مدير هيومن رايتس ووتش: السيسي لا يقارن بمبارك

الرئيس عبد الفتاح السيسي

“مصر تحت قيادة حكومة السيسي مرت بتطور مماثل،  فبعد أن رحب المصريون، غير السعداء بحكم الإخوان، بالانقلاب الذي قاده السيسي في 2013، مضى الأخير قدما في حكم أكثر قمعا بفارق شاسع عن ديكتاتورية حسني مبارك طويلة الأمد".

 

 

هكذا تحدث كينيث روث المدير التنفيذي لهيومن رايتس ووتش في تحليل بعنوان "الصعود الخطير للشعبوية، الهجمات العالمية التي تستهدف قيم حقوق الإنسان".

 

 

وأضاف: “على سبيل المثال، أشرف السيسي على قتل 817 على الأقل من محتجي الإخوان المسلمين في يوم واحد في أغسطس 2013، في إحدى أكبر المجازر في العصور الحديثة".

 

واستطرد: “العديد من المصريين افترضوا أن الإسلاميين فحسب هم المستهدفين، لكن السيسي أشرف على عملية إغلاق راديكالية للمساحة السياسية تمثلت في خنق جماعات حقوق الإنسان والإعلام المستقل والأحزاب السياسية المعارضة، والزج بعشرات الآلاف في السجون، بعد تعرضهم غالبا لعمليات تعذيب مع قصور في الإجراءات القضائية".  

كما ضرب كينيث روث مثالا بتركيا في حديثه عن الحكم الاستبدادي.  

وأضاف: “الحكم الديكتاتوري المتزايد لأردوغان  يوضح خطورة قائد يدوس على الحقوق تحت مسمى الأغلبية، فعلى مدى سنوات طويلة لم يظهر الرئيس التركي  إلا قدرا ضئيلا من التسامح تجاه كل من يتحدى مخططاته".  

وتابع: “في العام الماضي، استخدم أردوغان وحزبه العدالة والتنمية محاولة الانقلاب الفاشلة والمئات من ضحاياها كبداية حملة قمعية لم تقتصر فقط على مخططي الانقلاب الذين يدعي ارتباطهم بالداعية المنفي فتح الله كولن لكنها امتدت لتشمل عشرات الآلاف الذين يظن الرئيس التركي ارتباطهم بغريمه".  

وتحدث مدير المنظمة التي يقع مقرها بنيويورك عن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب واصفا خطابه بالخطير ويمثل تجسيدا حيا لسياسة اللاتسامح.  

ولفت إلى أن ترامب جعل المهاجرين كبش فداء مسؤولين عن سرقة الوظائف الأمريكية، رغم مساهمتهم الفعالة في نمو اقتصاد الولايات المتحدة.  

وانتقل المسؤول الحقوقي للحديث عن امتداد ظاهرة الشعبوية إلى أوروبا استغلالا لحالة الركود الاقتصادي، وتجلى ذلك في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في أعقاب استفتاء "البريكسيت".

 

ثمة مفارقة تراجيدية في الموقف المعادي الذي ينتجه رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان ورفضه استقبال المهاجرين إذ أن أوروبا نفسها كانت قد رحبت في القرن العشرين بالمجريين الفارين من القمع السوفيتي.  

وواصل  الكاتب: “الموجة الممتدة من الشعبوية تحت مسمى الأغلبية تتوازى مع حالة من الافتتان بحكم الطغاة".

 

مقالات متعلقة