على مدى الأيام الماضية تحولت قصة المدونة هدير مكاوي، إلى مثار اهتمام مواقع التواصل الاجتماعي، بعد الإعلان عن إنجابها لطفل من زواج "غير رسمي".
وبحسب ما ذكرته هدير في تدوينة عبر صفحتها بموقع "فيس بوك"، بدأت القصة عندما تعرفت إلى والد طفلها محمود مصطفى وأحبته بشكل مرضي بعد تعرضها لأزمة نفسية كبيرة، على حد تعبيرها.
وتابعت مكاوي في قصتها، نتيجة لرفض عائلتها ومواجهة "محمود مصطفى" لخلافات مع والده، قررا إتمام الزواج بطريقة غير رسمية "زواج عرفي"، واستمرت الخلافات بعد إنجابها لطفلها "آدم" ورفض والده الاعتراف به، إلا أنها تصر على إثبات حقها بشكل قانوني.
القصة التي لم تكن الأولى من نوعها، لكنها كانت كفيلة بتحويل ساحات الفضاء الإلكتروني إلى حلقة نقاش واسعة حول القضية، فبينما واجهت هدير سيلًا من الهجوم الحاد والانتقادات اللاذعة، شهدت أيضًا تعاطفًا بشكل كبير من جانب قطاع آخر.
آدم، الطفل الذي منحته هدير اسمها بعد رفض والده الاعتراف به، دفع الكثيرين إلى تدشين هاشتاج " single mother" و"ادعم هدير" تضامنًا معها.
تأييد مزيف
يرى الدكتور جمال فرويز، الاستشاري النفسي بالأكاديمية الطبية، التضامن الذي شهدته القضية لا يعدو كونه تعاطف إنساني مع فتاة وصلت لمرحلة كبيرة من اليأس، ولا يعني قبول تصرفها غير المسؤول.
و أضاف فرويز لـ"مصر العربية" أن الآراء المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، لا تمثل المجتمع المصري ولا تعبر عنه بالضرورة، فكثير ممن يدعمون "هدير" يرفضون نفس التصرف في حياتهم الشخصية.
حق الطفل ومواجهة المجتمع
لكن الدكتورة ميرفت العماري، الاستشاري النفسي، رأت أن موقف هدير يعكس شجاعتها ومسؤوليتها عن ما حدث، بعكس والد الطفل الذي قرر التنصل من المسؤولية، مرجعة العماري الواقعة إلى التربية.
وأعتبرت العماري أن سوء تربية الآباء لأبنائهم يحولوهم في كثير من الأحيان إلى أشخاص غير مسؤولين وغير قادرين على تحمل النتائج السلبية لتصرفاتهم.
وتعليقًا عن تقبل المجتمع للطفل "آدم"، اعتبرت العماري أن رأي المجتمع عن الطفل غير مهم، فهو في النهاية سيمثل نفسه كشخص مستقل بعيدًا عما حدث لوالديه.