«لبيك يا حسين» بالقسم العسكري .. الطائفية تضرب آخر حصون العراق

خريجو الكلية الحربية يؤدون القسم العسكري عند ضريح الإمام الحسين في كربلاء

بعد أن بلغت الأزمة الطائفية ذروتها في العراق خاصة بعد قانون الحشد الشعبي وهي الميليشيا الشيعية سيئة السمعة بضمها للجيش العراقي رغم اعتراضات الأكراد والسنة والعديد من السياسيين فوجئ العراقيون بإضافة عبارات طائفية للقسمالعسكري.

 

الفيديو الذي بثته وسائل إعلام مختلفة أظهر خريجو الكلية الحربية وهم يؤدون القسم في كربلاء المدينة الشيعية المقدسة أمام ضريح الحسين ويقولون في نهايته "لبيك يا حسين".

 

"لبيك يا حسين" هو الهتاف الذي طالما يستخدمه المقاتلون من المذهب الشيعي  في المعارك ويظهرون فيه الولاء لمن يعتبرونه إماما لطائفتهم الذي استشهد في القرن السابع الميلادي.

 

وهو نفس الشعار الذي كتبه المقاتلون الشيعة على جدران المناطق المحررة من قبضة داعش وحتى المساجد السنية في مناطق الفلوجة وحتى الموصل ما أثار حفيظة الأهالي خاصة أن غالبيتهم من معتنقي المذهب السنيي.

 

ويبرر العسكريين العراقيين كتابة هذه الشعارات بأنه تعبير عن انتصار عموم العراقيين إلا أن عموم السنة يرون في هذا تهكما طائفيا من المقاتلين الشيعة سواء في الميليشيات أو الجيش العراقي أو الأجهزة الأمنية المختلفة.

 

ويأتي هذا الجدل في وقت يخوض فيه الجيش العراقي مستعينا بالميليشيات الشيعية وتحت إشراف الحرس الثوري الإيراني معركة ضد مناطق سيطرة داعش في العراق.

 

انتقام 

 

وتحدثت منظمة العفو الدولية عن جرائم حرب وأعمال انتقامية ترتكبها الميليشيات الشيعية المرافقة للجيش العراقي في أغلب المناطق المحررة من قبضة داعش مثل محافظة ديالى والفلوجة وقضاء بيجي.

 

وتنسب أغلب العمليات الانتقامية لمنظمة بدر وميليشيا عصائب أهل الحق المنضويتين للحشد الشعبي.

 

وقبيل معركة الفلوجة منتصف العام الماضي ظهر قادة الميليشيات الشيعية الذين رافقوا الجيش العراقي في حملته على المدينة يتحدثون عن وجوب استئصال مدينة الفلوجة باعتبارها مركزا للإرهاب،  مثل"أوس الخفاجي زعيم ميليشيات "أبو الفضل العباس" الذي ظهر في فيديو متوعدا بتدمير وإبادة "الفلوجة".

 

كما استخدم المقاتلون صواريخ تحمل اسم "نمر النمر" وهو شيعي معارض سعودي أعدمته المملكة العربية السعودية بدعوى إثارته للفتن وتحريضه على قوات الشرطة.

 

شعارات طائفية  

وفي بداية الحملة العسكرية التي أطلقها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لتحرير مدينة الموصل ثاني أكبر المدن العراقية من قبضة داعش منعت قوات البيشمركة الكوردية لواءين في الجيش العراقي من دخول قضاء مخمور جنوب شرق .الموصل بسبب رفعها رايات تحمل صبغة طائفية

 

الدكتور محمد شنشل مستشار الرئيس العراقي الراحل صدام حسين انتقد بشدة تأدية القسم خارج جدران المؤسسة العسكرية سواء كانت كربلاء أو أي مكان آخر.

 

إهانة للمؤسسة العسكرية  

وأضاف في حديثه لـ"مصر العربية" أنه لا يوجد أي قسم في أي دولة بهذا الشكل معتبرا ذلك مهزلة وإهانة للمؤسسة العسكرية.

 

وأكمل:” لم يتبق أي شيء من معايير العسكرية في العراق فيجب أن يكون الولاء لله ثم الوطن وليس أي شخص آخر ولو كان القائد حتى"، مؤكدا أن القسم جزء من ولاء الجنود.

 

ضرب آخر الحصون  

وذكر شنشل أن الطائفية في العراق أججت منذ أمد بعيد وكان أقصى هدف لها الوصول للجانب العسكري، مواصلا:” مؤججو الطائفية عندما وجدوا الشعب العراقي يدا واحدة ولن تفرقهم الطائفية لجأوا لعمل تخريبي أخطر وهي أن يؤدي خريجو الكلية العسكرية القسم في أحد الأضرحة حتى يتغير المنهج الثقافي العسكري ونتهي ولاؤهم للبلد وبذلك يضربون آخر حصون العراق".

 

من جانبه قال زياد السنجري الناشط الحقوقي العراقي إن المؤسسة العسكرية العراقية تعتبر من اقدم الأكاديميات العسكرية حيث أنشئ الجيش العراقي عام 1921 وعلى مر العصور خرج قادة وضباط منها قادوا بلادنهم وسطر ملاحم عظيمة في التاريخ.

 

ميليشياوية  

وتابع تصريحاته لـ"مصر العربية":"لكن الجيش اليوم أصبح ميليشيات طائفية تردد عهد الولاء للقبور ولطائفة دون أخرى من المتنصلين عن وطنيتهم الذين جعلوا ولاءهم لأصحاب العمائم اتخذوهم قادة".

 

ورأى أن ما يجري الآن وصمة عار على المسؤولين في المنطقة الخضراء ومن سماهم "عملاء إيران" وليس على الجيش العربي العراقي حارس البوابة الشرقية للعرب.

مقالات متعلقة