"كيف ستؤثر وفاة آية الله أكبر هاشمي رفسنجاني على إيران".. سؤال طرحته مجلة "اﻹيكونوميست" البريطانية في تقرير لتسليط الضوء على اﻷوضاع في الجمهورية اﻹسلامية بعد رحيل الرجل الذي كان لسنوات "رمانة الميزان"، وسوف يسيطر المتشددون على كافة مفاصل الدولة من ضمنها مجلس تشخيص النظام.
وفيما يلي نص التقرير:
جاءوا للثناء عليه، ودفنه، منتقدوه السابقون كانوا في الصفوف اﻷمامية للجنازة، وأمطروه بالثناء عليه، قائلين " آية الله أكبر هاشمي رفسنجاني مهندس الثورة الإسلامية في إيران، الذي حمى الثورة خلال الحرب بين إيران والعراق، وأنقذها من الحصار الاقتصادي بعد ذلك".
آية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى الإيراني، والذي أمضى عقدين من السجال مع رفسنجاني، كتب تغريدة جاء فيها " رحل الصديق القديم والرفيق"، ونظم رجال الدين الشيعة أكبر جنازة لرفسنجاني منذ جنازة آية الله الخميني، ودفنوه بجانب مؤسس الثورة، ووعدوا بتسمية شارع باسمه، وأغلقت المدارس وقالت وسائل اﻹعلام المحلية إنّ أكثر من 2 مليون شخص شاركوا في الجنازة.
المتشددون يأملون أن خامنئي يمكنه حاليا تحقيق المصالح العليا.
ومع وجود ابتهاج بوجود الصداقة الروسية المتنامية في المنطقة، واحتمال النصر في سوريا، المتشددون سوف يسيطرون على مجلس تشخيص مصلحة النظام القوي، الذي قاده رفسنجاني لمدة 28 عاما، وكان شوكة في جانبهم.
قوات الأمن ضمنت ألا تمر عباءة رفسنجاني لـ مير حسين موسوي، أو مهدي كروبي، اللذين تحت الإقامة الجبرية، كما حظرت اﻹصلاحي محمد خاتمي ومنعته من حضور الجنازة.
حسن روحاني، رغم أنّه الرئيس الحالي، إلا أنه كان حذرًا جدًا في رثاء رفسنجاني خاصة إنه يريد إعادة انتخابه في مايو الماضي.
ومع ذلك، كان ظهور رفسنجاني دائما عادة غير مريحة للنظام، ومن فناء جامعة طهران عام 2009، تحدى رفسنجاني السلطات للاستجابة لصوت الشعب، خلال انتخابات الولاية الثانية ﻷحمدي نجاد، حيث فتحت الشرطة النار على المتظاهرين.
ورغم أنه وضع الآن في النعش، من الخلف جاءت صرخات المعارضة، حيث ارتدى البعض التشيرتات الخضراء، وهتفوا قائلين بشعارات معادية للنظام، واستبدال آخرين شعار "الموت لامريكا" بـ "الموت لروسيا"، تماما كما كان الحال في 2009 عندما كان رئيس روسيا أول زعيم أجنبي هنأ أحمدي نجاد على إعادة انتخابه.
كان رفسنجاني ركيزة في النظام الثيوقراطي الإيراني، وقال عدد من الشباب المعزين:" كنا نعتقد أنه سيكون الشخص الذي يمكنه تأمين الانتقال إلى نظام أكثر اعتدالا.
جنازة رفسنجاني جلبت القوتين المتناقضتين في إيران معا، الجميع احتشدوا لتشييع جنازته، وبشكل ملحوظ أبقى رفسنجاني إيران في الشرق الأوسط قوية معتدلة، ولكن مع رحيله قد تكون اﻷمور صعبة.
الرابط اﻷصلي