انتقدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، استضافة فرنسا، اليوم الأحد لمؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، الرامي لإعادة تفعيل مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقال حازم قاسم المتحدث الرسمي باسم الحركة، إن حماس ترى في المؤتمر مضيّعة للوقت ونسخة مكررة من مؤتمرات السلام السابقة والتي وصفها بـ"الفاشلة". وأضاف: " ينعقد المؤتمر في ظل ازدياد الهجمة الإسرائيلية على الفلسطينيين واستمرار الاستيطان والتهويد (...)، ومؤتمر باريس لن ينتج عنه شيئا ينصف القضية الفلسطينية". ودعا قاسم السلطة الفلسطينية لعدم الالتفات لما أسماه بـ"حالة العبث بالقضية الفلسطينية" والعمل على تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام. وحذر قاسم من قبول أي صيغة من شأنها أن تضر بالشعب الفلسطيني، ومصالحه الوطنية وحقوقه الثابتة. وترفض حركة حماس، المفاوضات السياسية مع إسرائيل، وتطالب بتفعيل "المقاومة المسلحة"، بهدف "تحرير أرض فلسطين التاريخية". لكنها أبدت خلال السنوات الأخيرة تقبلا لفكرة إقامة دولة فلسطينية على الأراضي التي احتلها إسرائيل عام 1967 مقابل هدنة "طويلة". وينطلق المؤتمر الدولي للسلام، اليوم الأحد وسط رفض إسرائيلي وترحيب فلسطيني، بمشاركة 70 دولة ومنظمة، ومشاركة اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط (الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي، وروسيا، والأمم المتحدة)، والجامعة العربية، ومنظمة التعاون الاسلامي. ويعتبر المؤتمر الأول من نوعه، الذي يعقد على هذا المستوى منذ سنوات. وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو، رفضه للمؤتمر، معتبرًا أنه "يعيد عجلة السلام إلى الوراء"، ووصفه بأنه "عبارة عن خدعة فلسطينية برعاية فرنسية، تهدف إلى اعتماد مواقف أخرى معادية لإسرائيل". من جهته قال الرئيس عباس، في تصريحات للصحافة الفرنسية مؤخرا، إن المؤتمر قد يكون "الفرصة الأخيرة للتوصل إلى حل الدولتين". ويأتي المؤتمر بعد مؤتمر وزاري برعاية فرنسا وعدد من الدول، عقد بالعاصمة الفرنسية في 3 يونيو الماضي، حول عملية السلام، وبعد أسابيع من تبني مجلس الأمن نهاية العام الماضي، القرار (2334) الذى يدين عمليات الاستيطان الإسرائيلية وخطاب وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، في نهاية العام الماضي أيضا، الذي رسم طريقا لمواجهة تعثر السلام وسط ترحيب عربي حذر. وتوقفت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، نهاية أبريل 2014، دون تحقيق أية نتائج تذكر، بعد 9 شهور من المباحثات برعاية أمريكية وأوروبية؛ بسبب رفض إسرائيل وقف الاستيطان، وقبول حدود 1967 كأساس للمفاوضات، والإفراج عن معتقلين فلسطينيين قدماء في سجونها. -