روايات «سجناء الأرض» لـ مصر العربية: انتصرنا للتاريخ في مصرية «تيران وصنافير»

مظاهرة ضد اتفاقية تيران وصنافير

"استقر في عقيدة المحكمة أن سيادة مصر على تيران وصنافير مقطوعة، والحكومة لم تقدم أي وثيقة تغير أو تنال من هذا الأمر"، كلمات بدأت بها المحكمة الإدارية العليا برئاسة المستشار أحمد الشاذلي، حكمه اليوم برفض طعن الحكومة على بطلان اتفاقية تيران وصنافير.

 

أكثر من 1277 حالة قبض على متظاهرين ورافضين لاتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والمملكة العربية السعودية والتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير بموجبها، قضوا فترات تتراوح للشهور داخل السجن نتيجة اعتراضهم.

 

بصدور الحكم اليوم يؤكدون "عملنا حاجة للتاريخ"، وسط شعورهم أن القبض عليهم وحبسهم لم يكن هباءاً، بانتصارهم في القضية، بحد تعبيرهم.

 

ما فعلناه للتاريخ

 

أحمد نبيل، قٌبض عليه بصحبة شقيقه الأكبر من منزلهم، وجهت لهم اتهامات "قلب نظام الحكم وحيازة متفجرات وترويج إشاعات بأن تيران وصنافير مصرية"، بمجرد سماعه الحكم اليوم جلس يبكي فرحاً.

 

يروي لـ"مصر العربية"، أنه كان يشعر بالظلم فالمحبوسين قضوا فترات كثيرة داخل السجن، دفعوا من عمرهم وأموالهم كفالات تعدت 5 ملايين في تلك القضية، لكن حكم اليوم جاء ليقول لهم أن هناك أمل، وأنهم "عملنا حاجة للتاريخ"، فجزء من الدولة كانوا على وشك فقدانه لكنهم تمكنوا من عودته مرة أخرى، بحد تعبيره.

 

كان يتوقع أحمد أكثر من احتمال للحكم، التوقع الأكبر بالنسبة له كان المماطلة فيه بمد أجل النطق بالحكم أو إحالة القضية للموضوع لكن في النهاية فوجئ بالحكم يؤكد أنها "مصرية"، معتبراً أنه كان مؤشرا بالنسبة له أن الدولة لم تسيطر على كافة المؤسسات بعد.

 

لم يكن أحمد ينتظر الحكم فبالنسبة له الجزر مصرية سواء بحكم المحكمة أو بدونه، ودفاع الدولة دائما ً ما كان يدور حول أن توقيع الاتفاقية من أعمال السيادة لكنه في النهاية لم يكن قادراً على القول بأنها سعودية.

 

يثق أحمد في ما يصفة بـ"كتيبة" المحامين التي تسير خلف القضية في كافة الخطوات القادمة، مع محاولات الدولة المستمرة تمرير الاتفاية، مؤكداً :"حقنا مش هيضيع، دفعنا أيا م من عمرنا وحقنا رجع".

 

يؤكد أن الحكم أثلج صدور الكثير  داخل السجون، موجهاً حديثه لهم :"عمرهم اللي دفعوه مراحش هدر، الناس مش ناسياهم وخروجهم سيكون قريباً خاصة بعد الحكم".

 

حكم قلب الموازين

 

"فرحة وشماتة"، هكذا لخص عبد الرحمن زيدان، أحد متظاهري الأرض الذي قبض عليه خلال الحملة الأمنية التي سبقت تظاهرات الأرض في إبريل الماضي، موضحا ً أن الفرحة كانت لصدور حكم لصالح الشعب، والشماتة في الحكومة التي يعتبر أنها كانت تعلم منذ البداية أنها مصرية لكن مقابل المال كانت مستعدة لتحويلها سعودية.

 

يؤكد عبد الرحمن أن القضاء مع الدولة لكن مجلس الدولة قلب الموازين، بحد تعبيره، مشيراً إلى أن الضغط بالمؤتمرات والوقفات التي سبقت الحكم كانت عاملا مساعدا في الحملة ضد اتفاقية الحكومة.

 

ويرى أن الدولة مصرة على حبس باقي المقبوض عليهم والذين مازالوا داخل السجن، لكنه يثق في خروجهم قريبًا.

 

مقالات متعلقة