أوضح طبيب الأطفال، توماس إرلر، الفرق بين نوبات الهلع الليلية والكوابيس، إذ أن نوبات الهلع الليلية هي سلسلة يبدأ فيها الأطفال فجأة، بينما لا يزالون نائمين في السرير، وأحياناً الصراخ في فزع، لكنهم لا يستجيبون حتى إذا تم لمسهم. وأشار إلى أن هذه النوبات على الرغم من أنها مزعجة للآباء، لكن ليس لها أي نتيجة سلبية على التطور العقلي للأطفال، وفي الأغلب تصيب الأطفال بين الثانية والسادسة من العمر. ولكن في حالة الكوابيس، عادة ما يستيقظ الأطفال ويستجيبون عند التحدث لهم وغالباً ما يمكنهم تذكر الكابوس بالتفصيل. وعادة ما يكونون خائفين ولديهم مشكلة في العودة إلى النوم. كثيراً ما تحدث الكوابيس بين سن الثالثة والتاسعة. دور الآباء تجاه أطفالهم
ما الذي يجب أن يفعله الآباء؟ رغم أن هذا قد يبدو عديم الجدوى، يقول إرلر أفضل إستراتيجية للتعامل مع نوبة الهلع الليلي هي "الجلوس بجوار الطفل ومراقبته والانتظار، فلتبق هادئاً". وبأي حال يتعين على الآباء ألا يحاولوا هز الطفل الذي يصرخ لإيقاظه. ومن الأفضل جعل الطفل يستلق مجدداً بهدوء عند زوال النوبة. وعادة ما تنتهي نوبة الهلع من تلقاء نفسها عند نقطة معينة. وتقول كاتارينا روديجر وهي طبيبة نفسية وخبيرة في علم النوم "بعد الحلم السيء يحتاج الأطفال إلى التواصل الجسدي. فمن الأفضل معانقتهم". يجب أن يتحدث الطفل عن الكابوس إذا أراد ويجب أن يأخذه الوالدان على محمل الجد، فلا يستطيع الأطفال التمييز بين الأحلام والحقيقة حتى يبلغون عامهم الخامس. أسباب الهلع والكوابيس
ما الذي يسبب نوبات الهلع الليلية والكوابيس؟ ليس معروفاً، ولكن أحياناً ما تلعب العلاقات الأسرية دوراً، على سبيل المثال التوتر بين الأبوين أو الشجار المتكرر. وفي أغلب حالات نوبات الهلع لا تكون الأسباب واضحة على الإطلاق، بحسب إرلر، رغم "أنه في حالات نادرة تكون صعوبة التنفس هي السبب". ماذا أيضاً يمكن أن يفعله الآباء لمساعدة الأطفال؟ أفضل شيء هو تخفيف وطأة الأحلام السيئة ما يتطلب مواجهة الأطفال على نحو فعال بالموقف الذي يثير الخوف. وتجنب الأمر يؤدي فحسب إلى زيادة الخوف. ويقول خبير أخر "يجب أن تجعلهم يرسمون أهم مشهد في الحلم". ثم تضيف شيئاً إلى الرسم يقلل من خوفهم. وهناك وسيلة أخرى هي إعداد الأطفال للكوابيس بخوضها مسبقاً. وتقول روديرجر "يمكنك تحصين الطفل بالقول "المرة القادمة التي يأتي فيها الوحش احم نفسك بالسيف".