ينطلق في العاصمة الفرنسية باريس، غدًا الأحد، مؤتمر السلام في الشرق الأوسط، الرامي للارتقاء بالعلاقات الفلسطينية - الإسرائيلية إلى مستوى جديد، وإعادة تفعيل مفاوضات السلام التي وصلت إلى طريق مسدود بين الطرفين.
وينطلق المؤتمر الدولي للسلام، وسط رفض إسرائيلي وترحيب فلسطيني، بمشاركة 70 دولة ومنظمة، ومشاركة اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط (الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي، وروسيا، والأمم المتحدة)، والجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي. ويعد المؤتمر، بمثابة فرصة أخيرة للتوصل إلى "حل الدولتين"، بسبب مواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (يبدأ مهامه رسميا في 20 يناير الجاري)، الداعمة لإسرائيل. كما يعتبر هو الأول من نوعه، الذي يعقد على هذا المستوى منذ سنوات، والذي سيشارك فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بينما يقاطعه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
وتشير مصادر دبلوماسية، إلى أن فرنسا تهدف من المؤتمر أيضاً، توجيه رسالة قوية لترامب، المثير للجدل بتصريحاته حول قضية الشرق الأوسط، للفت انتباهه من خلال مؤتمر دولي بهذا الخصوص.
ويشارك وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، باسم بلاده في المؤتمر، الذي سيكون الأخير الذي يشارك فيه قبل انتهاء فترة مهامه.
وأمس الجمعة، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن سفير روسيا لدى باريس سيمثل بلاده في المؤتمر، مشيرا في الوقت ذاته إلى استعداد موسكو لاستضافة عباس ونتنياهو.
ومؤخراً، جدد نتنياهو، مهاجمته للمؤتمر، معتبرًا أنه "يعيد عجلة السلام إلى الوراء"، ووصفه بأنه "عبارة عن خدعة فلسطينية برعاية فرنسية، تهدف إلى اعتماد مواقف أخرى معادية لإسرائيل".
من جهته قال الرئيس عباس، في تصريحات للصحافة الفرنسية مؤخرا، إنه "قد يكون مؤتمر باريس للسلام الفرصة الأخيرة للتوصل إلى حل الدولتين".
ووفقا للرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، فإن الهدف من مؤتمر السلام، هو "تأكيد دعم المجتمع الدولي لحلّ الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية)، والعمل بطريقة تجعل من هذا الحل نقطة مرجعية، إلى جانب ذلك فإن السلام سيحققه الإسرائيليون والفلسطينيون معا، وليس أحد آخر، المفاوضات الثنائية وحدها تستطيع حل المشكلة". ويأتي المؤتمر بعد مؤتمر وزاري برعاية فرنسا وعدد من الدول، عقد بالعاصمة الفرنسية في 3 يونيو الماضي، حول عملية السلام، وبعد أسابيع من تبني مجلس الأمن نهاية العام الماضي، القرار (2334) الذي يدين عمليات الاستيطان الإسرائيلية وخطاب وزير الخارجية الأمريكي جون كيرى، في نهاية العام الماضي أيضا، الذي رسم طريقا لمواجهة تعثر السلام وسط ترحيب عربي حذر. وكان وزير الخارجية الفرنسي السابق، لوران فابيوس، أعلن أن تبني بلاده مبادرة لعقد مؤتمر دولي في باريس قبل نهاية عام 2016 - قبل أن يؤجل لمطلع العام الجاري- بهدف الدفع باتجاه استئناف مفاوضات السلام الفلسطينية - الإسرائيلية، محذرًا من أنه "في حال عرقلة بدء المفاوضات، فإنه من الممكن لباريس الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين".
وتوقفت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، نهاية أبريل 2014، دون تحقيق أية نتائج تذكر، بعد 9 شهور من المباحثات برعاية أمريكية وأوروبية؛ بسبب رفض إسرائيل وقف الاستيطان، وقبول حدود 1967 كأساس للمفاوضات، والإفراج عن معتقلين فلسطينيين قدماء في سجونها.