قال مسؤولون عسكريون إن القوات العراقية الخاصة صدت مقاتلي تنظيم داعش في حرم جامعة الموصل الاستراتيجي، يوم السبت، في حين سيطرت وحدات النخبة التابعة للشرطة على مناطق واسعة على طول نهر دجلة.
وقال قائد جهاز مكافحة الإرهاب إن قوات الأمن على وشك استعادة السيطرة الكاملة على الضفة الشرقية لنهر دجلة الذي يشطر الموصل من الشمال إلى الجنوب مشيرا إلى أن هذا المكسب -في حال تحقيقه- سيجعل نصف آخر معاقل التنظيم المتشدد تحت سيطرة القوات.
كانت القوات العراقية قد أحرزت في اليوم السابق تقدما سريعا في الحملة التي تدعمها الولايات المتحدة لاستعادة الموصل والمستمرة منذ ما يقرب من ثلاثة شهور. وإذا ما حافظت على ذلك التقدم ستكتب على الأرجح نهاية الجانب العراقي من تنظيم داعش الذي كان أعلن ما سمي بالخلافة الإسلامية عام 2014.
كما ستسمح استعادة السيطرة على الضفة الغربية من النهر للجيش بشن هجمات على غرب الموصل الذي ما زالت داعش تسيطر عليه بالكامل. وكان التنظيم قاوم بضراوة مستخدما السيارات الملغومة والقناصة كما استغل مسلحوه المدنيين للاختباء بينهم.
وقال سكان في وقت متأخر من يوم الجمعة إن غارة جوية وقعت قبل بضعة أيام استهدفت مسؤولا كبيرا من تنظيم داعش قتلت زهاء 30 شخصا.
ونفذت داعش هجمات في بغداد حيث قتلت سلسلة من التفجيرات على مدى الأسبوعين الماضيين عشرات الأشخاص.
وقالت مصادر في الشرطة إن انفجارا آخر هز وسط بغداد مساء اليوم السبت مما أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل. ولم تعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن هذا الهجوم.
وتخوض قوات جهاز مكافحة الإرهاب اليوم السبت اشتباكات عنيفة لليوم الثاني في جامعة الموصل.
وقال الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي من جهاز مكافحة الإرهاب لرويترز في المجمع إن الاشتباكات ما زالت مستمرة. وقال إن القوات دخلت الجامعة ومشطت المعهد التقني وكليتي الأسنان والآثار.
وأضاف أنه سيتم تحرير الجامعة بالكامل في غضون ساعات.
كانت قوات جهاز مكافحة الإرهاب احتشدت في مقصف الجامعة وبينما كانت تفتح خريطة للمنطقة حلقت طائرة بدون طيار يشتبه أنها تابعة لتنظيم داعش فوقها فأطلقت القوات النار عليها.
وقال سامي العارضي وهو قائد في جهاز مكافحة الإرهاب إن القوات العراقية عثرت أيضا على مواد كيماوية استخدمها التنظيم في محاولة تصنيع أسلحة.
وتقول الأمم المتحدة إن المتشددين استولوا على مواد نووية كانت تستخدم في أغراض البحث العلمي بجامعة الموصل عندما اجتاحوا المدينة ومناطق واسعة من شمال العراق وشرق سوريا في 2014.
وكان مسؤولون أمريكيون وجماعات حقوقية وسكان قالوا إن تنظيم داعش استخدم مواد كيماوية بينها غاز الخردل في عدد من الهجمات بالعراق وسوريا.
استعادة مناطق جديدة
وستكون استعادة السيطرة على الجامعة مكسبا استراتيجيا مهما وستسمح للقوات العراقية بتقدم أسرع نحو نهر دجلة الذي يقول ضباط بالجيش إن القوات ستتمكن من أن تشن الهجمات منه على غرب المدينة الذي يخضع لسيطرة المتشددين.
وقال متحدث إن تقدما متزامنا في جنوب شرق الموصل اليوم السبت قادته فرق الرد السريع التابعة لقوات النخبة جعل قوات الشرطة الاتحادية تستعيد السيطرة على مناطق واسعة على طول ضفة النهر.
وقال المقدم عبد الأمير المحمداوي لرويترز إن منطقة يارمجة تمت استعادة السيطرة عليها بعد القضاء على عدد كبير من مقاتلي تنظيم داعش وفرار الباقين إلى الضفة الغربية.
وأوضح أن القوات أوقفت هجمات بسيارات ملغومة عن طريق إطلاق النار عليها أثناء تقدمها في حين استعادت الشرطة الاتحادية السيطرة على مستشفى ميداني كان يستخدمه التنظيم المتشدد.
وقال المحمداوي إن قوات الشرطة الاتحادية كانت مدعومة من الفرقة المدرعة التاسعة العراقية إضافة إلى الدعم الجوي من قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة.
وقال بيان منفصل للجيش إن الشرطة الاتحادية في المنطقة استعادت كذلك السيطرة على طريق سريع يربط الموصل بمدينة كركوك الواقعة إلى الجنوب الشرقي منها.
وقال مسؤولون أمريكيون ومسؤولون بالجيش العراقي إن تحسن مستوى التنسيق بين أفرع الجيش المختلفة والتكتيكات الجديدة وتعزيز الدفاعات في مواجهة السيارات الملغومة ساعد الشرطة الاتحادية على اكتساب قوة دفع جديدة ضد داعش في الموصل منذ بدء العام الجديد.
وقال الفريق أول الركن طالب شغاتي للتلفزيون العراقي إن كامل الضفة الشرقية من نهر دجلة أوشك على أن يكون تحت السيطرة العراقية.
وأضاف أنه يتمنى الاحتفال بالقضاء على تنظيم داعش في المنطقة اليوم السبت.
مقتل مدنيين في ضربات جوية
وكان تقدم القوات العراقية تباطأ في أواخر شهر نوفمبر وفي شهر ديسمبر بعد تعثرها فيما يشبه حرب شوارع شرسة بعد دخولها مدينة الموصل ذاتها وقيام داعش بتوجيه ضرباتها من داخل مناطق مكتظة بالسكان.
وقال سكان إن ضربة جوية استهدفت قائدا بارزا بالتنظيم أمس الأول الخميس أسفرت عن مقتل ما يصل إلى 30 شخصا في منطقة في غرب الموصل. ولم يتضح على الفور ما إذا كانت الضربة نفذتها قوات عراقية أم قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة.
وقال مشروع ضحايا حرب العراق وهو جماعة يديرها عدد من الأكاديميين ونشطاء السلام وتعمل على حصر عدد قتلى المواجهات العنيفة في العراق منذ عام 2003 إن عددا يتراوح بين 21 و25 مدنيا سقطوا في الضربة الجوية على تلك المنطقة.
وحاولت القوات العراقية تجنب وقوع قتلى بين المدنيين بينما تعمدت داعش قصف واستهداف المدنيين.
وقالت الأمم المتحدة إن عدد القتلى والمصابين الذين ينقلون إلى المستشفيات زاد في الآونة الأخيرة.