الألماني وينفرد شايفر.. أحد أكبر الأسماء التي خاضت تجربة التدريب في القارة السمراء، وقاد منتخب الكاميرون إلى تحقيق أفضل النتائج في تاريخه، بتحقيق كأس الأمم الأفريقية في العام 2002، وبلوغ نهائي كأس القارات 2003.
ويكشف شايفر في حواره الحصري لـ"استاد مصر العربية" كواليس وأسرار تتويجه بأمم أفريقيا 2002 مع الكاميرون، ورأيه في المنتخب الحالي للأسود، توقعاته لمنتخب مصر في الجابون 2017، ويجيب على السؤال الصعب.. لماذا فشلت مفاوضات الأهلي معه في العام الماضي؟ في البداية.. كيف بنيت منتخب الكاميرون ليتوج بلقب الأمم الأفريقية في 2002؟ لقد توليت مهمة المنتخب الكاميروني في 2001، وشرعت في بناء فريق جديد يمثل دولة الكاميرون على مستوى كرة القدم بشكل أكثر احترافية، والمبدأ الذي أعتمد عليه دائمًا أن أكوّن فريق متكامل. وبالفعل كنت أملك عددًا كبيرًا من اللاعبين المميزين على مستوى اللياقة البدنية والقدرات الفردية، وعملت على تلقينهم طرق اللعب والتكتيك الخاص بي، وكنت مدعومًا حينها من الدولة واتحاد الكرة الكاميروني. ولكن السر في هذا الجيل التاريخي الذي بنيته مع الكاميرون هو استجابة اتحاد الكرة والدولة لمطلبي بإقامة دوري للشباب، وكنت أشاهده بانتظام لاختيار اللاعبين وهو ما أفرز جيلاً رائعًا للكرة الكاميرونية. وكيف استطعت ترويض النجوم من أصحاب الأسماء في منتخب الكاميرون؟ هذا جزء من إعدادي لمنتخب الكاميرون أيضًا، وقد تابعت في بداية مشواري معهم مثلا صامويل إيتو، وقد كان أنانيًا ويلعب لنفسه فقط، وحينها قلت له:"لا يا صديقي، لن يستمر الوضع هكذا، عليك أن تقاتل من أجل الفريق وفي إطار منظومة الفريق الجماعي، وليس لصالح نفسك، وقررت استبعاده معظم الوقت حتى يلتزم"، فأنا لا أريد لاعب واحد أو اثنين في الفريق.. أنا صاحب مدرسة اللعب الجماعي.
وما ذكرياتك مع البطولة التي توجت بلقبها عام 2002؟ لعبنا البطولة بغرض الفوز بها منذ البداية، وخضنا كل المباريات بدافع الفوز وحققناه، وكنا نفوز بهدف نظيف أو هدفين على الأكثر، فوصلنا إلى المباراة النهائية وحسمناها بركلات الترجيح على حساب المنتخب السنغالي. لقد خضت مباراة قوية ضد مصر في هذه البطولة واستطعت تحقيق الفوز بهدف نظيف، سجله لامين دياتا، إنها مباريات لا تُنسى. وما رأيك في المنتخب الحالي للكاميرون وهل يمكنه المنافسة على البطولة؟ مازلت أتابع الكرة الكاميرونية بالطبع، ولكن رأيي أن الكاميرون فقدت جيلاً رائعًا من اللاعبين بعد توقف تجربة دوري الشباب والجميع انتقلوا إلى محاولة الاحتراف الأوروبي، بدلاً من الاستقرار في الدوري المحلي. قلت للدولة الكاميرونية في فترة تواجدي وللاتحاد، هناك أن اللاعبين أصحاب الموهبة يعتبرون استثمارًا وأموالاً كبيرة. وعندما لم يلتزموا مع المنتخب في نهائيات كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان لم نؤد بطولة جيدة، وللعلم إن المنتخب الكاميروني فشل في تقديم أي مستوى طيب في منافسات كأس العالم بألمانيا 2006، وجنوب أفريقيا 2010. فالمنتخب الكاميروني الآن ليس على المستوى المأمول، وعليهم أن يستثمروا في الناشئين ليبنوا جيلاً قويًا. وإذا تحدثنا عن منتخب مصر.. هل ينافس على البطولة الأفريقية مع الأرجنتيني هيكتور كوبر؟ أعتقد أن الأمر صعب.. ﻷن كوبر يجب أن يعيش في مصر بشكل كامل ويتعايش مع الثقافة المصرية وليس أن يعيش متنقلاً بين مصر والأرجنتين، ولكن إذا كان قد قضى فترة داخل مصر فهذا أمر جيد، ولكن أيضًا منتخب مصر الآن يملك عددًا من اللاعبين الجيدين.
وفي رأيك.. هل يصنع أحد المحترفين المصريين الفارق مع الفراعنة في أمم أفريقيا؟
ﻻ يوجد ﻻعب واحد يصنع الفارق، ولكن يمكن لمصر أن تتوج بكأس الأمم الأفريقية إذا اعتمد على تكوين فريق جيد يجيد العمل الجماعي، فإذا كنت تملك لاعبين جيدين فلن تفوز بالبطولة، ولكن إذا امتلكت لاعبين جيدين في منظومة العمل الجماعي يمكنك حينها أن تصبح البطل.
وهل تؤيد استمرار عصام الحضري في حراسة مرمى منتخب مصر حتى الآن؟
الأزمة ليست في سن عصام الحضري، ولكن الأزمة في مدربي حراس المرمى في مصر إذا لم يقدموا البديل، وإذا وجد حراس مرمى بمستوى طيب وفي سن الشباب فيجيب الاعتماد عليهم، وإذا كان الحضري الأفضل فلماذا لا يواصل حراسة مرمى مصر مثل بوفون في المنتخب الإيطالي.
وماذا عن ذكرياتك مع مصر؟
أنا أحب مصر جدًا، وأحببت القاهرة في زياراتي المختلفة لها، لقد زرتها في السبعينات حينما لعبت أمام الزمالك مع فريقي مونشنجلادباخ الألماني، وتلقيت عرضًا في العام الماضي لتدريب الأهلي.
ولماذا فشلت مفاوضات الأهلي معك في العام الماضي؟
لقد اتصل بي رئيس النادي الأهلي، وبالفعل بدأنا المفاوضات، ولكن فوجئت بالتعاقد مع المدير الفني الهولندي مارتن يول، وأنا أعرفه، وهو لا يصلح للتدريب في أفريقيا رغم اسمه الكبير في أوروبا.
عندما توليت تدريب الكاميرون نقلت حياتي إليها لمدة عامين كاملين، وكذلك في جامايكا عشت هناك بشكل كامل لأتعرف على ثقافة الشعب والدولة وأكون فريقًا قويًا، ولكن كما قلت لك أحب مصر جدًا وأتطلع للعمل فيها.