روسيف وتعيين ميشيل تامر رئيسًا للبلاد في 31 أغسطس الماضي.
فهل تكرر الجابون التجربة ويستغل المعارضة بطولة أمم أفريقيا لإثارة قضيتهم وإجبار العالم على متابعة أخبارهم؟ وهل ستنجح قوات الأمن في منع تأثير المظاهرات على أحداث البطولة؟ أيام قليلة ونعرف إجابة هذه الأسئلة.