قال موقع يمني إنَّ وسائل إعلام تابعة لجماعة أنصار الله "الحوثي" وأنصار الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح أبدت انزعاجًا كبيرًا إزاء تعيين الرئيس عبد ربه منصور هادي وزير حقوق الإنسان عز الدين الأصبحي سفيرًا لليمن لدى المغرب ومفوضًا فوق العادة، باعتبار أنَّ هذا التعيين أحبط ما قيل إنَّها محاولة لتهريب صالح بأمان إلى اليمن. جاء ذلك في تقريرٍ لموقع "مندب برس"، قال فيه: "الأصبحي يعد من أبرز الوجوه السياسية المناهضة لانقلاب ميليشيا الحوثي وصالح، ويشكِّل رقمًا صعبًا مثل هاجسًا مزعجًا للانقلابيين بسبب كسبه معارك المحافل الدولية المتعددة ابتداء من التمهيد لقرار الأمم المتحدة 2216، والذي لا يعرف الكثيرون أنَّ الأصبحي كان في مدينة نيويورك قبل مشروع القرار الشهير، وكان يعمل بصمت حثيث وفق علاقاته الدولية كونه شغل سابقًا نائبًا لرئيس الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان وله العديد من العلاقات الدولية رفيعة المستوى في الضغط لإنجاح فكرة قرار دولي واضح يدين الانقلاب ويؤكد على الشرعية اليمنية، وانتقل حينها الوزير الأصبحي إلى كل المحافل الدولية مفندًا إدعاءات الانقلابيين وملاحقًا إياهم بقرارات عدة من مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة".
وأضاف: "أثار تعيين الأصبحي لمنصب سفير اليمن بالمغرب بناءً على طلبه ترك الوزارة زوبعة إعلامية في عدد من الوسائل الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي التي تعمل لصالح الرئيس المخلوع، وحتى منافسين آخرين يعملون في صف الشرعية بشكل مزدوج أبدوا امتعاضهم من تولي الرجل للمنصب الجديد وسعوا في التشويش على جهوده والتقليل من دوره الحكومي والدولي، فيما يرى مراقبون أنَّ خروج الأصبحي من وزارة حقوق الإنسان شكل خسارة كبيرة لحكومة هادي، لكن ما طرح مؤخرًا في وسائل إعلامية وتسريبات حول محاولات صالح للخروج من اليمن بوساطات دولية وطرح خيارات لذهابه برز اسم المغرب وإثيوبيا كملاذ آمن وملجأ لنفيه في إحداها".
وتابع: "برز حرص الحرس السياسي لصالح بقوة في ألا يتعين سفراء في هذه الدول من الأشخاص الأقوياء في حكومة الرئيس هادي حتى يستطيع صالح أن يقوم بأنشطة سياسية وتجارية واسعة، وبالفعل استطاع هؤلاء عرقلة وتأخير قبول أوراق سفراء الشرعية في دول مثل روسيا والمغرب وإثيوبيا لأشهر عديدة، لكن المفاجأة التي حضرها هادي هو الدفع بأبرز وزراء الحكومة إلى المغرب".
وجاء في التقرير: "يرى بعض الخبراء السياسيين أنَّ ما يجري اليوم هو ضمن الحرب السياسية لملاحقة صالح والرئيس هادي اختار لسفارة اليمن بالمغرب عز الدين الاصبحي ولسفارة اليمن بروسيا السفير مروان عبد الله عبدالوهاب نعمان ولإثيوبيا عبد الغني الشميري،وكلهم من أبناء تعز التي ذاقت ومازالت وتتجرع ويلات الحرب العبثية من قبل ميليشيات صالح والحوثي حتى اليوم بل ويعدوا من المعارضين بشدة للانقلاب".
وكانت صحيفة "المساء" المغربية قد كشفت قبل نحو عام - والحديث للموقع - عن عرض الإدارة الإمريكية لـ"صالح" مغادرة اليمن، وأشارت إلى أنَّ المغرب هو الخيار المتاح له.
وأضافت الصحيفة - حينها - أنَّ الإدارة الأمريكية وفَّرت لصالح جميع الضمانات كي لا يتم استهدافه عند خروجه من اليمن، في محاولة لطمأنته، لافتةً إلى أنَّ المقترح الأمريكي جاء في سياق مشاورات لم تنجح فى وقف إطلاق النار، ورفض صالح حينها المقترح والخروج من اليمن في ظل تقدم الحرس الخاضع لسيطرته والميليشيات واجتياحها في ذلك الوقت لمعظم المحافظات.
ومضى التقرير يقول: "بقي المقترح قائمًا حتى اليوم بعد ضغط الإدارة الأمريكية وعودة المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد والذي سيصل إلى عدن بعد يومين بشأن تحريك عملية السلام فى اليمن ضاغطًا على وقف إطلاق النار، ما يعزِّز من احتمال قبول صالح للجوء إلى المغرب كمنفذ وحيد له اليوم بعد الانتصارات التي حققها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية واقترابها من العاصمة صنعاء وأصبح اقتحامها أمرًا مفروغًا منه خلال الأيام القليلة المقبلة وسط انهيارات كبيرة للحرس والميليشيا في عدد من الجبهات وانحسارهم بشكل كبير".
واختتم التقرير قائلًا: "ربط بعض المحللين هجوم إعلام صالح والحوثي وأعوانهم حتى المندسين منهم في الشرعية لانزعاجهم من دور الوزير الأصبحي وأنَّ هذه الخطوة ستعزز من استمرار نجاح الرجل وبقاء تصديه للانقلاب، وملاحقة صالح وأعوانه حتى تقديمهم للعدالة الدولية والوطنية".