6 سنوات مرت على هروب الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، لم تمنع التونسيين من الاحتفال بالذكرى السادسة لنجاح ثورتهم، التي على أثرها أسقطت إمبراطوريات عربية عقب انتفاضة التونسيين.
ففي مثل هذا اليوم من العام 2011، طوى الشعب التونسي صفحة مليئة بالظلم والفساد بحسب ما أشاروا إليه عقب هروب رئيسهم.
فالثورة التونسية اليوم أكملت عمرها السادس، رغم أن جرح الماضي لا يزال ينزف، خاصة وأن ملف قتلى وجرحى الثورة لم ينته، فلم يُطو إلى اليوم في تونس هذا الملف.
وأحيا التونسيون اليوم السبت الذكرى السادسة لثورتهم التي أطاحت بحكم الرئيس زين العابدين بن علي، وشهد شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة تونس فعاليات نظمتها أحزاب وجمعيات حقوقية، وتراوحت بين الاحتفاء بالثورة ومنجزاتها والاحتجاج لتحقيق مطالب شعبية اجتماعية وتنموية.
وفي مختلف المناطق، تتنوع الفعاليات الرسمية والشعبية، وبين الترحيب بما تحقق من حرية سياسية وما تم إرساؤه من هيئات دستورية، وبين الاحتجاج على فشل الحكومات المتعاقبة بعد الثورة في تحقيق مطالبها واستحقاقاتها الاقتصادية والتنموية.
نحيي ذكرى نجاح ثورتنا رغم الأزمات التي نعانيها الآن، بتلك العبارة تحدث رياض ثابت أحد أهالي قرطاج، والذي أضاف في مثل هذا اليوم هرب بن علي واحتفلنا بنجاح ثورتنا، ورغم العراقيل التي توضع أمامنا اليوم، سنكمل ثورتنا.
وأوضح ثابت لـ"مصر العربية": رغم عدم الاستقرار ومظاهر الخوف من المستقبل خاصة الاقتصادي، لكننا لن نفقد الأمل، ولن نستسلم، قائلا: " رغم ضعف الأداء الحكومي في تونس عقب 14 يناير 2014، إلا أن القادم أفضل.
أما الناشطة السياسية التونسية إيمان الطبيب فقالت، إن الثورة التونسية ومبادئها لم تكتمل بعد، مضيفا أن التونسيين أعطوا الجميع درسا، كيف تنتصر الثورات.
وأوضح لـ"مصر العربية" أن التشغيل وتنمية الجهات الداخلية المنكوبة في تونس خيار حتمي لاستقرار الأوضاع في بلادنا، فالحلول الترقيعية متهاوية.
في حين اعتبر المحلل السياسي التونسي، منذر ثابت، أن التونسي لم يشعر بعد 6 سنوات بأن أوضاعه المعيشية تتحسن، بل على خلاف ذلك فإنها ازدادت سوءا، ويؤكد ثابت على أن "النخبة السياسية" التي جاءت بعد 14 يناير 2011 فشلت في إدارة البلاد وفي تقديم الحلول.
ويشير ثابت إلى أن هذا ما يفسر عودة رموز النظام القديم الذي قامت عليه الثورة إلى الواجهة، ويتابع قائلاً: إن من يحكم تونس اليوم هم رجالات اشتغلت مع بورقيبة ومع زين العابدين بن علي، وتقلدت مناصب هامة في الدولة، في إشارة لرئيس الدولة الباجي قائد السبسي، ورئيس البرلمان محمد الناصر.
كما يشدد ثابت على أن الذكرى الـ6 لانطلاقة الثورة، لم تعرف مظاهر احتفالية تذكر، باستثناء تظاهرة يتيمة في سيدي بوزيد، مهد الثورة، المدينة التي أقدم فيها محمد البوعزيزي، على حرق نفسه في 17 ديسمبر 2010، لتنطلق بعدها أحداث واضطرابات واسعة، شملت جل المدن والمحافظات التونسية، انتهت بهروب الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي في 14 يناير 2011. وفقا للعربية نت.
يذكر أن تونس تحيي ذكرى ثورتها السادسة، والتي استطاعت إسقاط نظام زين العابدين بن علي عام 2011.
واندلعت شرارة الثورة الأولى من ولاية سيدي بوزيد وسط البلاد، يوم 17 ديسمبر 2010، قبل أن تتوسع رقعة الاحتجاجات في كامل البلاد، لتسقط النظام يوم 14 يناير 2011، بهروب بن علي إلى الخارج.
وتأتي الذكرى السادسة للثورة مع تواصل التحركات الاحتجاجية بمدينة بنقردان (جنوب) على الحدود مع ليبيا، للمطالبة بوضع حلول لمعبر راس جدير، وإفساح المجال لانسياب السلع والحركة التجارية، وهي المتنفس الاقتصادي الوحيد للمنطقة.